محمد حامد (دبي)
تتجه الأنظار اليوم صوب الآنفيلد لمتابعة قمة المرحلة الـ 23 للبريميرليج بين ليفربول الساعي للاستمرار في دائرة «البيج فور»، ومان سيتي المتربع على القمة بفارق كبير عن أقرب المنافسين بعد فوزه بـ 20 مواجهة، من بين 22 مباراة خاضها، وهو الفريق الوحيد الذي لم يعرف الهزيمة في أي مباراة بدوريات أوروبا الكبرى مع برشلونة، ويطمح لتجنب أي خسارة في طريقه للفوز ببطولة الدوري الإنجليزي، ليعادل إنجاز أرسنال التاريخي.
ويسير قطار مان سيتي بالسرعة القصوى، باحثاً عن العبور ال 21 في حال تمكن من تجاوز ليفربول في معقله بالآنفيلد، وعلى الرغم من ذلك يخوض بيب جوارديولا بتواضع كبير، حيث أكد أن ليفربول في أفضل حالاته في الوقت الراهن، خاصة مع انضمام المدافع الهولندي فيرجل فان ديك، وهو المدافع الأفضل في البريميرليج، قياساً بتألقه اللافت مع ساوثهامتون وسعي كبار أوروبا للفوز بتوقيعه قبل أن يتمكن الليفر في الفوز بالصفقة.
ليفربول لم يعرف الهزيمة على أرضه وبين جماهيره أمام مان سيتي في آخر 14 مواجهة بينهما، كما أنه يسعى بقيادة مديره الفني يورجن كلوب للثأر من فريق جوارديولا الذي أسقطه بالخمسة في سبتمبر الماضي، وهي الهزيمة التي ألحقت ضرراً معنوياً بالغاً بالفريق الأحمر، كما أنها كان لها مفعول السحر في تعزيز ثقة الجميع ب «سيتي جوارديولا» الذي يقدم كرة قدم مختلفة لم يعرفها الدوري الإنجليزي من قبل.
وينتظر أن يعود محمد صلاح لقيادة هجوم ليفربول في قمة اليوم بعد تعافيه من الإصابة، وهو الخبر السعيد لجماهير الريدز بعد رحيل النجم البرازيلي كوتينيو، وتعليقاً على تألق صلاح اللافت منذ انتقاله لليفربول، قال جوارديولا: أحترم صلاح كثيراً، ولكن لا تضعوه في مقارنة مع ميسي، يمكنكم مقارنته بأي لاعب آخر.
وعن صعوبة المواجهة أمام أصحاب الأرض قال جوارديولا: الفريق الذي يريد الفوز بالبطولات يتعين عليه اجتياز هذه المباريات الكبيرة، لقد حققنا الفوز على تشيلسي في ستامفورد بريدج، وانتصرنا على مان يونايتد في أولد ترافورد، والآن يتعين علينا تحقيق الفوز على ليفربول في الآنفيلد.
قمة اليوم لا تتوقف إثارتها على طموح كل فريق لتحقيق الفوز، وسعي الريدز لإلحاق أول هزيمة بمان سيتي، كما أنها لا تتعلق بطموح البلو مون في الاستمرار على القمة دون أن يترك الفرصة لأي فريق لملاحقته، بل إن للأمر أبعاد أخرى، حيث تكتسب العلاقة بين كلوب وجوارديولا أبعاداً أكثر إثارة، فقد التقيا من قبل 11 مرة، والمفارقة أن كلوب هو المدرب الأكثر تحقيقاً للفوز على حساب «الفيلسوف الإسباني»، فقد نجح الألماني في الفوز 5 مرات، وهو نفس عدد مرات فوز جوارديولا، سواء حينما كان التنافس بينهما على أشده في ألمانيا، أو عقب انتقالهما للعمل مع أندية البريميرليج.
كما أن «بورصة الانتقالات» تشهد صراعاً مثيراً بينهما، فقد نجح بيب في خطف أكثر من لاعب موهوب كان كلوب يحلم بالحصول على خدماته، وعلى رأسهم إلكاي جوندوجان، وليروي ساني، وكلاهما من أهم الأسماء التي تصنع الفارق في صفوف سيتي في الوقت الراهن، وبالنظر إلى هذه التنافس المثير بين كلوب وجوارديولا فسوف ترتفع وتيرة الإثارة في قمة اليوم إلى أعلى سقف لها.
وبعيداً عن تفوق سيتي على ليفربول في جدول الترتيب في الوقت الراهن، وعلى مستوى الأداء الثابت المقنع في جميع المباريات، فإن هناك تشابهاً كبيراً بين الفريقين، وهو الفكر الهجومي والقدرات التهديفية الخاصة، واللعب من أجل المتعة حيث يقدم الفريقان كرة ممتعة تتعلق بالتنوع، حيث تشير الإحصائيات إلى أن مان سيتي وليفربول هما الأكثر تسجيلاً للأهداف في البريميرليج حتى الآن، فقد سجل البلو مون 64 هدفاً بمعدل 2.9 هدف في المباراة، ولديه 390 تسديدة على المرمى وهو نفس عدد تسديدات الريدز، كما يبلغ عدد أهداف الفريق الأحمر 50 هدفاً منها 17 لصلاح، وما يميز سيتي أنه يملك أكثر من هداف، على رأسهم سترلينج، وأجويرو، وجابريل خيسوس، ودي بروين، وساني.
التشابه بين مدرسة كلوب، وفلسفة جوارديولا يجعلهما يخوضان مبارياتهما بطريقة واحدة، وهي 4-3-3، حيث يدفع كلوب بثلاثي هجومي يتكون من صلاح وفرمينو وماني، وفي منتصف الملعب لالانا وتشان وتشامبرلين، وهو ثلاثي دفاعي هجومي في نفس الوقت، أما الخط الخلفي فمن المتوقع أن يتكون من الرباعي جوميز، والصفقة الجديدة فان دايك، ولوفرين، وروبرتسون على الجانب الأيسر، وفي حراسة المرمى مينيولييه.
في المقابل سوف يخوض جوارديولا المباراة بالثلاثي الهجومي سترلينج وأجويرو وإلى جوارهما على الجانب الأيسر الألماني الواعد ساني، وفي منتصف الملعب يدفع المدرب الإسباني بكل من فرناندينيو، ودي بروين، وسيلفا، أما رباعي الدفاع فسوف يتكون على الأرجح من والكر يميناً، وديلف على اليسار، فيما يتولى ستونز، وأوتاميندي حماية قلب الدفاع، ومن خلفهما الحارس إيدرسون.
عدد اليوم
