الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مقتل نور الدين توب أبرز المطلوبين في إندونيسيا

مقتل نور الدين توب أبرز المطلوبين في إندونيسيا
18 سبتمبر 2009 03:42
قتل أبرز المطلوبين للعدالة في إندونيسيا نور الدين محمد توب أمس في هجوم لقوات محاربة الإرهاب، وذلك بعد مرور شهرين على هجوم انتحاري مزدوج في جاكارتا أدى إلى مقتل تسعة أشخاص. وانتهت مطاردة توب التي كانت بدأت منذ تسع سنوات، في منزل وسط جزيرة جاوا تمت مداهمته فجراً بعد حصار استمر لساعات. واعتبرت الشرطة والطبقة السياسية مقتل هذا الماليزي البالغ من العمر 41 سنة انتصاراً على الإرهاب في اندونيسيا أكبر بلد إسلامي لجهة عدد السكان والذين يرفض غالبيتهم اللجوء إلى العنف. غير أن الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانغ يوديونو أكد أن «المعركة لم تنته بعد» وأمر قائد الشرطة بتوقيف «كل من لم يتم توقيفه بعد». وأكدت سيدني جونز المتخصصة في قضايا التطرف في مجموعة «انترناشنل كرايسيس غروب» «هذه ضربة كبيرة للإرهاب في اندونيسيا.. فتوب كان الأكثر عزماً على اتباع خط القاعدة.. لكن لا يجب أن نستنتج أن المشكلة قد حلت لأن بعض الناشطين لا يزالون فارين وقد يسعون إلى الحلول محل توب». وتجدر الإشارة إلى أن توب خبير بالمتفجرات واعتبر من «الرؤوس المدبرة» لموجة الهجمات التي نسبت إلى الجماعة المتطرفة والتي نفذت في اندونيسيا في مطلع العقد الحالي. وكان أكثرها دموية ذلك الذي نفذ في بالي في العام 2002 وأدى إلى مقتل 202 شخصاً معظمهم من السواح. وأصبح القبض عليه أولوية بالنسبة للشرطة الاندونيسية بعد الهجوم الانتحاري المزدوج في 17 يوليو الذي وضع حداً لأربع سنوات من الهدوء على الأرخبيل. واسفر الاعتداء عن مقتل ستة أجانب واندونيسي والانتحاريين اللذين نفذا العملية في فندقي ماريوت وريتز كارلتون في جاكارتا. وقتل توب الذي كان يغير هويته باستمرار، في منزل متواضع وسط المزارع في قرية قريبة من سولو، وسط جزيرة جاوا التي تعتبر معقلاً للمتطرفين. وكان تم استئجار هذا «المخبأ» من قبل رجل مقرب من توب وزوجته الحامل في شهرها السادس. ووفقاً لشهادات ناشطين أوقفا أمس الأول قامت قوات النخبة في الشرطة «باقتحام المنزل عند منتصف الليل ثم تراجعت عندما جوبهت بإطلاق نار»، بحسب مسؤول الشرطة بامبانغ هندارسو دانوري. واستمر تبادل اطلاق النار حتى ساعات الفجر الاولى، عندها قامت الشرطة بهجوم خاطف لدخول المنزل ما ادى الى مقتل اربعة رجال. وكان بين القتلى قريبان لتوب هما ماروتو وباغوس بودي برانوتو وهما «خبيران في صنع القنابل وتجنيد العناصر الجديدة»، وفقا لنور هدى اسماعيل الخبير في قضايا الارهاب في جنوب شرق اسيا. وعثرت الشرطة ايضا في المنزل على اسلحة وقنابل ومتفجرات. يشار الى ان اللجوء الى الارهاب في اندونيسيا لا يحظى بدعم سوى من اقلية صغيرة تتبنى الايديولوجية السلفية وتمولها مجموعات من الشرق الاوسط، بحسب الخبراء. ويعاقب مرتكبو الاعمال الارهابية بالاعدام، وطبقت هذه العقوبة في العام 2008 على ثلاثة اشخاص ادينوا لمشاركتهم في الهجوم على بالي في العام 2002 . من هو نور الدين توب؟ جاكرتا، إندونيسيا (ا ف ب) - كان نور الدين محمد توب الذي قتلته الشرطة أمس أحد أبرز المتشددين الأصوليين المطلوبين في جنوب شرق آسيا بعد سلسلة هجمات تحمل بصمات تنظيم القاعدة. وبمقتله عن 41 عاماً، تنتهي عملية المطاردة التي استهدفته منذ ما يقارب من عشر سنوات. ويؤكد الخبراء أن نور الدين محمد توب، الماليزي الجنسية، كان أحد مهندسي العمليات الدامية التي تبنتها حركة متطرفة تسمي نفسها «الجماعة الإسلامية» في مطلع العقد الحالي، ومنها تفجيرات بالي (202 قتيل العام 2002) وعملية فندق ماريوت في جاكرتا (12 قتيلاً العام 2003)، والهجوم على السفارة الإسترالية في جاكرتا العام 2004 والذي أدى إلى مقتل 10 أشخاص. و»الجماعة الإسلامية»، كما تسمي نفسها هي تنظيم متطرف أنشئ خلال تسعينيات القرن الماضي، وهدفه المعلن إقامة دولة إسلامية في إندونيسيا. واعتمدت الجماعة على خبرة نور الدين توب في تصنيع المتفجرات. وكان درس في جامعة التكنولوجيا في ماليزيا قبل أن يصبح محاسباً. وكان يعتمد على شبكة من الأنصار يتمركز معظمهم في جزيرة جاوا التي تشكل معقلاً للتطرف في إندونيسيا. ويقول خبراء إنه ابتعد عن الجماعة المتطرفة في العام 2004 ليشكل تنظيمه الخاص. ويفيد تقرير نشر حديثاً لمجموعة الأزمات الدولية (إنترناشونال كرايزيس جروب) أن تنظيمه «لم يكن مغلقاً بعدد محدد من المنتسبين»، فقد «كان يعتمد على الأصدقاء، وأصدقاء الأصدقاء، وعلى العائلات والزملاء، وكل منهم يمكن أن يعمل على تنسيب أشخاص جدد». ومكنته هذه الهيكلية التنظيمية المرنة من الاستفادة من تضامن واسع له جذوره في المجتمع الإندونيسي، وفق التقرير نفسه. ونجح نور الدين مراراً في الهرب بعد أن تكون الشرطة قد أوشكت على اعتقاله. ففي العام 2003، نجح في الهرب مع أحد مساعديه، أزهري حسين، بعد اقتحام الشرطة لأحد مخابئه في باندونج. ثم نجح ثلاث مرات أخرى في أكتوبر ونوفمبر 2005، ومن ثم في 2008، في الفرار عندما كانت الشرطة تلاحقه في شرق جاوا بعد أن تلقى علاجاً للكبد.
المصدر: كيبو ساري ، اندونيسيا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©