الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

اكتشاف 12 ألف مريض بالسرطان خلال 10 سنوات في مستشفى توام

اكتشاف 12 ألف مريض بالسرطان خلال 10 سنوات في مستشفى توام
26 مارس 2012
تتردد قصص شفاء مرضى السرطان في أركان مستشفى توام الذي اكتشف إصابة 12 ألفاً بالمرض خلال عشر سنوات، في وقت يشدد فيه أطباء الأورام على أهمية إجراء الفحوص المبكرة لما لها من دور كبير في الشفاء، حيث تبلغ نسبة الاستشفاء لجميع أنواع السرطان من الحالات غير المتأخرة “التلطيفية” 90%. وروى “ز.و” البالغ من العمر 45 عاماً قصته مع السرطان التي أصبحت “ذكرى”، بقوله إنه كان دائم الشكوى من التهاب اللوزتين ولم تفلح أدوية الأطباء في إنهاء معاناته، قبل أن يطلب منه طبيب في مستشفى توام إجراء تحليل لخزعة، ليكتشف أنه يعاني من سرطان في الغدد اللمفاوية في مراحله الأولية. وتابع “ز.و” وهو موظف يعمل في أحد المستشفيات، إنه تلقى خبر إصابته بالسرطان بانزعاج شديد، وظن أن الشفاء مستحيل، مبيناً أنه اعتقد أن صراعه من السرطان لا نهاية له، بسبب معاناته من العلاج الكيماوي الذي تسبب في تساقط شعره وضعف جسمه. وأوضح الموظف، الذي كان من المدخنين الشرهين، أنه خضع على الفور لعلاج كيماوي، قبل أن ينتقل إلى العلاج الإشعاعي لمدة ثمانية أشهر متواصلة، لتختفي كل الخلايا الخبيثة، بفضل اكتشاف مرضه مبكراً. وأكد أطباء أنه يمكن محاصرة المرض والقضاء عليه عند اكتشافه في مراحله الأولى، خصوصاً عندما يكون حجم الورم بين 2 ملم و3 ملم، وهي مرحلة تكون المرض والتي يكون فيها في حاجة إلى الأكسجين وبعدها يحاول أن يحصل على الأكسجين من خلال الأوعية الدموية وهي المرحلة التي يبدأ بعدها تزايد خطورة المرض. وجدد الأطباء دعوتهم إلى ضرورة إجراء الفحوصات المبكرة، خصوصاً في الأسر التي لديها أحد المصابين بأي نوع من أنواع السرطان، وكذلك أهمية المسوحات والكشف الدوري لاكتشاف الأورام في مراحل مبكرة. كما اتفق الأطباء على أهمية وجود أطباء متخصصين في جراحة الأورام السرطانية في المستشفيات التي يتوفر فيها أقسام لمعالجة الأورام السرطانية. وأكد الدكتور محمد جالودي رئيس مركز الأورام بمستشفى توام أن المركز بدأ في استخدام 20 دواء ذكياً تعتبر من أحدث ما توصلت إليه الطرق العلاجية في الولايات المتحدة، بحيث تستهدف تلك الأدوية الخلايا الخبيثة دون أن تسبب ضرراً للخلايا السليمة من خلال استشعارات معينة لتلك الخلايا مع التركيبة الكيميائية للأدوية الذكية، الأمر الذي يسهم في علاج بعض أنواع السرطان دون استخدام الأشعة أو العلاج الكيماوي الذي يسبب مشاكل جانبية مثل تساقط الشعر وغيره. وقال الدكتور الجالودي إن تلك الأدوية الذكية تعمل على وقف نمو تلك الخلايا السرطانية، حسب درجة الورم وأسبابه وطرق نموه، الأمر الذي أدى لإطلاق مسمى الأدوية الذكية عليها، لافتاً إلى أن هذه الأدوية تعتبر أحدث طرق العلاج لمرضى السرطان وهو علاج المستقبل حيث يبتعد الأطباء قدر الإمكان عن العلاج الكيماوي في حال توافر طرق أخرى. وأوضح أن عملية الشفاء تعتمد على اكتشاف الورم الخبيث مبكراً، فكلما تم اكتشاف السرطان في وقت مبكر، زادت نسبة الشفاء، وفي حالة انتشار الخلايا الخبيثة فإن المركز يتجه للعلاجات التلطيفية. وأشار إلى أن فترة الاستشفاء والعلاج تستمر ما بين 4 إلى 6 أشهر، وتمتد أحياناً إلى عامين، خصوصاً سرطان الدم عند الأطفال. وأضاف أن نسبة الإصابة بالسرطان في الإمارات تعتبر من النسب المنخفضة مقارنة مع أوروبا والولايات المتحدة وبعض الدول العربية التي لديها إحصائيات دقيقة ومراكز علاجية متطورة، حيث تبلغ نسبة الإصابة في الولايات المتحدة 300 حالة لكل 100 ألف نسمة، وأوروبا 200 حالة لكل 100 ألف نسمة، والأردن 120 حالة لكل 100 ألف نسمة، فيما تبلغ في الإمارات على حسب عدد السكان مواطنين ومقيمين 77 حالة لكل 100 ألف نسمة. وأكد الدكتور الجالودي أن السرطان يعتبر المرض الثاني عالمياً المسبب للوفاة، وتأتي أمراض القلب في المرتبة الأولى، خصوصاً لكبار السن، فيما تشير الدراسات إلى أن السرطان سيصبح في عام 2020 السبب الأول للوفيات في العالم، بينما نجد أن الوفيات نتيجة السرطان منخفضة جداً في الدولة ولا تأتي ضمن الأسباب الثلاثة الأولى للوفيات. وبلغ عدد الزيارات لمركز الأورام بمستشفى توام، الذي يعتبر مرجعاً لعلاج السرطان على مستوى الدولة، 18 ألفاً و714 زيارة خلال العام الماضي. ولفت الدكتور الجالودي إلى أن نسبة الزيادة السنوية لعدد زيارات مرضى السرطان لمستشفى توام تبلغ نحو 20%، حيث سجل المستشفى العام الماضي نحو 1500 مراجع جديد. وتشير إحصائيات مستشفى توام إلى أن إجمالي حالات الإصابة الجديدة المسجلة في عام 2008 ما يقارب 1221 حالة. وفي عام 2009 وصل عدد زيارات المرضى لمركز الأورام إلى 13 ألفاً و981 مريضاً، إضافة إلى 1542 حالة إدخال لعنابر الأورام الثلاثة، فيما سجل 1324 مراجعة جديدة، وتم تشخيص 1103 حالات إصابة جديدة بالسرطان. أما إجمالي عدد حالات الإصابة بالأورام في عام 2010 بمستشفى توام فبلغت 1181 حالة مسجلة. ووصلت نسبة الزيادة في عدد الحالات المسجلة بالمستشفى منذ عام 2007 وحتى عام 2009 إلى 35% في سرطانات الدم، و30% في حالات السرطان، و55% الحالات التلطيفية (الحالات في المراحل المتأخرة)، كما أنه هناك زيادة في عدد الحالات التي عولجت بالعلاج الإشعاعي بنسبة 43%. وأوضح الدكتور غريغوري شافر الرئيس التنفيذي لمستشفى توام أن المستشفى أضاف 12 سريراً لقسم العلاج بالأشعة والعلاج التلطيفي في العام 2010، ليصبح مجمل عدد الأسرة في القسمين 39 سريراً. كما تم افتتاح مبنى عيادة الأورام الجديد الذي يضم 32 كرسي معالجة و5 غرف للاستشارة الطبية وغرفتين للدعم والاستشارة النفسية، وافتتاح صيدلية خاصة للمرضى المراجعين في عيادة الأورام. وتعتبر أورام الدم الخبيثة مثل سرطان الدم والخلايا اللمفاوية من أكثر السرطان المسجلة لدى الرجال في مستشفى توام، إضافة إلى سرطان غدة البروستاتا وسرطان الرئة والقصبات الهوائية. وأضاف شافر أن مركز مستشفى توام لعلاج الأورام يضم أربعة أقسام، وهي علاج الأورام، والعلاج الكيماوي، والعلاج بالأشعة، والعلاج التلطيفي، حيث يعمل في مركز الأورام فريق متخصص من الممرضين والأطباء الملتزمين بالعمل يداً بيد من أجل تقديم رعاية شاملة لجميع المرضي وعوائلهم، ويدعم هذا الفريق كل من أقسام الصيدلية، والأشعة التشخيصية والتغذية السريرية، والمختبر، وبنك الدم وإدارة شؤون المرضى. وأشار إلى أن عدد المصابين بالسرطان يشير إلى زيادة الوعي الصحي لدى أفراد المجتمع وتوفر الخدمات الصحية المتقدمة في الدولة مقارنة بالسنوات الماضية، لافتاً إلى أن أسلوب الحياة والعادات الغذائية والتدخين تسهم في الإصابة بالسرطان، إضافة إلى العوامل الوراثية والبيئية. وأكدت الدكتورة جلاء طاهر مدير برنامج مكافحة السرطان في هيئة الصحة بأبوظبي أن الهيئة نفذت وستنفذ برامج خاصة بمكافحة السرطان من خلال حملات توعية شاملة، ونجحت الهيئة في احتواء مرض سرطان الثدي من خلال نشر الوعي بين النساء بأهمية إجراء الفحص المبكر وهو من أهم وسائل الوقاية من السرطان. وأضاف أن الهيئة تعمل على تنفيذ برنامج خاص بالتوعية بسرطان عنق الرحم والذي يمكن تجنب الإصابة به وكذلك علاجه عند اكتشافه في مراحل مبكرة، إضافة ‘إلى السعي لرفع الوعي لدى الرجال فيما يتعلق بسرطان الأمعاء. وأكدت الدكتورة هالة عبد اللطيف أخصائية علاج الأورام أنه يمكن تجنب الإصابة بأنواع السرطان من خلال الابتعاد عن التدخين، وعدم التعرض للتلوث البيئي مثل السكن بجانب المصانع، وتجنب التوتر العصبي والضغوط النفسية، حيث أكدت أحدث الدراسات الارتباط الكبير بينها وبين الإصابة بسرطان الثدي. وشددت على عدم الإفراط في تناول المأكولات سريعة التجهيز وعدم الإفراط في تناول البطاطا المقلية والشيبس، وذلك نظراً لاحتوائها على مادة مسرطنة تسمى “أكريلاميد”، إضافة إلى ضرورة عدم استخدام زيت القلي لأكثر من مرة حتى لا يتعرض الزيت إلى الأكسدة، وضرورة التعرض لأشعة الشمس، ولكن ليس في وقت الظهيرة، لأخذ قسط كاف من فيتامين(د) الذي يقي من أنواع عديدة من السرطان. كما حذرت من الإفراط في تناول اللحوم الحمراء ذات الدهون، والاكتفاء بتناولها مرة أو مرتين في الأسبوع فقط، مشيرة إلى أن السمنة المفرطة قد تؤدي إلى سرطان الثدي والقولون. وبحسب ما قالت طاهر، فإن أحدث الدراسات التي أجرتها جامعة هارفرد الأميركية كشفت عن وجود علاقة وثيقة بين نوعية التغذية من جهة، والإصابة بسرطان الثدي من جهة ثانية، كما أن تناول البيض المسلوق بصورة معتدلة ومنتظمة يبعد شبح الإصابة بسرطان الثدي. كما أشارت الدراسة إلى ضرورة الانتظام في تناول الاستروجين الغذائي الموجود في الفاصوليا الجافة واللوبياء والحمص وبعض الأغذية مثل القرنبيط واللفت والكرنب. ولفتت طاهر إلى أهمية تناول الاسبرين حيث أكدت الدراسات والاكتشافات العلمية الجديدة التي نشرت في الولايات المتحدة أن تناول حبة أسبرين يومياً يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي. وأكدت ضرورة الإكثار من الخضروات والفواكه الطازجة المليئة بالفيتامينات حيث تقي من الإصابة بالسرطان، كما أشارت إلى أن هناك بعض العوامل الوراثية التي تؤدي إلى الإصابة بالسرطان مثل سرطان الثدي والقولون والمعدة ولوكيميا الدم. من جانبها، أكدت الدكتورة هبة يوسف استشاري تحاليل الأنسجة والأورام والأستاذ المساعد بكلية طب طنطا في مصر أن استخدام أدوية مثبطة لمنع توفير الغذاء للأوعية الدموية نجح عند تطبيقه على المرضى بسرطان القولون، كما أكدت أن الأمل القادم في علاج السرطان من خلال استخدام العلاج الجيني من خلال منع تزويد الورم بالأكسجين. وأكدت يوسف أن السرطان سيكون ذكرى في المستقبل، من خلال التركيز على إنشاء مراكز بحثية متخصصة للوصول إلى اكتشافه وتحديد نوعه ومراحله ونوعية الخلية ومكان خروج الورم والقضاء على “الأم” للخلايا السرطانية. وقال بنتي جروهن استشاري علاج الأورام إن عوامل الخطورة التي تزيد من الإصابة بأورام الكبد تتمثل في زيادة نسبة الدهون والسمنة الزائدة، إضافة إلى مضاعفات التهابات الكبد الفيروسية، وهناك بعض الإجراءات التي يتم اتباعها مع المرضى من شأنها التأثير على الأوعية الدموية المغذية للمرض. مرضى هزموا السرطان والفضل للاكتشاف المبكر أبوظبي (الاتحاد) - قال والد طفلة شفيت من السرطان إنه تم اكتشاف إصابة ابنته بسرطان الكبد قبل ثماني سنوات، حين توجه بها إلى مستشفى توام نتيجة انتفاخ في بطنها، حيث أثبتت الفحوص السـريرية والمخبرية والأشعة المقطعيـة بإصابة الطفلة التي كانت تبلغ من العمر عامين بسرطان يتطلب قص 90% من كبدها. ولفت والد الطفلة إلى أن العلاج لم يكن متوفراً في الدولة آنذاك، ما تطلب إجراء عملية قص الكبد في مستشفى بريطاني بكلفة بلغت مليوني درهم، تكفلت بدفعها مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية. وتابع أن رحلة العلاج استمرت شهرين، حيث نجحت العملية، وظلت الطفلة تتابع حالتها في مستشفى توام لمدة خمس سنوات، مؤكداً أن ابنته تعيش الآن حياتها بشكل طبيعي ولا تعاني من أية مشاكل صحية. وروى طبيب يعمل في مدينة العين رحلته مع مرض السرطان الذي أصابه في اللوزتين، حيث أجرى عملية لاستئصالهما في فرنسا، ثم واصل تلقي العلاج بمستشفى توام، قبل أن يشفى تماماً رغم تأثر فكه السفلي كثيراً بالعلاج الكيماوي. افتتاح 12 قسماً متخصصاً للأطفال تسجيل 235 طفلاً مصاباً بالسرطان خلال عام 2011 أبوظبي (الاتحاد) - سجل مستشفى توام إصابة 235 طفلاً بالسرطان خلال عام 2011، بزيادة نسبتها 30% عن عدد المصابين في عام 2010، فيما بلغ عدد الأطفال المصابين بأمراض الدم خلال العام الماضي 850 طفلاً، حسب الدكتور أيمن رحماني رئيس قسم الأطفال بمستشفى توام. وافتتح المستشفى 12 قسماً متخصصاً للأطفال وهي قسم القلب عند الأطفال، وقسم الأمراض الصدرية والتنفسية، وقسم الغدد الصماء، وقسم الأعصاب، وقسم أمراض الكلى لدى الأطفال، وقسم أمراض الدم والأورام، وقسم الأطفال العام، وقسم أمراض الهضم، وقسم الالتهابات، وقسم طوارئ الأطفال، وقسم العناية المركزة للأطفال، وقسم الأطفال الخدج. وقال الدكتور رحماني إن قسم الأطفال الخدج زود بـ 41 حاضنة متطورة للأطفال الخدج، مزودة بأجهزة علاجية وتشخيصية تتابع حالة المولود الجديد وتسجل كل الملاحظات، مع إمكانية إجراء عمليات جراحية في الحضانة نفسها.
المصدر: أبوظبي، العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©