السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منصور الكعبي: أفتقد الحضور العائلي الحميم حول مائدة الإفطار

منصور الكعبي: أفتقد الحضور العائلي الحميم حول مائدة الإفطار
18 سبتمبر 2009 01:40
قاد الطموح العلمي للشاب الإماراتي منصور الكعبي أن يقصد الولايات المتحدة الأميركية تحديدا ولاية واشنطن، فالكعبي الذي يبلغ 20 ربيعا كان يحلم منذ طفولته بمتابعة دراسته الجامعية العليا بأميركا، وحين كبر اقترب الحلم من التحقيق حتى أصبح واقعا يعيشه وحاضرا يسكنه. باتجاه واشنطن يروي الكعبي حكاية سفره للدراسة، ويشاركنا تجربته قائلا: «لم يكن حلم الابتعاث لمتابعة دراستي الجامعية، وليد لحظة ما بعد التخرج من الثانوية، وإنما حلم الطفولة، فقد كنت أحلم بمتابعة دراستي بأميركا مثل أخي الذي يكبرني. فاجتهدت وثابرت حتى حصلت عليه، وها أنذا أعيش أولى سنواتي الدراسية في أميركا». يسترسل الكعبي مشيرا إلى تفهم والديه لرغبته في التحصيل العلمي، ويقول: «اكترثت أسرتي كثيرا لحلمي العلمي المتمثل بمتابعة دراستي في الخارج، وساعدني والدي وشجعني ودعمني كثيرا، ولم تحرمني والدتي من دعائها الطيب وذكرها لي في ختام صلواتها». فوائد الغربة بعد وصول منصور الكعبي إلى أميركا، بدأت حياته هناك من الجامعة التي نوى الانضمام إليها ومتابعة دراسته فيها، يقول: «منذ أول ول يوم دراسي لي تأقلمت مع طبيعة الحياة في أميركا سواء على الصعيد الاجتماعي أو الدراسي فلم أشعر للحظة أنني أعاني من وجع الغربة، فالولاية يقصدها كثير من العرب والمسلمين سواء لطلب العلم أو العلاج أو العمل». يرى الكعبي أن للغربة فوائد عديدة، ويشير إلى أبرز الفوائد التي اكتسبها من خلال وجوده في واشنطن، يقول: «على الرغم من أنني لا أشعر كثيرا بقسوة الغربة، بل لا أسمح لنفسي أن أشعر بقسوتها ومرارتها لئلا تشتتني عن هدفي، فقد استفدت منها في أمور في غاية الأهمية كالاعتماد على النفس، حيث إنني أتدبر شؤون حياتي وأقوم بطهي غذائي وعشائي وأغسل وأكوي ملابسي وأنظف غرفتي، كما أنني أقضي أيام الإجازة في زيارة الولايات المجاورة والاستمتاع بكنوزها الطبيعية والثقافية، فزادت الغربة بذلك من حصيلتي الثقافية والجغرافية وأمور أخرى كثيرة لم أعتد عليها في وطني الإمارات، وأنا أعتبرها من الأمور الإيجابية وفخور باكتساب خبرات وصفات جديدة تمنحني ثقة أكبر بنفسي وقدراتي». صيام وامتحانات لا تختلف طبيعة الحياة الجامعية في رمضان عن الشهور الأخرى، فهو مثله مثل باقي شهور السنة إذ لا ننعم هنا بتقليص ساعات الدراسة كما هو الحال في وطني، إلا أنني مع أصدقائي الطلبة المغتربين نسعى جاهدين للتمتع بكل ما يقدمه هذا الشهر من أجواء دينية وترابط جميل ومعان طيبة. إذ نقضي ساعات الصباح حتى العصر في الصفوف الدراسية وما إن ننتهي من المحاضرات نعود سريعا إلى منزلنا لنبدأ وأصدقائي بتحضير سفرة الإفطار التي نفضل أن تحتفظ بلمستها الرمضانية فلا غنى عن (اللقيمات والبلاليط والثريد والمجبوس) وأغلب هذه المأكولات نجلبها مجمدة ومعلبة من الإمارات حتى يسهل علينا طهيها وتقديمها بشكل سريع». يضيف الكعبي موضحا: «نحرص أنا وزملائي في السكن على التجمع وقت الإفطار على سفرة واحدة، ولا نفضله في المطاعم إلا إذا اضطررنا لذلك.. وبعد تناول وجبة الإفطار والصلاة ننتشر أنا وزملائي في السكن لإنهاء واجباتنا الدراسية التي تستغرق منا الجهد الكبير». الحنين الجارف يكمل الكعبي حديثه عن تفاصيل رمضانية في الغربة، ويقول: «نحاول جاهدين الاستمتاع بروحانيات هذا الشهر الفضيل فنقتنص الساعات التي تقل فيها المهمات الجامعية من واجبات وامتحانات وتحضير مسبق للدروس ونتجة إلى أقرب مسجد في منطقتنا لنصلي صلاة التراويح وقيام الليل. أما وجبة السحور فهي لا تحظى بالاهتمام نفسه الذي تحظى به وجبات الإفطار إذ نعتمد في وجبة السحور على وجبة خفيفة أو نتسحر على ما تبقى من وجبات الإفطار المتنوعة». إلى ذلك، يبدو جليا أن الكعبي تأقلم على نمط الحياة الأميركية خلال بعثته الدراسية وإقامته في أميركا، لكن ذلك التأقلم لم ينسه الأهل والأصدقاء والأحبة في الوطن.. ولا العادات والتقاليد والأخلاق الحميدة والطقوس الرمضانية الجميلة التي اعتاد عليها لسنوات طويلة، يقول في ذلك: «على الرغم من وجودي في أميركا وتأقلمي السريع مع طبيعة الحياة فيها إلا أن الشوق والحنين لوطني وأهلي «ذابحني» أحن كثيرا لوالدي الغاليين وإخوتي، خاصة أن سفرتنا الرمضانية الاميركية تفتقر للحضور العائلي الحميم، ولمذاق السفرة العائلية وأطباقها الشهية التي أفتقد لمسات الوالدة الغالية عليها». حين يتذكر الكعبي سبب وجوده في واشنطن، والهدف الكبير الذي يسعى لتحقيقه وهو الحصول على شهادة الماجستير والدكتوراة في مجال تخصصه، فهو يهدأ ويتحلى بالصبر على أمل العودة إلى الوطن ذات يوم.
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©