الفجيرة (الاتحاد) - أكد الدكتور علي عبيد اليبهوني الرئيس التنفيذي لشركة أدناتكو وإنجسكو أمس التزام شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» ومجموعة شركاتها بالحفاظ على وجودها القوي في صناعة الشحن على الرغم من الظروف التجارية الصعبة التي تواجهها السوق العالمية لناقلات النفط.
وقال إن شركة ناقلات أبوظبي الوطنية أنجزت مؤخراً توسيعاً كبيراً لأسطولها البحري، مشيراً إلى أنه على مدى العامين الماضيين تس الشركة 17 سفينة جديدة من بينها ناقلات المنتجات البترولية وسفن بضائع الصب وسفن الحاويات.
استمرار النمو
وأضاف «يبلغ مجموع أسطولنا الآن 30 سفينة ما يجعلها لاعباً رئيسياً ومتنامياً في صناعة النقل البحري في المنطقة ونحن مستمرون في النمو».
ولفت إلى أن أدناتكو ستقوم بتسلم ناقلة جديدة لغاز الإيثيلين المسال والتي ستنقل الإثيلين من دولة الإمارات إلى الأسواق العالمية.
وقال إن المشاريع الاستراتيجية الكبرى التي تم تنفيذها حاليا في الإمارة مثل خط الأنابيب الجديد لتصدير النفط من أبوظبي والذي تم إنجازه منذ أقل من عام والمصفاة الجديدة المقرر إنشاؤها وعدد متزايد من محطات التخزين يعني أن الفجيرة ستستمر في نموها المتزايد من حيث النفوذ الاستراتيجي والأهمية الاقتصادية.
وأضاف أن الفجيرة بالنسبة لشركة «أدناتكو و إنجسكو» أكبر بكثير من مجرد مكان للتزود بالوقود والإمداد والخدمات الأخرى الضرورية لأسطولها، بل أنها أحد أهم الموانئ المفضلة لديها ويأتي منها العديد من الضباط والطلاب البحريين الذين تعتمد عليهم الشركة في بناء مستقبل مشرق لها.
وتناول اليبهوني في كلمته «حالة السوق العالمي لناقلات النفط» وقال إنه من الواضح أن الوضع الحالي الذي يواجهه ملاك الناقلات ليس على ما يرام حيث إن أسعار الشرائح كلها تقريبا بالاستثناء من الغاز الطبيعي المسال هي عند أدنى مستوياتها في الأمد الطويل.
وأشار في هذا الصدد إلى أنه في شهر فبراير وحده هبطت أسعار سوق الناقلات العملاقة في جميع الأسواق بمعدل 15% من مستويات منخفضة بالأصل كما أن معدلات الناقلات من الشرق الأوسط إلى الغرب انخفضت بنسبة 20% وكذلك فئة «سيوزماكس» من الناقلات فيما جاءت الأخبار السارة الوحيدة من سوق الناقلات «أفراماكس» التي شهدت ارتفاعا في الأسعار بمعدل 5%.
تراجع الأسعار
وأضاف أن أصحاب ناقلات المنتجات البترولية شهدوا أوضاعا تزداد سوءا مع تراجع معدلات أسعار الناقلات التي تبحر شرقي السويس بمعدل 7% كما شهدت الناقلات من الشرق الأوسط إلى الشرق الأقصى انخفاضا بنسبة تزيد على 8%.
وتساءل اليبهوني كيف سيكون المستقبل لأصحاب الناقلات وقال إن البيانات الأساسية التي من شأنها أن تغذي في نهاية المطاف إلى زيادة أو انخفاض المعدلات غير واضحة المعالم.
ولفت إلى أن البيانات الأولية تشير إلى أن عمليات الشحن لمنظمة «أوبك» كانت ثابتة تقريبا في شهر فبراير الماضي على الرغم من وجود بعض الاتجاهات التي تشير إلى تغييرات في التجارة العالمية لأسواق الناقلات. وأضاف أن البيانات تشير إلى وصول عدد أقل من شحنات النفط لأوبك إلى موانئ أميركا الشمالية بينما زاد عدد الشحنات إلى أوروبا وغرب آسيا. وتوقع اليبهوني في ضوء الاتجاهات الحالية في سوق الناقلات في شحن النفط الخام ومنتجات النفط أن تستمر بعض الأسواق في أدائها الضعيف.وقال إن مستقبل تجارة الشحن للناقلات في الولايات المتحدة لا يبشر بخير حيث إن الأمر لا يقتصر فحسب على أن ثورة استخراج النفط من صخور الزيت يعنى أن الولايات المتحدة ستستورد النفط الخام بكميات أقل ولكن من الواضح أن نسبة متزايدة من واردات النفط الخام تصل إلى أميركا عن طريق خطوط الأنابيب من كندا.
الطلب الآسيوي
وأكد أن الوضع في آسيا أفضل بكثير حيث الطلب آخذ في التحسن مع ارتفاع واردات اليابان من النفط الخام والتي وصلت في فبراير الماضي إلى أعلى مستوى لها منذ أبريل 2012، لافتا إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة هي ثاني أكبر مصدر لليابان وتوفر 21% من احتياجات اليابان من النفط الخام فقط كما أن الصين سجلت أيضاً تحسناً في واردات النفط الخام حيث وصل حجم المستوردات الشهرية في يناير الماضي إلى أعلى مستوياته منذ مايو 2012.
ونوه اليبهوني بالتطورات التي تشهدها الهند في هذا الصدد حيث بلغت وارداتها من النفط الخام في يناير الماضي رقماً قياسياً بزيادة 532 ألف برميل يوميا وذلك بزيادة نسبتها 15% عن الشهر الذي سبقه لكي يبلغ معدل المستوردات إلى 4?1 مليون برميل يومياً.
صناعة التكرير
وقال إن الهند ستتحول بسرعة إلى مركز رئيسي للتكرير حيث أضافت في العام الماضي 400 ألف برميل يوميا من طاقتها التكريرية الجديدة كما أن هذا العام سيشهد زيادة إضافية تبلغ 420 ألف برميل يوميا وبذلك سترتفع الطاقة التكريرية للهند إلى أكثر من خمسة ملايين برميل يومياً.
وأكد في هذا الصد أن الهند تمثل سوقاً متنامياً جديداً لأصحاب ناقلات مشتقات النفط النظيفة والنفط الخام حيث إن زيادة حجم واردات النفط الخام لمصانع التكرير الهندية يقابلها زيادة مماثلة في صادرات المنتجات.
وقال إن الصادرات الهندية من منتجاتها البترولية ارتفعت في العام الماضي إلى أكثر من 1?5 مليون برميل يوميا وسوف تستمر في الارتفاع بسبب زيادة الطاقة التكريرية الجديدة المتوقعة.وحذر اليبهوني من مشكلة أخرى تواجه سوق ناقلات.
وقال إن السوق التي تعاني من أن الأسعار وصلت إلى أدنى مستوياتها تعاني أيضاً من أن العديد من المستأجرين يستغلون مواقعهم القوية نسبيا لإطالة شروط الدفع بصورة غير منطقية وهو مؤشر إلى وضع خطير وظروف تجارية صعبة حيث إن الشركات الكبيرة مثل أدناتكو فقط تستطيع أن تتحمله ولكن المشغلين المستقلين الصغار يواجهون مستقبلا مليئا بالتحدي وعدم اليقين.
كما حذر اليبهوني من تفاقم حجم هذه المشكلة وقال إنه من المهم أن لا يقوم مستأجرو السفن بزيادة الضغط على ملاك السفن المضغوطين أصلا وذلك في سعيهم لاستغلال الانخفاض في أسعار سوق الناقلات.
الأمن والسلامة
وأكد أن موضوع الأمن والسلامة حظي باهتمام شركة « أدناتكو وإنجسكو» طوال هذه الفترة المفعمة بالنشاط وما زال على رأس قائمة أولوياتها وذلك جنبا إلى جنب مع هدفها الاستراتيجي لمواصلة توفير خدمات فعالة في النقل البحري لجميع عملائها.
وحول استمرار الشركة في القيام بمهامها والتوسع في عملياتها في وقت وصل فيه سوق الشحن العالمي إلى أدنى معدلاته التاريخية ويدفع العديد من أصحاب السفن إلى الإفلاس.
عدد اليوم
