السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المعارضة السورية وخطر التفكك

26 مارس 2013 23:08
ليز سلاي بيروت كان ائتلاف المعارضة السورية على شفا الانهيار يوم الأحد بعد استقالة رئيسه ورفض المقاتلين الثوار للشخصية التي اختارها الائتلاف لرئاسة حكومة انتقالية، الأمر الذي يترك جهود صياغة جبهة موحدة ضد النظام السوري، التي تدعمها الولايات المتحدة، في حالة يرثى لها. استقالة معاذ الخطيب، وهو واعظ سُني معتدل يرأس «ائتلاف المعارضة السورية»، شكلت ذروة صراع داخلي مرير حول جملة من المواضيع المختلفة، من تعيين حكومة انتقالية إلى مقترح للخطيب بإطلاق مفاوضات مع النظام السوري. غير أن استقالته أغرقت المعارضة في حالة من الفوضى تحديداً في الوقت الذي أخذت فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون يكثفون دعمهم للمعتدلين المعارضين للنظام السوري. كما أنه كان يتوقع من ائتلاف «الخطيب» أن يلعب دوراً أساسياً في تحديد المستفيدين من المساعدات وكيفية توزيعها. غير أن ائتلاف المعارضة السورية أصدر لاحقاً بياناً يقول إن أعضاءه رفضوا استقالة الخطيب، وطلبوا منه الاستمرار في التسيير، وهو ما يترك وضعه غير واضح. ورغم أن اقتراح الخطيب في وقت سابق من هذا العام تفاوض المعارضة مع نظام الأسد قد قوبل بمقاومة شرسة من أعضاء آخرين في الائتلاف، إلا أنه محبوب على نطاق واسع من قبل الكثير من السوريين داخل البلاد الذين يتوقون لرؤية نهاية للعنف. وفي هذا الإطار، يقول عمرو العزم، أستاذ التاريخ بجامعة «شاوني ستايت» في ولاية أوهايو الأميركية، وهو سوري يدعم المعارضة، إنه ليس ثمة شك على ما يبدو في أن المبادرة التي أُطلقت الخريف الماضي في العاصمة القطرية الدوحة، من أجل خلق هيئة معارضة ممثلة وشاملة لجميع الأطياف، بدأت تنهار، وأضاف يقول: «إن الائتلاف بات على وشك التفكك... إنها فوضى كبيرة». الدافع المباشر لرحيل الخطيب كان هو اختيار غسان هيتو، وهو أميركي سوري غير معروف نسبياً، الأسبوع الماضي لرئاسة حكومة انتقالية مقترحة. فقد عارض الخطيب وأنصاره إنشاء حكومة انتقالية في هذا الوقت، وكذلك فعلت الولايات المتحدة التي جادل دبلوماسيوها ضد هذه الخطوة على اعتبار أن ذلك يشكل مصدر إلهاء لا داعي له عن الهدف المتمثل في إسقاط نظام الأسد، كما يقول أعضاء من المعارضة السورية. غير أن ترشح هيتو حظي بدعم الفرع السوري من «الإخوان»، ونُظر إلى جهود تنصيبه كأول رئيس وزراء سوري من المعارضة على نطاق واسع باعتبارها محاولة من «الإخوان» لاسترجاع بعض النفوذ الذي فقدوه عندما أُدمجت هيئة المعارضة السورية الأصلية -«المجلس الوطني السوري»- ضمن الائتلاف السوري الأوسع. وعلى هذه الخلفية، أقدم نحو عشرة أعضاء الأسبوع الماضي على تعليق عضويتهم في الائتلاف احتجاجاً على تعيين هيتو، ويوم السبت، رفض الجنرال المنشق الذي يرأس المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر الشخصية التي وقع عليها الاختيار أيضاً، قائلاً إن الثوار لن يقبلوا سوى مرشحاً «توافقيا» للمنصب. وقال الجنرال سليم إدريس في بيان مصور: «إننا نعلن بوضوح أن الجيش السوري الحر، بكل تشكيلاته... يرهن دعمه وتعاونه بتحقيق اتفاق سياسي حول اسم رئيس الوزراء». وبالمقابل، أشار الخطيب إلى مشاعر الاستياء التي أثارها تعيين «هيتو» بشكل غير مباشر واكتفى بالقول إنه استقال «حتى أستطيع العمل بحرية»، وهو شيء غير ممكن «داخل المؤسسات الرسمية». كما أشار إلى خيبة أمله إزاء المجتمع الدولي، الذي فشل في تقديم دعم كامل للثورة السورية، في وقت تتنافس فيه بلدان مختلفة بشكل فردي على تأمين تأثير لها على الفصائل المختلفة المعارضة للنظام السوري. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©