أكد المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض أمس، أنه سيجري انتخابات حرة ونزيهة لضمان الانتقال إلى الديمقراطية في حال إطاحة العقيد معمر القذافي. كما تعهد رئيس المجلس الوطني نفسه مصطفى عبد الجليل في مقابلة مع محطة تلفزيون “راي اونو” الايطالية أن المجلس سيتصدى للهجرة غير الشرعية في حال تسلمه السلطة في ليبيا وأنه سيحترم الاتفاقات الموقعة مع ايطاليا. وذكر ممثلون من المجلس إنهم يطمحون إلى إقامة “دولة حديثة وحرة وموحدة”. وجاء ذلك في بيان قبل اجتماع لندن أمس الذي بحث مستقبل ليبيا لفترة ما بعد حكم القذافي. أكد الثوار في البيان على “تطلعاتهم لدولة موحدة وحرة وحديثة” وان المجلس “يضمن لكل ليبي حق التصويت في انتخابات تشريعية ورئاسية حرة ونزيهة”. وأضافوا أن “دستوراً وطنياً يوافق عليه عبر استفتاء سيضمن تشكيل أحزاب سياسية واحترام حرية التعبير بفضل وسائل إعلام وتظاهرات سلمية”.
وتابع البيان أن “دولة مدنية دستورية ستحترم حرمة الدين وستندد بعدم التسامح والتطرف والعنف”، مؤكداً أن ليبيا جديدة “ستنضم إلى المجموعة الدولية في رفض العنصرية والتمييز والإرهاب والتنديد بها”. وبعد أن وعدوا باحترام حقوق الإنسان، أكد الثوار على “حماية مصالح وحقوق الشركات الأجنبية” في إشارة إلى الموارد النفطية الكبرى في البلاد. والمجلس الانتقالي الذي يضم 31 عضواً يعتبر الهيئة السياسية الإبرز للثوار، ولم تعترف به حتى الآن سوى فرنسا وقطر. وفي مداخلة عبر الهاتف مع برنامج “بورتا آ بورتا” الذي تبثه قناة “راي اونو” الايطالية، قال عبد الجليل من مكان لم يكشف عنه “سنشارك في الجهود لوقف الهجرة غير الشرعية من خلال منع المهاجرين غير الشرعيين من الدخول إلى ليبيا ومحاربة المنظمات الإجرامية التي تقوم بذلك”.
وأوضح عبد الجليل الذي كان يشغل منصب وزير العدل في الحكومة الليبية، أن المجلس سيحترم “جميع المعاهدات الموقعة مع شركة النفط الايطالية “ايني” وكذلك المعاهدات الموقعة مع جميع الشركات الأخرى”. وكانت الولايات المتحدة أعطت أمس الأول، الضوء الأخضر لمبيعات النفط الليبي الخام من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة الليبية. وقال مسؤول بوزارة الخزانة الأميركية أنه نظراً لأن المعارضين الليبيين ليسوا خاضعين للعقوبات المفروضة على القذافي، فبإمكانهم بيع النفط الذي يسيطرون عليه بعد استعادة عدد من حقول النفط والمرافيء شرق ليبيا الأسبوع الحالي. من جهته، طالب الزعيم الليبي الأسرة الدولية بالتدخل لوقف غارات الائتلاف على قواته التي أرغمت الثوار على التراجع قبل سرت وتقدمت داخل مصراتة، قبل اجتماع “مجموعة الاتصال” في لندن أمس. وقال القذافي في رسالة وجهها إلى الدول الأعضاء في المجموعة “أوقفوا عدوانكم الوحشي الظالم على ليبيا”.
وأضاف في رسالة نشرتها وكالة الأنباء الرسمية “اتركوا ليبيا لليبيين. إنكم ترتكبون عملية إبادة لشعب آمن وعملية تدمير لبلد نام”. وقال القذافي “كيف تهاجمون من يقاتل القاعدة..المسألة الآن تولاها الاتحاد الأفريقي وليبيا تقبل كل ما يقرره الاتحاد الأفريقي”.
وفي تطور متصل، بث التلفزيون الليبي الليلة قبل الماضية، صوراً “مباشرة” تظهر خميس نجل القذافي، في باب العزيزية بطرابلس وذلك بعد إشاعات عن مقتله. وسرت إشاعات خلال الأيام الماضية مفادها أن خميس الذي يقود إحدى كتائب القذافي، قضى بضربة جوية نفذها الائتلاف الدولي. وظهر خميس بالزي العسكري وسط حشود من مؤيدي والده الذين تجمعوا في مقر العقيد القذافي بهدف تشكيل “دروع بشرية” لحماية “قائدهم”, حسب الصور التي بثها التلفزيون الليبي.
عدد اليوم
