السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

جنوب أفريقيا تعلن «الحرب» على السل وسط عمال المناجم

جنوب أفريقيا تعلن «الحرب» على السل وسط عمال المناجم
26 مارس 2012
كيب تاون (أ ف ب) - أطلقت جنوب أفريقيا أمس الأول حملة تقضي بإجراء فحوص منهجية عن مرض السل في أوساط عمال المناجم حيث ينتشر هذا المرض بمعدلات قياسية هي الأعلى في العالم. وترمي هذه الحملة التي أطلقت بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السل إلى “ضمان خضوع عمال المناجم جميعهم لا سيما منهم العاملين في مناجم الذهب لفحوص الكشف عن مرض السل وفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب (الإيدز) خلال الأشهر الإثني عشر المقبلة”، بحسب ما أعلن نائب رئيس جنوب إفريقيا كجاليما موتلانتي في خطاب ألقاه أمام أصحاب المناجم في منطقة درايفونتن ، على بعد 70 كيلومتراً عن العاصمة. ويعكس منجم الذهب، التابع لشركة “جولد فيلدز”، حالة قطاع يدفع عجلة النمو الاقتصادي في جنوب أفريقيا منذ نهاية القرن التاسع عشر، بالإضافة إلى قطاع الماس، لكنه تسبب بوفاة عمال كثيرين من جراء ظروف العمل غير الصحية التي بدأ نيلسون مانديلا يندد بها منذ الثلاثينات. ويؤدي توافد اليد العاملة الأجنبية بوتيرة متواصلة، إلى ازدياد خطر الإصابة بفيروس الإيدز والأمراض ذات الصلة. ويؤكد الخبراء أن عمال المناجم يسرعون من وتيرة تفشي هذا المرض، إذ ينقل مريض واحد العدوى إلى ما بين 10 و15 شخصا سنوياً. وتتخطى هذه المشكلة المرتبطة بالصحة العامة حدود جنوب أفريقيا لتطول البلدان جميعها التي يتوافد منها عمال المناجم. وتعتبر ظروف العمل غير صحية في مناجم الذهب على وجه الخصوص، إذ يزيد خطر الإصابة بأمراض رئوية مستعصية من قبيل السحار السيليسي. فالبنى التحتية جد قديمة في مناجم الذهب مقارنة مع مناجم البلاتين. ويضطر العمال للنزول عميقاً ونقل أطنان من الصخور. وفي درايفونتن مثلاً، يعمل 30 ألف شخص على عمق يتراوح ما بين 600 متر و3347 متراً. وقد أشار «معهد الصحة» في جنوب إفريقيا، إلى أن ربع اليد العاملة في مناجم الذهب مصابة بالسحار السيليسي الذي أدى إلى إغلاق مشاغل عدة في تركيا متخصصة في الضرب الحرفي لسراويل الجينز بالرمال. ويطال مرض السل ثلاثة آلاف عامل من أصل 100 ألف من عمال المناجم، بحسب بيانات أجمعت عليها الجهات المعنية جميعها في جنوب أفريقيا، بما فيها غرفة عمال المناجم. وقد بلغ معدل الإصابات في البلد 900 حالة لكل 100 ألف شخص، علماً أن منظمة الصحة العالمية حددت عتبة الوباء بـ295 حالة لكل 100 ألف شخص. وتهدف هذه الحملة أيضاً، بحسب موتلانتي، إلى تزويد الهيئات الصحية في المناجم بفحوص جديدة وسريعة استحدثت منذ عام وتسمح بالحصول على النتيجة بعد ثلاث ساعات من خلال تحليل اللعاب بدلا من تصوير الرئتين بالأشعة السينية. ومن شأن هذه الحملة أن تحث عمال المناجم على الكشف عن إصابتهم بالمرض منذ ظهور أعراضه الأولى. وقال باتريك موكيتيا (54 عاماً)، عامل منجم درايفونتن، إنه فخور جداً بالخضوع لهذا النوع من الفحوص للمرة الأولى في حياته، “لأنني أشعر بضيق في صدري وبآلام قد تكون من أعراض مرض السل وأنا أريد أن أطمئن”. قد يكون مرض السل فتاكا، في حال لم يعالج وفق الأصول. وهو متفشي في جنوب افريقيا حيث خطر الإصابة به هو الأعلى في العالم. وتعتبر نسبة الوفيات الناجمة عن هذا المرض في المناجم ضعفي نسبة الوفيات التي تتسبب بها الحوداث في مواقع العمل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©