عجمان يرد الدّين لـ «الجوارح» بشعار «الخامسة ثابتة»

علي معالي (دبي) - وضع لاعبو عجمان أياديهم على رؤوسهم، عندما احتسب الحكم محمد عبدالله ضربة جزاء لصالح الشباب في الدقيقة الرابعة من الوقت المحتسب بدل الضائع لمباراة الفريقين في نصف نهائي كأس المحترفين لكرة القدم، وتذكر لاعبو عجمان المشهد نفسه الذي حدث في مباراة الفريقين بدوري المحترفين يوم 3 مارس الجاري، حيث ظل البرتقالي متفوقاً على الأخضر حتى الدقيقة 93 بنتيجة 2 - 1 حتى تم احتساب ضربة جزاء في الدقيقة 93 سجل منها ادجار برونو سيلفا هدف التعادل للشباب. ولكن مساء أمس الأول رفض سياو تكرار المشهد، وأهدر اللاعب البرازيلي فرصة التعادل مع تألق حارس مرمى عجمان جابر جاسم الذي تصدى لركلة الجزاء ببراعة، مهدياً فريقه بطاقة التأهل، حيث خطف جاسم كل الأضواء بإبعاد الكرة عن مرماه وأصبح بطل المباراة الأول. وبذلك رد عجمان الدين للشباب في المباراة الخامسة التي جمعت الفريقين هذا الموسم، حيث فاز الشباب مرتين وانتهت مباراتان بالتعادل. وأعاد عجمان التاريخ مجدداً عندما تأهل لنهائي كأس المحترفين للمرة الثانية في تاريخه، ليواجه الجزيرة مرة أخرى، حيث كانت الأولى في موسم 2008 - 2009، وفي تلك المباراة تفوق الجزيرة 2 - صفر، ولكن هذه المرة ربما يكون المشهد مختلفاً لرغبة البرتقالي في أن يتوج باللقب، معتمداً في ذلك على تراكمات الخبرات للفريق في مثل هذه البطولات. مفارقات غريبة ومن المفارقات الغريبة التي حدثت لعجمان هذا الموسم من خلال مواجهاته مع فريق الشباب، أن البرتقالي خسر كل المباريات السابقة في كأس المحترفين أمام الجوارح، وتعادل كذلك معه في مباراتي دوري المحترفين خلال الدورين الأول والثاني. وبشيء من التفصيل، فإن المواجهات التي جمعت بين الفريقين في كأس المحترفين أسفرت عن تفوق الشباب 3 - 2 في مباراة أقيمت يوم 12 نوفمبر 2012، وكان ادجار برونو هو بطل المباراة عندما سجل ثلاثية الشباب (هاتريك)، وكان ذلك في ذهاب الجولة الرابعة من منافسات المجموعة الثالثة، وكرر الجوارح انتصاره في مباراة العودة 3 - 1، ولكن مباراة أمس الأول أطاحت “الأخضر” وحرمته من تحقيق حلم كان يخطط له، وهو المنافسة بقوة على كأس المحترفين، وأصبح الحلم يراود البرتقالي في أن يتوج بلقب مهم في مسيرته الكروية. التعادل المستمر وما حدث في دوري المحترفين بين الفريقين مثير أيضاً، حيث تعادل الفريقان ذهاباً وإياباً في الدوري هذا الموسم، وكانت المباراة الأولى في 29 نوفمبر الماضي على ملعب الشباب، وتقدم فيها عجمان بهدف بوريس كابي في الدقيقة 7 ورد الجوارح بهدفين في الدقيقتين 34 و45، حتى نجح شهاب أحمد في تحقيق هدف التعادل في الدقيقة 73، وفي الدور الثاني تكرر السيناريو بالتعادل أيضاً، ولكن بشيء أكثر دراماتيكية عندما ظل عجمان متفوقاً حتى الدقيقة 93 بنتيجة 2 - 1، لكن ضربة جزاء جعلت فرحة البرتقالي لا تكتمل، حيث سجل منها ادجار هدف التعادل 2 - 2. فرحة كبيرة وكانت فرحة عجمان وجماهيره كبيرة بانتصار أمس الأول على ملعب الشباب، خاصة أن الفريق بذل جهداً كبيراً وقدم عطاء يستحق عليه الإشادة، وكذلك التأهل للنهائي للمرة الثانية، وأصبح حلم جماهير البرتقالي منصباً في الوقت الراهن على كيفية تخطي العنكبوت الجزراوي في المباراة النهائية، وتحقيق لقب سيكون له فوائده المادية والمعنوية الكبيرة على لاعبي وجماهير عجمان. مشاهد درامية عديدة شهدها المشهد الأخير بين الشباب وعجمان، لعل أبرزها أن البرتقالي استفاد كثيراً من الأخطاء المتكررة من لاعبي الأخضر، خاصة في الشوط الأول الذي نجح فيه عجمان في التقدم بهدفين نظيفين، وكذلك إهدار الشباب لفرصة العمر في المباراة وبقدم لاعب واحد وهو البرازيلي سياو، حيث كانت الدقائق الـ 10 الأخيرة كفيلة بأن يتعادل الشباب ويفوز أيضاً، حيث أهدر اللاعب فرصتين، الأولى عندما راوغ الدفاع وحارس عجمان، وإذا بسياو يضع الكرة خارج المرمى بغرابة شديدة، والثانية عندما أهدر ضربة جزاء في وقت قاتل وهو المتخصص في تنفيذ ركلات الشباب. وقبل النهاية بـ 10 دقائق، طرد الحكم حسن إبراهيم لاعب عجمان، وهو سيناريو مكرر لمواجهات الفريقين، حيث تم طرد سامي عنبر في آخر مواجهة بين الفريقين التي أقيمت في بداية مارس الجاري في دوري المحترفين. مشاهد درامية العراقي عبدالوهاب عبدالقادر مدرب عجمان كان في حالة دهشة وهو يشاهد فريقه تأهل إلى المباراة النهائية لكأس المحترفين بعد هذه المشاهد الدرامية الكروية المثيرة، ما جعل المدرب نفسه يعترف بالقول: “العناية الإلهية وتألق جابر جاسم حارس المرمى في تصديه لضربة الجزاء، أنقذا عجمان من بين يدي فريق الشباب، ولو نجح الشباب في تسجيل تلك الضربة وتحقق التعادل لهم، لكانت ضربة قاضية لنا تماماً في المباراة، لكن جابر ومن قبله العناية الإلهية جعلا حظوظنا موجودة في البطولة حتى الآن”. وأضاف مدرب عجمان: “بدأنا المباراة بشكل جيد ومتماسك من خلال الضغط على الشباب والبدء بالهجوم عليهم، وفي الوقت نفسه مراقبة مفاتيح اللعب القوية المتوافرة لديه، خاصة في الهجوم، وهو ما جعلنا نفرض السيطرة على معظم فترات الشوط الأول، ونجحنا في تسجيل هدفين في 5 دقائق”. معرفة كاملة وتابع: “حاولت الوقوف على سيناريو المباراة خلال التحضيرات المكثفة لها، لمعرفتي الكاملة بفريق الشباب، ونجح لاعبو فريقي في تنفيذ المطلوب منهم تماماً على مدار الشوطين، وقلت قبل المباراة إن الشباب سوف يتأهل وذلك لقوته، ولم يكن ذلك مناورة، ولكن حتى الآن لو تم عمل استفتاء على الفريق الذي سيتأهل للنهائي بين الشباب وعجمان فسوف تكون النسبة 70% للشباب و30% لعجمان”. الهجوم المرتد وأضاف: “الهجوم المرتد السريع كان له فوائده الكثيرة من جانب عجمان، مع غلق المساحات أمام هجمات الشباب في الشوط الأول، وتغيرت الحال في الشوط الثاني، وهو ما توقعته من الشباب، وقد حاولت تصحيح بعض الأمور من خلال ضخ دماء جديدة، باشراك سعيد الكاس بدلاً من فونكي سي لإجادة الكاس الضربات الرأسية، ونجح بالفعل في إحداث حراك مناسب في هجومنا، كما أجاد علي خميس في المباراة ووقف الحظ إلى جوارنا في أكثر من مرة، خاصة في فرصتي سياو الضائعتين، ولكن هذا لا يقلل من الجهد الكبير الذي بذله فريقي، سواء في المباراة أو من خلال التحضير المسبق لها، حيث كانت نسبة التركيز عالية ورغبة التعديل موجودة لدى جميع اللاعبين”. وتابع عبدالوهاب عبدالقادر: “نجح المغربي إدريس فتوحي في إثبات كفاءته العالية، وأكد أنه لاعب مميز من خلال الدور الكبير الذي لعبه في المباراة، خاصة في الشوط الأول، ولكن تأثر فريقي في الشوط الثاني بتراجع الناحية البدنية، حيث تسبب ذلك في وجود مساحات نشط من خلالها فريق الشباب”. وقال: “سنقوم بترتيب أوراقنا بشكل مناسب للنهائي، وحظوظنا موجودة في التتويج باللقب طالما أننا صعدنا للنهائي”. الجرمن: ذكريات سابقة كادت أن تربك حساباتنا دبي (الاتحاد) - عبر خليفة الجرمن رئيس مجلس إدارة نادي عجمان، عن سعادته بالتأهل لنهائي كأس المحترفين، حيث وصف المباراة بالماراثونية والمثيرة، وقال: “قدمنا مباراة كبيرة، وأظهر اللاعبون في الفترة السابقة تجهيزات ممتازة من خلال حالة التركيز في التدريبات، وكذلك في المباراة، ونهدي هذا الفوز لجماهير النادي الوفية، وإلى المسؤولين عن النادي لدعمهم الكبير لمسيرة الفريق”. وأضاف: “ذكريات الماضي القريب مع الشباب، جعلتنا نشعر ببعض القلق، لأن في مباراة الفريقين في دوري المحترفين كنا متقدمين حتى انتهاء الوقت الأصلي 2 - 1، ولكن في وقت قاتل تعادل الشباب، وكانت ذكريات تلك المباراة مصدر قلق وخوف لدى بعض اللاعبين، وعندما احتسبت ضربة جزاء للشباب في الدقيقة 94 استعدنا شريط تلك المباراة، لكن تألق الحارس جابر جاسم وبراعته في التصدي لضربة الجزاء قلب الموازين”. وأشاد الجرمن بالروح العالية للاعبي البرتقالي، وقال: “رغم الجهد الكبير الذي بذله اللاعبون في الشوط الأول، لكن ثقتي كانت كبيرة في قدرة وكفاءة اللاعبين على الاستمرار في تقديم المستوى الجيد خلال الشوط الثاني، وخلال متابعتي للتدريبات الأخيرة للفريق، لاحظت مدى الإصرار لدى اللاعبين على تحسين الصورة وتقديم مباريات جيدة، يكون لها مردودها الإيجابي خلال الفترة المقبلة، خاصة في الدوري، وسوف يكون لنا ترتيب مناسب وجيد خلال الفترة المقبلة لنهائي كأس المحترفين، حيث نلتقي مجدداً مع فريق الجزيرة الذي سبق وأن التقيناه في نهائي سابق في هذه البطولة”. غاب كابي وفونكي وتألق فتوحي دبي (الاتحاد) - في الوقت الذي لم ينجح فيه فونكي سي أو بوريس كابي في هز شباك الشباب في هذه المباراة، ظهر أكثر من لاعب آخر في صفوف البرتقالي، خاصة إدريس فتوحي الذي تألق وقدم مباراة رائعة من الناحية الهجومية، وكان مثالاً للاعب النموذجي في أرض الملعب، وكان كابي صاحب آخر هدفين لعجمان في مباراة الدوري التي انتهت بالتعادل 2 - 2، ولكن أمس الأول صنع فتوحي الفوز من خلال هدفه الأول، وتلاه وليد أحمد بهدف آخر من ضربة جزاء. فتوحي عبر عن سعادته بتسجيل الهدف الأول لفريقه وبالفوز، وقال: “قدمنا شوطاً أول جيداً من خلال تحركات إيجابية قادت إلى تحقيق انتصار مهم بشكل عام، وهو ثمرة عمل وتدريبات جيدة واستماع جيد لتعليمات مدربنا عبدالوهاب عبدالقادر، وتنفيذها بالشكل المطلوب”. وأهدى إدريس فتوحي الفوز لجماهير عجمان التي زحفت خلف الفريق لمؤازرته في ملعب الشباب.