الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«فارك» و«إيتا»... علاقات التعاون

23 مايو 2010 21:49
منذ عامين والمسؤولون الكولومبيون يتهمون الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز بتقديم السلاح والمأوى للمتمردين الماركسيين المصممين على الإطاحة بالرئيس الكولومبي ألفارو أوريبي، الذي يعد من أقرب حلفاء واشنطن في منطقة مضطربة. واليوم، واستناداً إلى وثائق وإفادات شهود، يواجه شافيز اتهامات جديدة تفيد بأن حكومته ذهبت إلى أبعد من مساعدة "القوات المسلحة الثورية" في كولومبيا، والمعروفة اختصارا بـ"فارك"، حيث تشير وثائق تم الحصول عليها من مجموعتين تخريبيتين، إلى جانب معلومات قدمها أعضاء سابقون في مليشيات كولومبية، إلى أن فنزويلا سهلت تدريبات هنا بين "فارك" و"إيتا"، وهي منظمة انفصالية في إسبانيا تستعمل الاغتيالات والتفجيرات في جهودها الرامية لاستقلال منطقة الباسك الشمالية عن إسبانيا. وقد دفعت الأدلة الجديدة القاضي إيلوي فيلاسكو من "المحكمة الوطنية" في مدريد إلى توجيه تهمتي الإرهاب والتآمر من أجل ارتكاب جرائم قتل في مارس الماضي لمسؤول في حكومة شافيز، هو أرتورو كوبياس، إضافة إلى اثني عشر عضوا في "فارك" و"إيتا". وتريد السلطات الإسبانية من فنزويلا أن تسلمها الأشخاص المتهمين، ولكن حكومة شافيز لم تستجب حتى الآن لمذكرة التوقيف الدولية الصادرة عن فيلاسكو. أحدث المعلومات التي تم الكشف عنها، وتستند في معظمها إلى معلومات حصل عليها المحققون الإسبان في كولومبيا وفنزويلا وفرنسا، جعلت "أرتورو فالينزويلا"، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون النصف الغربي من الكرة الأرضية، قال في جلسة استماع في الكونجرس في مارس الماضي إن إدارة أوباما "قلقة للغاية" بشان الادعاءات. واليوم ونظرا لتراجع قوة شافيز جراء الظروف الاقتصادية الصعبة، يخشى البعض في الكونجرس أن يقوم الرئيس الفنزويلي على نحو متزايد بردكلة ونسج علاقات أوثق مع المنظمات التخريبية، حيث يقول كارل ميتشام، مساعد السيناتور ريتشارد لوجار (الجمهوري عن ولاية إنديانا) العضو في لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ، بالهاتف من واشنطن: "بينما يواجه مزيداً من المشاكل داخلياً، فمن المرجح أن نرى مزيدا من العلاقات المثيرة للقلق". دائرة الضوء الجديدة المسلطة على علاقات فنزويلا المزعومة بمجموعات مخربة أزعجت شافيز لدرجة أنه حذر من أن الاستثمارات الإسبانية التي تقدر بمليارات الدولارات هنا يمكن أن تعاني من التداعيات. ومن جانبهم، يتعرض المنتقدون في فنزويلا للترهيب والمضايقة بسبب الحديث عن "فارك" أو "إيتا". فعلى سبيل المثال، عندما عبر "أوزفالدو ألفارير باز"، وهو من شخصيات المعارضة، عن دعمه علنا لتحقيق "فيلاسكو" في مقابلة تلفزيونية، اعتُقل ووجهت له تهمة نشر معلومات كاذبة. وكان شافيز قد قال في مارس الماضي بعيد قرار فيلاسكو: "إن هذه الحكومة لا توافق ولا تدعم أي مجموعة إرهابية... وليس لدينا ما نشرحه لأي كان". غير أن منتقديه لطالما أكدوا أن حكومته قد تكون ضالعة في مساعدة منظمات مثل "حماس" و"حزب الله"؛ وتعد هذه المرة الأولى التي توجه فيها سلطات قضائية خارج كولومبيا اتهامات تربط الحكومة الفنزويلية بمجموعات إرهابية. وفي هذا الإطار، يقول "جوستافو دي أريستيجي"، وهو معلق إسباني ومؤلف كتاب "ضد الغرب" الذي يسلط الضوء على الموقف المناوئ للغرب لشافيز وحلفائه. السلطات الكولومبية التي فحصت وثائق تم الحصول عليها من ثلاثة قادة للمتمردين في 2008 و2009 قالت إنها اكتشفت أن عملاء تابعين لـ"إيتا" التقوا مع أعضاء مليشيا "فارك" في معسكرات ريفية من 2003 إلى 2008. وكانت تلك المعسكرات تقع خارج ماشيكيس، وهي بلدة يقوم اقتصادها على تربية الماشية في ولاية زوليا الواقعة شمال غرب فنزويلا، وكذلك إلى الجنوب في ولاية أبوز ذات الكثافة السكانية المنخفضة، مثلما تفيد وثائق حكومية كولومبية. ويقول مسؤولو جهاز الأمن الكولومبي إن أعضاء تابعين لـ"إيتا" علَّموا خبراء المتفجرات التابعين لخمس وحدات من "فارك" على الأقل تقنيات صناعة القنابل. ومن جانبه، يقول فيلاسكو في مذكرته إن من بين الأشخاص الذين قاموا بتسهيل الاجتماعات في فنزويلا كوبياس، وهو منفي باسكي وصل إلى البلاد عام 1989 وذاب وسط جالية باسكية صغيرة في كراكاس. غير أنه لم يتسن الاتصال بكوبياس، الذي كان يعمل حتى وقت قريب في "معهد الأرض الوطني" التابع للدولة، من أجل التعليق على هذا الموضوع. ويقول عضوان سابقان في "فارك" وضعا السلاح ويعيشان اليوم بحرية في كولومبيا، في حوارات معهما، إنهما رأيا عملاء من "إيتا" في معسكرات "فارك" خارج ماشيكيس في 2008. المتمردان السابقان، اللذان وافقا على التحدث شريطة عدم الكشف عن هويتهما خشية تعرضهما للانتقام لأنهما يتعاونان مع السلطات الكولومبية، وصفا كيف كان ضباط الجيش الفنزويلي يرافقون عملاء "إيتا" إلى المعسكر، موضحيْن أن التدريب كان يشمل كيفية صناعة قذائف وتفخيخ السيارات. وفي هذا الصدد، يقول المتمرد الأكبر سنا، الذي يبلغ 23 عاما، عن متفجرات "إيتا" : "لقد كانوا يتحدثون عن كيف يستعملونها في إسبانيا-وكيف يخفونها داخل السيارات". وفي هذه الأثناء، تقول السلطات الكولومبية إن "فارك" بدأت خلال السنوات الأخيرة تفجر السيارات المفخخة بواسطة الهواتف المحمولة، وهو أسلوب لطالما اتقنته "إيتا". كما تقول إنها بدأت ترى على نحو متزايد ألغاما أرضية يتم تفجيرها عن بعد. وحول هذا الموضوع، يقول مسؤول رفيع في أجهزة الأمن في كولومبيا:"إن من تداعيات حدوث هذا الأمر في بلد لا سيطرة لنا عليه هو ازدياد قدرة "فارك" على الحصول على تكنولوجيا جديدة وتحديث أساليبها". خوان فوريرو - ماشيكيس - فنزويلا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©