الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رشيد ··· ثوري سابق ومرجع حالي

رشيد ··· ثوري سابق ومرجع حالي
15 يوليو 2008 01:58
بعد تخرجه من جامعة ''كامبريدج'' في أواخر الستينيات، توجه أحمد رشيد، الضليع في الشخصيات الثورية المفضلة في تلك الفترة -مثل ماركس وماو وتشي- إلى تلال بلوشستان، وهي منطقة جافة ووعرة في غرب باكستان، حيث مكث 10 سنوات، كان وقتها مقاتلا ضمن ميليشيا محارِبة حيث قاد -برفقة مجموعة من الأصدقاء الباكستانيين الذين يشاطرونه الأفكار والإيديولوجيا- الفلاحين الساعين إلى الحكم الذاتي ضد الجيش الباكستاني· ومن غرفة تطل على النخيل، يحكي رشيد كيف ظهر من جديد، بعد فترة أصيب فيها بالتهاب الكبد والملاريا وفقد خلالها أسنانه، ليس محبَطاً تماما، وإنما منكسرا، بيد أن التجربة كانت بمثابة ''منصة إطلاق'' لمشواره المهني الحقيقي كصحفي غزير الإنتاج متخصص في أفغانستان وآسيا الوسطى ووطنه باكستان، وكلها أماكن يجد الكتاب الغربيون في أحيان كثيرة الوصول إليها صعبا، ناهيك عن فهم تفاصيلها وتشعباتها· رشيد، الخبير في شؤون طالبان -يمكن القول إنه حتى الحادي عشر من سبتمبر كان يعرفها أكثر من أي أجنبي تقريبا- تحول على مر العقود إلى ما يشبه النبي في المنطقة، وإن من النوع الذي لا يصدَّق، حيث أطلق عدة تحذيرات تجاهلها صناع السياسة، ومؤخرا، نشر رشيد، البالغ 59 عاما، والذي يتحدث الانجليزية بطلاقة كما يكتبها بفصاحة، كتابه الرابع الذي يحمل عنوان ''الانزلاق إلى الفوضى: الولايات المتحدة وفشل بناء الدول في باكستان وأفغانستان وآسيا الوسطى''، الذي يعدد فيه بشكل ناقد الأخطاء التي ارتكبتها إدارة بوش في التعاطي مع الحركات المحاربة الإسلامية، والواقع أن فكرته المركزية ليست جديدة، فالمال الذي أُنفق والدماء التي سالت في العراق كان ينبغي أن تُستثمر في أفغانستان بإعادة إعمار البلاد تلافياً لظهور طالبان من جديد، بيد أنها حجة من الصعب الطعن فيهـــا الآن وقد عادت طالبان بالفعـــل وعلقت قوات الناتو والولايـــــات المتحدة في قتال صعـــــب معهـــــا· فرشيد يرى أن الولايات المتحدة لم تكن صارمة مع الرئيس الباكستاني ''برويز مشرف'' بعد أن تعهد بدعم جهود محاربة الإرهاب في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر إذ يقول: ''الأميركيون لم يقولوا بما يكفي من القوة والحزم إن على باكستان أن تكف عن دعم طالبان، وذلك لأن مشرف كان يسلمهم أعضاء القاعدة''، حيث كان يقبض على بعض كبار أعضاء القاعدة ويسلمهم للولايات المتحدة، معتبرا أنه كان ينبغي على بوش أن يشدد على أن يقوم مشرف بالقضاء على طالبان أيضا· ومن الموضوعات التي يتناولها رشيد باستمرار العلاقة بين طالبان الباكستانية وطالبان الأفغانية، فهو يرى أنهما يقويان بعضهما البعض، وبالتالي، لا يمكن التعاطي مع إحداهما بمعزل عن الأخرى، ويرى رشيد كذلك أن الجيش الباكستاني وجهاز المخابرات الباكستاني القوي وفرا الحماية لطالبان الأفغانية في ''كويتا'' عاصمة إقليم بلوشستان، كـ''وسيلة استراتيجية'' من أجل استعمالها في المستقبل ضد الهند، والحال أن ذلك يجعل قدرتهما على مواجهة طالبان الباكستانية وزعيمها المشهور ''بيت الله محسود'' شبه مستحيلة إذ يقول: ''إلى أن تصبح باكستان مستعدة للتخلي عن زعامة طالبان الأفغانية الموجودة في كويتا، فإن باكستان لن تتمكن من التعامل مع محسود والقاعدة''، ويذكر هنا أن محسود متهم من قبل الحكومة الباكستانية وواشنطن باغتيال رئيسة الوزراء السابقة ''بينظير بوتو''· في جعبة رشيد تجربة طويلة مع طالبان وأفغانستان، فبلوشستان، حيث حارب في الستينيات والسبعينيات، تشترك في الحدود مع أفغانستان، وفي ،1978 كان رشيد في كابول حين حدث الانقلاب الذي وضع الشيوعيين في السلطة، وبعد عام على ذلك، كان في قندهار حين دخل السوفييت، وعن هذه الفترة يحكي رشيد: ''لقد كنتُ شاهدا على الغزو حين جاءت الدبابات السوفييتية من مدينة حيرات ودخلت قندهار''، مضيفا: ''لقد ترجل الجنود من دباباتهم وطلبوا الشاي، لم يكن هناك توتر''، ثم واصلت الدبابات طريقها إلى كابول· ونظرا لأنه يجيد اللغة الإنجليزية وتلقى تعليمه العالي في بريطانيا، أصبح رشيد ما يسميه ''مستودعا ثقافيا'' بالنسبة للصحافيين الغربيين الذين كانوا يأتون إلى العاصمة الأفغانية من أجل تغطية آخر أكبر غزو للاتحاد السوفييتي، وهو دور لعبه منذ ذلــــك الوقت بشكــــل أكبر كصحفي وكاتب وأحيانا مستشار في الكواليس للدبلوماسيين الذين تعاملوا مع متاعب أفغانستان· كتابه ''طالبان: الحركات الإسلامية المقاتلة، والنفط والأصولية في آسيا الوسطى''، الذي يروي صعود الملالي في أفغانستان، نُشر قبل أشهر من الحادي عشر من سبتمبر من قبل منشورات جامعة ييل الأميركية، ثم سرعان ما أصبح جزءا أساسيا ضمن حقائب المراسلين الصحافيين الذين غطوا الحرب في أفغانستان في أواخر ،2001 وقد بيعت منه 1,5 مليون نسخة باللغة الإنجليزية، وهو رقم مذهل بالنسبة لدار نشر أكاديمية· علاقة رشيد بآصف علي زارداري، زوج بوتو وزعيم حزبها ''حزب الشعب الباكستاني''، والذي يعتبره البعض أقوى رجل في البلاد، جيدة، غير أنــــه بعـــد غداء مع زارداري مؤخـــرا دام ساعتين، لم يخفِ رشيد قلقه من أن الحكومة الجديدة ''لا تعلم شيئا'' حول ''الكعكــة الإرهابيـــة متعددة المستويات'' التي تنضج في المناطق القبليــة· جين بيرليز- باكستان ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©