الخطط الأميركية لمساعدة التمويل العقاري تدعم البورصات العالمية

تباين تأثير الخطوات الأميركية بشأن مؤسسات التمويل العقاري المتعثرة في الولايات المتحدة على البورصات العالمية، ففيما ارتفعت الأسهم الأوروبية واليابانية صباحاً، فقد غيرت أسهم طوكيو اتجاهها بعد الظهر لتنهي الجلسة منخفضة· وأعلن كل من الحكومة الأميركية والمركزي الأميركي أمس الأول عن مجموعة تدابير لمساعدة مؤسستي ''فاني مي'' و''فريدي ماك'' العملاقتين للتمويل العقاري على تخطي وضعهما الصعب· وأعلن المركزي الأميركي أمس الأول أنه سيتيح: ''عند الضرورة، لمؤسستيْ ''فاني مي'' و''فريدي ماك'' لإعادة تمويل الرهن العقاري، الحصول على تمويل منه، على غرار ما تستطيع فعله كبرى المصارف التجارية· وأوضح البنك المركزي الأميركي في بيان أن هذا المصدر لإعادة التمويل: ''يكمل السهولة الموجودة للحصول على القروض من وزارة الخزانة''، ويرمي إلى: ''ضمان قدرة فاني مي وفريدي ماك على تأمين اعتمادات للرهن العقاري في فترة توتر تشهدها الأسواق المالية''· كما أعلن وزير الخزانة الأميركي هنري بولسون مساء أمس الأول ثلاثة تدابير لدعم مؤسستي فاني ماي وفريدي ماك لإعادة تمويل الرهن العقاري، مشدداً على أن بقاءهما ضروري للحفاظ على النظام المالي الأميركي· وقال بولسون إن هاتين المؤسستين: ''تضطلعان بدور مركزي في نظامنا للتمويل العقاري، ومن الضروري أن تستمرا في هذا الدور في شكلهما الراهن باعتبارهما شركتين يملكهما المساهمون''، رافضاً مرة أخرى إمكانية تأميمهما· واستولت هيئة ودائع التأمين الاتحادية الأميركية الجمعة الماضية على مؤسسة اندي ماك بانكورب للقروض العقارية لتصبح ثاني أكبر مؤسسة مالية تغلق في تاريخ الولايات المتحدة· وبرر وزير الخزانة هذه التدابير الجديدة بضرورة: ''الحفاظ على ثقة واستقرار نظامنا المالي وأسواقنا المالية''، وللحؤول دون أن تواجه الشركتان مشكلة السيولة بسبب الارتياب الذي يحوط بهما، ستزيد وزارة الخزانة ''موقتاً'' الاعتمادات التي تحتاجان إليها، ولم تحدد الشروط المالية لهذه المساعدة· وجاء في بيان للوزارة أنها ستحدد: ''البنود والشروط للحصول على الاعتمادات والمبالغ التي يمكن سحبها''، وحتى تتأكد من استمرار الشركتين من الاضطلاع بدورهما، ستحصل وزارة الخزانة على الصلاحية ''الموقتة'' لشراء أسهم من الشركتين ''إذا كان ذلك ضرورياً''· ولم يحدد البيان ما إذا كانت عمليات شراء الأسهم هذه ستتم في الأسواق لدعم سعر البورصة لهاتين الشركتين، أو لدى زيادة رأس المال المتعذر حتى الآن بسبب سعرهما الضعيف جداً في البورصة، والجانب الثالث من الخطة يقضي بمنح البنك المركزي السلطة الاستشارية عندما ستحدد سلطة الوصاية الجديدة للشركتين المذكورتين مستوياتها الدنيا لرأسمال المال والمعايير الاحترازية التي يتعين عليها التقيد بها· وأنهت الأسهم اليابانية تعاملات أمس في بورصة طوكيو للأوراق المالية بعد خسارة المكاسب التي كانت قد حققتها في الصباح، بعدما حققت مكاسب ملموسة في التعاملات الصباحية بعد إعلان السلطات الأميركية خطة مساندة شركتي ''فريدي ماك'' و''فاني ماي''، ولكن سرعان ما فقدت الأسهم اليابانية مكاسبها في ظل توخي المستثمرين الحذر انتظاراً لرد فعل بورصة وول ستريت الأميركية على القرارات· وهبط مؤشر نيكي القياسي للأسهم اليابانية 0,2% أمس مع تخلي سهم مجموعة ''ميتسوبيشي يو·اف·جيه'' المالية عن مكاسبه المبكرة، لكن الهبوط كان محدودا بفضل مكاسب أسهم منتجي الصلب مثل شركة ''جيه·إي·اف هولدنجز'' التي قالت إنها قد ترفع الأسعار، في حين تعرضت أسهم شركات السمسرة للبيع مع استمرار ارتفاع أسعار النفط· وأغلق مؤشر نيكي على 13010,16 نقطة مسجلا أدنى مستوى إغلاق في ثلاثة أشهر، بينما هبط مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0,4% ليغلق على 1280,72 نقطة· وارتفعت الأسهم الأوروبية واحداً بالمئة في أوائل معاملات أمس متشجعة بخطة الأميركية لإنقاذ مؤسستي فاني ماي وفريدي ماك، وموجة نشاط جديدة في عمليات التملك· وقفزت أسهم فاني ماي وفريدي ماك 14 و16% على التوالي في فرانكفورت، وقد هوت أسهم المؤسستين أكثر من 40% الأسبوع الماضي مع تنامي المخاوف من أن تكون الشركتين بلارأسمال كاف· وارتفع مؤشر يوروفرست 300 الرئيسي لاسهم الشركات الكبرى في أوروبا بحلول الساعة 07:19 بتوقيت جرينتش 1,4% إلى 1141,64 نقطة، وقد هبط المؤشر 2,6% يوم الجمعة الماضي ليغلق على أدنى مستوى في أكثر من ثلاثة سنوات مع انخفاض أسهم البنوك بشدة· وقال رئيس قسم الابحاث في مؤسسة كازانوف دارن وايندر: ''نأمل بأسبوع أفضل''، لكنه أضاف أن مشاعر القلق ستظل تطارد القطاع المالي· وساعدت عمليات التملك والاندماج في دفع الأسهم الأوروبية نحو الصعود، وقفز سهم ''تي· ان·تي ان·في'' الهولندية نحو 24% بعد أن ذكر تقرير في صحيفة فيانشيال تايمز في مطلع الاسبوع أن شركة فيدكس كورب تجري محادثات مبدئية لتملك شركة البريد الهولندية، وامتنعت الشركة عن التعليق·