السلق مصدر مهم للحديد والمنجنيز13

عرف نبات السلق منذ القدم، وذكره العرب في آثارهم المكتوبة، فهم الذين نقلوا زراعته إلى أوروبا، ويقال إن الملك شارلمان الذي عاصر الخليفة هارون الرشيد، كان يحبه كثيراً، لذا أمر بزرعه في حدائقه. كما أظهرت الكتابات والنقوش الآشورية رسم نبات السلق، فهذا النبات كان معروفا لدى الشعب الروماني الذي تناوله مع الخبيزة، وطبخه حساء مع الكراث في القرون الوسطى، وهو لا يزال موجودا في المطابخ الغربية. نبات خريفي ينمو نبات السلق برياً في البوادي في فصل الخريف أي بعد الزخات الأولى من المطر، وكلما زادت كمية الأمطار زاد السلق طولاً، ويقال إن الأبقار الهزيلة التي تأكل منه تزداد قوة، وهذا ما يوضح أهمية هذا النبات من الناحية الغذائية. ويزرع السلق في العديد من البلدان، ويستعمل بكثرة في سوريا ولبنان وفلسطين. وقد روى الأطباء العرب عن السلق أنه نوعان، أسود “لشدة خضرته” وأبيض، والأول يقبض الأمعاء، والثاني يلينها. وعصارة السلق وطبيخ ورقه ينفعان من تشقق الجلد، وداء الثعلبة، والكلف. ويفيد السلق في قلع الثآليل، وفي انضاج الأورام والبواسير. أما ماؤه فيسكّن وجع الأذن، وينفع في قروح الأنف، ويساعد على إزالة قشرة الرأس. ويفيد بخلطه مع الخل والخردل في علاج أوجاع الكلى والمثانة وأمراض المعدة. في هذا السياق، تقول أخصائية التغذية إيمان المعلم “يعدّ هذا النوع من الخضراوات الورقية المهجنة وتعود أصنافه الأولى إلى صقلية، ويعتمده المطبخ المتوسطي في أطباق متنوعة، وهو مفيد جدا للصحة نظرا لغناه بالفيتامينات‏ والحديد والكالسيوم والأملاح المعدنية، والبوتاسيوم والمغنسيوم، وحمض الفوليك. لذا فهو من الأطعمة الضرورية للحوامل والأجنة”. استعمالات صحية حول استعمالاته الصحية، تقول المعلم “من استعمالاته أنه يسكن تشنجات الأمعاء، وينعم البشرة، وينشط الجسم، ويمنع فقر الدم، التهابات الجهاز البولي، كما أنه يخفف من حدة الصداع ومرض الشقيقة، ومن المفيد استعماله باستمرار في موسمه أو عند شرائه من أماكن موثوق بها نظراً لمناعته القليلة أي أنه لا يصلح للأكل إذا زرع بأماكن لا تتوافر بها الشروط الصحية”. وتتابع المعلم “يتمتع السلق بمواصفات غذائية وشفائية عالية أهمها أنه يحتوي على كمية عالية من الماء، من هنا تأتي أهميته في دفع العطش عن الجسم، كما أن السلق فقير جداً بالسعرات الحرارية، لذا يوصى به بقوة لمتبعي أنظمة تخسيس الوزن، أما من ناحية احتوائه على السكريات فهي شحيحة للغاية. ومن جهة البروتينات، لا يحتوي السلق على كميات تفوق تلك التي نجدها في الخضراوات الأخرى”. وتوضح أن في السلق طائفة واسعة من الفيتامين يقف على رأسها الفيتامين أ، ب، هـ، التي تلعب دوراً في حماية خلايا الجسم من الآثار المدمرة للجذور الكيماوية الحرة. ويتمتع السلق بغناه بالفيتامين ك، فتناول شوربة السلق يسمح بتأمين نحو 30 في المائة من حاجة الشخص اليومية من هذا الفيتامين المهم جداً للجسم، فهو يساعد على تركيب سلاسل بروتينية يعتبر وجودها ضرورياً من أجل تأمين عملية تخثر الدم، كما يعرقل هذا الفيتامين عمل الخلايا الهادمة للعظم، ما يعني أنه يسهم في بناء العظام ويحول دون تعرضها لداء الهشاشة. وتزيد المعلم أنه يوجد في السلق معدن في غاية الأهمية هو المنجنيز، الذي يدخل في تركيب أنزيم سوبر أوكسيد ديموستاز، الذي يقي الجسم من التأثيرات الضارة للجذور الكيماوية الحرة”.(بيروت - الاتحاد) مضادات الأكسدة تقول أخصائية التغذية إيمان المعلم، إن السلق يحتوي على مجموعتين من مضادات الأكسدة لهما مكانة كبيرة في تفويت الفرصة على الجذور الكيماوية الحرة وهما: البيتالينات والفلافونيدات. ولاحظ الباحثون أن البيتالينات تعمل على منع أكسدة الكوليسترول السيئ المتورط في إثارة الأمراض القلبية الوعائية، وربما تسهم في حماية الكريات الحمراء في الدم من التعرض للشدة التأكسدية. أما الفلافونيدات فلها مزايا عدة، من أهمها الوقاية من الأورام الخبيثة.