الإنفاق الإعلاني التلفزيوني في إقليم آسيا المحيط الهادئ يتخطى مثيله الأوروبي الغربي لأول مرة

تخطت عائدات الإعلانات التلفزيونية في دول إقليم آسيا المحيط الهادئ للعام الماضي مثيلتها في أوروبا الغربية لأول مرة، وذلك بفضل نمو كل من الهند والصين وأسواق أخرى في الإقليم تسير على الطريق نفسه، وجاء في تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية استناداً إلى تحليل وكالة إنفورما (Informa) الآسيوية أن صافي الإعلانات التلفزيونية في الإقليم لعام 2009 ناقصا منه عمولة الوكالات والحسومات للزبائن بلغ 27.9 مليار دولار، في حين أن قيمة السوق الإعلاني المماثل في أوروبا الغربية بلغت للعام نفسه 26.7 مليار دولار، إلا أن سوق أميركا الشمالية بقي الأضخم في العالم مع سوق يبلغ 38.9 مليار دولار. ونقلت الصحيفة عن الرئيس التنفيذي لمجموعة “وا بي بي” لمواد وخدمات الإعلان السير مارتين سوريل، مخاطباً مؤتمر الاتحاد الإعلاني الدولي في موسكو في الأسبوع الماضي أن نمو أسواق الإعلان في آسيا المحيط الهادئ كان “تحولاً جغرافياً أساسياً بالغ الأهمية بالنسبة لنا”. وأضاف أنه بينما شهدت أسواق الولايات المتحدة انتعاشاً هذا العام، فإن الوضع في أوروبا بقي محبطاً”. وكانت التوقعات تشير إلى أن أوروبا الغربية سوف تبقى لسنوات طويلة أخرى متقدمة على إقليم آسيا الباسفيك بسبب الأحداث الرياضية الرئيسة مثل دورة الألعاب الأولمبية في لندن في عام 2011 ونهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا في هذا العام وفي البرازيل في عام 2014 – وكلاهما يعقد في دولة تتناسب مع مناطق التوقيت في أوروبا مما يعني جاذبيتهما للمعلنين في التلفزيون. ومع ذلك، ينتظر أن تبقى منطقة آسيا المطلة على الهادئ في المقدمة على الرغم من توقع انخفاض الهوة بينها وبين أوروبا الغربية من 750 مليون دولار إلى 539 مليوناً في عام 2012. وقال سوريل: “إن هناك أسواقا كبيرة جداً مثل الهند، لا تعاني الركود الاقتصادي، كما حالنا في أوروبا الغربية”. في حين قال سايمون موراي، المحلل الرئيس في “إنفورما” إن تجاوز آسيا المحيط الهادئ لأوروبا الغربية لم يكن متوقعاً قبل عام 2012 وحتى قبل لعام 2015، وحتى مع وقوع ركود، فإن تحقيق ذلك كان منتظراً في عام 2013”. وحقق الإنفاق الإعلاني على التلفزيون في الصين نمواً بمقدار 9% سنوياً ليصل في العام الماضي إلى 4 مليارات دولار وارتفع 9,7 في الهند ليصل إلى 1,6 مليار لتكون الهند بذلك ثالث دولة في المنطقة تتخطى حاجز المليار الدولار. وشهدت الفلبين أعلى نسبة ارتفاع مع 12% سنوياً، وبلغت النسبة في إندونيسيا 9,7%. أما الدول الصغيرة، فقد عرف بعضها نسب نمو حادة للغاية وصلت في فيتنام إلى 20% سنوياً مع 183 مليون دولار. إلا أن ذلك لا يعني أن جميع دول المنطقة عرفت ازدهاراً في هذا المجال، ففي اليابان التي يحسب لها نحو نصف إجمالي الإنفاق في الإقليم (13,2 مليار دولار) انخفض الإنفاق في العام الماضي نحو 10% كما انخفض في كوريا الجنوبية 14% وفي أستراليا 8,5%. ولفت موراي إلى أن القفزة الإجمالية في الإقليم تحققت على الرغم من استمرار بقاء متوسط الإنفاق الإعلاني على الفرد أقل بأربع مرات عنه في أوروبا وأقل بنحو ثماني مرات عنه في أميركا الشمالية، إلا أن ذلك يقابله نمو في الكثافة السكانية العالية أصلاً. وبحلول عام 2015، ستبقى أميركا الشمالية أوسع سوق للإعلانات التلفزيونية مع توقع إجمالي قدره 47 مليار دولار، وستبقى منطقة آسيا المحيط الهادئ في المرتبة الثانية مع إنفاق متوقع قدره 34,4 مليار يليه الإنفاق الأوروبي الغربي مع 33.6 مليار.