«الطريق الإيرلندي» في العراق يطارد توني بلير

اعتبر المخرج السينمائي البريطاني كين لوتش أن على رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير “أن يحاسب على مسؤوليته” بشأن حرب العراق. وأوضح في مقابلة مع تلفزيون مهرجان كان بشأن فيلمه “روت آيريش” الذي عرض الخميس الماضي “هذا موضوع أردت وبول (لافيرتي كاتب السيناريو) تناوله منذ سنوات. الحرب ضد العراق شكلت جريمة، حرب غير شرعية مع عواقب إنسانية كبيرة جدا وهي تستند إلى أكاذيب”. وينتقد الفيلم بشكل لاذع أهوال الحرب في العراق وفظائعها والتجارة المحيطة بها. وأضاف “الأشخاص المسؤولون عنها لا يزالون طليقين وهذه وسيلة لتركهم تحت المراقبة”. وقال بغضب إن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير “أصبح موفدا للسلام في الشرق الأوسط هذا (...) يجب أن يحاسب”. و“روت آيريش” (الطريق الإيرلندي) هو الاسم الذي اطلقه الأميركيون على الطريق الفاصلة بين مطار بغداد الدولي والمنطقة الخضراء المحصنة في العاصمة العراقية. ويشير الفيلم إلى أنها “أخطر طرق العالم”. وتجري أحداث الفيلم في العام 2007 في ليفربول خصوصا حيث يصل جثمان شاب يدعى فرانكي كان يعمل في شركة أمن في العراق، بعدما قتل على هذه الطريق. ويشعر صديقه الأقرب فيرجوس، الموظف السابق في الشركة الأمنية، بالمسؤولية عن موت صديقه بعدما شجعه على الذهاب إلى العراق مغريا إياه بمعاش كبير. ويدفع هذا الواقع فيرجوس، ذا الخبرة في العمل الأمني والمخابراتي، إلى الانطلاق بتصميم كبير في بحث وتحقيق حول ظروف مقتل صديقه، والتي تبدو غامضة وأكثر تعقيدا مما تعلنه الشركة الأمنية. ومن خلال ذلك يعيد فيرجوس النظر في الأساليب القاسية التي تتبعها شركات الأمن المنتشرة في أماكن النزاع، كما يعيد النظر بمشاعره تجاه الضحايا المدنيين الذين طالما نظر اليهم على أنهم مجرد “خسائر جانبية”.