الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الموزاييك.. فن ترصيع الأخشاب بالأصداف

الموزاييك.. فن ترصيع الأخشاب بالأصداف
22 مايو 2010 20:50
ثمة مهن عريقة قوامها فنون الزخرفة والتزيين كما فن «الموزاييك» الدمشقي الشهير الذي يشكّل صناعة عالمية فريدة، ويحظى بشهرة واسعة بفضل فنياته الجمالية التي جعلته ينتشر في الدولة عبر «نادي تراث الإمارات»، إذ شجع الحرفيين الذين يمارسون هذه الحرفة القديمة عبر تخصيص محال لهم في القرية التراثية. بداية يشير إيهاب جميل- مدير صالة خاصة بعرض فنون الموزاييك؛ إلى هذه المهنة الفنية قائلاً: «عرف فن الموزاييك منذ أكثر من ألف عام، ولا يزال العمل قائماً فيه حتى اليوم نظراً لجمالياته الرائعة واعتماده على الذوق الرفيع ودقة الإنجاز ومهارة الحرفي. كما أنه يمر بعدة مراحل ويتطلب أدوات محددة لإنجازه هي: طاولة خشبية كبيرة ومنشار لمدّ الصفائح الخشبية وتقطيعها ومن ثم لصقها، وهناك أداة التنظيف والتنقية تسمى «الرابوت» لتصبح الأخشاب ذات ملمس ناعم، ويتم تفريغ الصدف والأخشاب الملونة بواسطة إزميل، كما يستخدم الغراء والمعجون والمسامير قبل بدء عملية التزيين بالصدف، بغية الحصول على القطعة المزينة بالصدف الملون». في حين يقول مروان عكش منصور- بائع موزاييك، مشيراً إلى استخدامات قطع الموزاييك في مجتمع الإمارات: «كان القدامى يصنعون غرف النوم وكراسي الجلوس من الموزاييك، لكن في العصر الحالي ونظراً لأن غرف النوم «الموزاييك» لا تستخدم في الإمارات -كما أنها لا تلقى رواجاً في بلاد الشام- صرنا نصنع ونبيع صناديق «المندوس» وعلباً صغيرة للمسابح والأقلام، والأثاث المكتبي وعلب الضيافة والمجوهرات المبطنة بالمخمل والشاموا، وأغلفة القرآن الكريم وكراسي خاصة به، وإطارات الصور وعلباً عليها رسومات لقوافل الإبل والصحارى وخرائط الدول الخليجية والخيام والصقور وتفاصيل تراثية متصلة بالبيئة المحلية». وعن تفاصيل هذه الحرفة يقول البريدي- صانع في السوق الشعبي: «هناك نوعان من الموزاييك أولهما الخشبي ويعتمد فن زخرفة الخشب وإدخال خشب ملون وصدف طبيعي عليه، لذا أستخدم أخشاب أشجار متنوعة كالجوز والكينا والورد والزان. وأقوم بداية برسم النقوش المطلوبة على الورق المقوى، وبعدها أصنع الهيكل الخشبي ثم ألصق بالغراء صفائح الموزاييك على الهيكل وأقصها على شكل قضبان متساوية بمقطع متوازي الأضلاع أو مربع أو مثلث، وأجمعها بشكل جميل مع إنزال صفائح رقيقة من الأصداف البحرية عليها بعد نقعها بالماء وقصها على هيئة أشكال هندسية صغيرة وألصقها على الصفائح، فتلمع بألوان جذابة تزيد من جمال القطعة الخشبية ورونقها. أما النوع الثاني من الموزاييك فهو الحجري، المخصص لبناء المساجد والقصور والأرضيات والنوافير، حيث ترصع فيه الأحجار بالعاج والأصداف». ويلاحظ الزائر للسوق الشعبي أن أسعار قطع الموزاييك تباع بأسعار متهاودة تبدأ من 25 درهماً للعلبة وثمة قطع ثمنها بمئات الدراهم بحسب نوعها وحجمها ورصف الأصداف فيها، فهناك ساعات الحائط وعلب الضيافة وصواني تقديم القهوة وقطع أخرى صغيرة متوافرة للسياح والزبائن الذين يرغبون الحصول على تذكارات من هذا الفن العربي الذي يدعمه النادي تقديراً منه للتراث.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©