السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

لا تستطيع

19 ابريل 2018 23:22
منذ بداية المقاطعة العربية مع دولة قطر، دأب الإعلام القطري على زرع مفاهيم خاطئة بداية في شعبه والشعوب المحايدة ولاحقاً بالشعوب التي ترفض دعم قطر للإرهاب، حيث ركز كثيراً على كلمة حصار وليست مقاطعة، ونحن بخير والبقاء للأقوياء لتصبح الكلمة المفتاحية في ذهن القارئ ، وأبرزها التمسك بقضية الاختراق المزعومة لوكالة الأنباء القطرية، مما أوضح فعلياً مدى ضعف هذا النظام، وكيف عاش هذا النظام على الفلاشات الإعلامية، وكل هذا يهدف لإبقاء قطر في صورة ذهنية بريئة والاستمرار في المراهنة على فطرة شعوب المنطقة السليمة، حيث مازال البعض يُخدع بسهولة من خلال إعلان أو مادة إعلامية أو حتى حلقة نقاشية، لا سيما بأن الجزيرة أسست ذراعا إعلامياً لا يستهان به في جانب إعداد البحوث والوثائق المزورة والمفبركة، وتسخير هذه الآلية لخدمة قطر بيد، وبيد أخرى تشويه الحقائق، ومازلت أعتب على بعض الجهات الإعلامية، التي تركت المجال مفتوحاً أمام الكوادر الحالية في الجزيرة، وأيضا ترك الساحة شاغرة لإدارتها من قبل الجزيرة، وكل هذه العوامل خيّلت لنظام قطر بأنه قوة ضاربة لاتقهر، ومن خلال هذه القناعة التي تشكلت، وضعت خطط استراتيجية ساعدت على إغراق قطر في مستنقع الوهم. اتخاذ هتلر أو ما يسمى بالنظرية الفاشية - التي أسسها أدولف هتلر، والتي قاد الحزب النازي على غرارها - قدوة أو منهج، لا تتماشى مع عقلية حمد بن خليفة وتكوينه النفسي والمجال المحيط به، حتى وان استطاع تسخير مئات المليارات لخدمة مشروعه، فالمنطقة ليست كالمنطقة التي خطط لها هتلر، والشعوب أيضاً تختلف، والمستشارون والآليات والمقومات جميعها تختلف، ومن وجهة نظري كل ما كان يحتاج إليه حمد بن خليفه، كلمة لا تستطيع، هذه الكلمة كانت ستوفر مليارات من الدولارات، وستحول قطر من إمارة صغيرة غير فاعلة، إلى مركز كبير فعال ومنافس. عندما استمعت للتسجيل المسرب مع القذافي، وحديثه عن عدم بقاء المملكة لمدة طويلة صدمت، لم أصدم من فعله، فهو واضح في عدائه وتخطيطه الإجرامي ضد أنظمتنا، وإنما صدمني طريقة تفكيره السطحية، وحديثه بقناعة تامة لا تقبل الشك ولا حتى المراجعة! . فمن المعروف أن دولة كالسعودية سقطت مرتين، وتكالبت عليها قوى كبرى ثم عادت بأربعين رجلاً فقط، وفي ظروف كانت أشد قساوة، وعقول أقل فهماً وإدراكاً من هذا الوقت، لا يمكن إسقاطها بسهوله، والأمثلة كثيرة ابتداء من مملكة البحرين وكيف أسهم حمد بكل طاقته وقوته لإلحاق الضرر بها ومعاونة النظام الملالي وكل مافي حكمه وأصدقاؤهم القاريون، ودولة الكويت التي عاشت بسبب حمد ودعمه للأحزاب السياسية شهورا عجاف وعادت إلى حالتها الطبيعية وخسر حمد ومن معه، فكيف لحمد بن خليفة أن يتبنى نظرية هتلر في إسقاط جميع الدول حوله وقيادتها عن بعد، كإيطاليا والنمسا وغيرهما من الدول التي استطاع هتلر قيادتها عن بعد!؟ أيضاً حمد بن خليفة غير قادر على تطبيق المراوغة السياسية الفعلية التي كان يستخدمها هتلر، بالتوقيع على المعاهدات وكسب الوقت لإعادة التنظيم، ومن ثم ينكث وعده ويواصل مشواره، كإشارة لعدم تخليه عن الهدف الرئيس، فمثل هذه التصرفات في وقتنا هذا ومحيطنا لن تنجح، وخصوصاً من نظام قطر الذي حاول جاهداً كسب مواقف دينية وسياسية لتعويم المصداقية على سطحٍ حاول ان يجعله مشرقاً وفشل، بل إنه فشل في بناء شخصية حقيقية واضحة لنظامه، فحتى الآن لا نعلم ماهي هوية حكومة قطر!؟ هل هي دينية؟ وإن كانت دينية لأي مدرسة تنتمي؟ فكل التيارات والفرق تحظى بدعم قطر! لهذا نستبعد الخيار الديني، ولو أن الاستبعاد أتى من طبيعة الحال في قطر المنفتحة على العلمانية بشكل واسع. وإن كانت هوية النظام ديمقراطية، وإيواء الطوائف والأحزاب والكتل السياسية، سواء اليمينية أو اليسارية، دليلا على الهوية الديمقراطية، فلماذا إذاً تحارب إيران في سوريا من خلال جيش النصرة، وتحارب مع إيران في اليمن من خلال أنصار الله ، وشعار النصرة الموت للروافض، وشعار أنصار الله الموت للنواصب!!؟ أيضا أن كانت الهوية التي يحاول رسمها نظام قطر، هي هوية شعبية قبلية تقليدية، فلماذا يفكك القبائل وهي الدينامو الرئيس لمثل هذه الأنظمة؟ فكيف سيرسم للحكومات التي يهدف لإسقاطها هويتهم وهو عاجز عن وضع هوية واضحة لنظامه !!. من الضروري جداً أن يسمع حمد بن خليفة، كلمة لا تستطيع أن تكون هتلر، حتى ولو حلقت ثلثي الشنب وأبقيت الثلث الأخير في المنتصف، هتلر كان يملك عدة مقومات أنت لا تملكها، والمهم أيضاً أن هتلر كان الداب الذي لُدغ من جحره المؤمن، ولن يلدغ المؤمن من هذا الجحر مرة أخرى مهما حاول الداب استدراجه. هتلر درس سيئ لا يحتذى به. * كاتب إماراتي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©