السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تقنية «فيبتور» التيتانيوم.. العلاج الأمثل لإعوجاج العمود الفقري عند الأطفال

تقنية «فيبتور» التيتانيوم.. العلاج الأمثل لإعوجاج العمود الفقري عند الأطفال
29 مارس 2011 19:45
كثير من الآباء والأمهات يشكون من خشيتهم وخوفهم على أطفالهم من الإصابة باعوجاج العمود الفقري، وغالبيتهم يردون أسباب مخاوفهم إلى ثقل وزن الحقيبة المدرسية المليئة بالكتب، أو من طريقة حملها لأوقات زمنية طويلة. وربما بسبب انتشار هذه الحالة لدى كثير من الأطفال والصبية والمراهقين. وهذا ما يطلق عليه «الاعوجاج التلقائي»، الذي يبدأ باعوجاج بسيط ويزداد ببطء حتى تصل الزيادة إلى عشر درجات في السنة الواحدة عند الأطفال غير البالغين. وعندما يزيد هذا الاعوجاج يؤدي إلى تشوه في العمود الفقري والقفص الصدري وبروز في الظهر مع ارتفاع في عظمة الكتف والحوض. وإذا ترك الاعوجاج دون علاج، فإنه يؤدي إلى مشاكل في وظائف القلب والرئتين، وآلام في الظهر. لكن الأهم والأخطر في الأمر أن غالباً ما يتم اكتشاف الاعوجاج متأخراً. الدكتور إسلام أبويوسف، أخصائي جراحة العمود الفقري والنخاع الشوكي، يوضح ما يحيط بهذه الظاهرة من ملابسات وتساؤلات، ويقول: «إن لاعوجاج العمود الفقري أنواعا متعدد منها ما هو تلقائي، وهو النوع السائد، ومنها ماهو اعوجاج خلقي، نتيجة عيوب خلقية في فقرات الظهر، وهو ما يطلق عليه «الجنف»، أو اعوجاج ناتج عن ضعف العضلات أو هشاشة العظام. وأخيراً الاعوجاج المصاحب لأمراض عضوية أخرى». الحقيبة المدرسية يشير الدكتور أبويوسف إلى التأثير السلبي المباشر لحمل الصغار الحقيبة المدرسية لأوقات طويلة، أو لأوزان زائدة، وبطريقة خاطئة، ويقول: «إن الدراسات الطبية توصي بألا يزيد الحد الأقصى لوزن الحقيبة المدرسية أكثر من 10% من وزن جسم الطفل، لكن ما نراه في الواقع غير ذلك، لذلك يشكو الصغار من الآلام المبرحة بالفقرات الصدرية والظهرية، لأن الفقرات والغضاريف التي تتحمل رفع الأثقال في جسم الإنسان لم يكتمل نموها بعد، وبالتالي فإن حمل الحقائب يؤدي إلى التهاب مراكز النمو وتلك الغضاريف مما يسبب ضمورها وموتها ويحدث بالتالي اعوجاج وتقوسات في العمود الفقري. كما أن طريقة حمل الحقيبة المعتمدة على الكتف الواحد تؤذي الأطفال تماماً والطريقة الأمثل بأن توزع حمولة الأثقال على الكتفين «على الظهر». وينصح الأطباء بزيادة جرعة الأغذية الصحية التي تمنع امتصاص الكالسيوم من الأمعاء، وبالتالي يقل خطر الإصابة بهشاشة العظام، وحث الأبناء على ممارسة الرياضة لتقوية عضلات الظهر، ومراجعة الطبيب المختص في حالة ملاحظة أي اعوجاج في الظهر، وهي مسؤولية الأسرة بطبيعة الحال». العيوب الخلقية عن العيوب الخلقية، يقول الدكتور أبو يوسف: «هذه العيوب يطلق عليها ما يعرف «بالجنف»، وهي تحدث نتيجة خلل في تكوين الفقرات، مما يؤدي إلى ظهور اعوجاج خلقي أو جانبي في العمود الفقري. وفي حالات الاعوجاج الجانبي الخلقي لا يحس الطفل عادة بأي آلام إلا بعد أن يكبر ويقترب من سن البلوغ، وكلما تقدم في السن، زاد الاعوجاج واشتدت الآلام، والاعوجاج من هذا النوع يكون شديداً، ويؤثر على وظائف الرئتين والقلب، وهناك أنواع أخرى من الاعوجاج معظمها غير معروف أسبابه. ولا بد في هذه الحالات من أن يبدأ علاج الاعوجاج مبكرا، بمجرد اكتشاف المرض، مما يضمن الوصول إلى نتائج مرضية ، فإذا كان الاعوجاج بسيطا نلجأ إلى أحزمة خاصة لاستعداله مع اتباع تمرينات خاصة لعضلات الظهر، أما الاعوجاج الشديد فيحتاج إلى التدخل الجراحي. وأحياناً يكون التشوه نتيجة تزحزح أمامي خلقي في للفقرة الخامسة القطنية على الفقرة الأولى العجزية، وهي الأكثر شيوعا. وفي هذه الحالات لا يشعر الطفل بأي آلام إلى أن يكبر، وتبدأ شكواه من آلام في منطقة الظهر ثم تمتد إلى الساقين، وتشكل هذه الأعراض ما يعرف علميا بـ «الالتهاب السياتيكي» أو ما يطلق عليه «عرق النسا»، كما أن هناك أنواعا أخرى من هذا التزحزح تصيب الكبار ولها نفس الأعراض، ومعظم هذه الحالات تتحسن بالعلاج مع وضع حزام ساند للظهر، إلا أن بعضها لا يتحسن إلا بالتدخل الجراحي بعمل تثبيت للفقرات». «الجنف» أما عن «الجنف»، فيقول الدكتور أبويوسف: «هو عبارة عن اعوجاج في الظهر نتيجة انحناء في العمود الفقري حيث تأخذ سلسلة الظهر شكل s أو شكل c. وهناك العديد من الأسباب التي تؤدي لظهور مرض الجنف مثل التشوهات الخلقية في العمود الفقري أو أمراض العضلات مثل مرض شلل الأطفال أو بعض الأمراض الوراثية أو الجينية كمتلازمة داون أو نتيجة إصابات والتهابات العمود الفقري. إلا أنه في الغالبية العظمى من المرضى يحصل الجنف دون سبب معروف. وهو عادةً ما يصيب الذكور والإناث، ولكن نسبة المرضى الذين يحتاجون لتدخل جراحي تكون أكبر بين البنات. وهو قد يصيب أكثر من شخص في العائلة نفسها. وعندما يكون المرض بسيطاً ودرجة الانحراف تقل عن الأربعين درجة فإن العلاج يكون تحفظياً ولكن في الحالات التي تكون هناك زيادة موثقة وواضحة فيها أو التي تكون نسبة الانحراف تفوق الأربعين درجة فإن التدخل الجراحي يكون ضرورياً. وعلى الرغم من أن التدخل الجراحي عند الأطفال الذين هم في مرحلة البلوغ أو ما قبل مرحلة البلوغ والذين تزيد أعمارهم على العشر سنوات أصبح سهلاً ومتاحاً ومتوفراً في جميع المستشفيات وله نتائج ممتازة إلا أن التحدي في علاج مرض الجنف يكمن في فئة الأطفال الصغار الذين هم دون الست أو السبع سنوات والذين يظهر لديهم المرض وتكون درجة التقوس كبيرة بحيث تستدعي التدخل الجراحي». التدخل الجراحي أما عن التدخل الجراحي لمعالجة «الجنف»، يقول الدكتور أبويوسف: «إن الجراحة التقليدية لعلاج مرض الجنف تعتمد على تثبيت للفقرات المريضة بعد تعديلها ثم عمل دمج لهذه الفقرات في الوضعية الصحيحة المعدلة. هذه العملية ذات نسبة نجاح باهرة في تعديل التقوس وفي إعادة العمود الفقري بشكله الطبيعي وفي تثبيته ولكنها تؤدي إلى تثبيت هذه الفقرات وإلغاء النمو فيها وبالتالي إلى قصر بسيط في هذا الجزء من الفقرات. وعندما يتم إجراء هذه الجراحة في الأطفال الذين هم فوق سن العاشرة فإنه ليست هناك آثار جانبية تذكر لهذا الالتحام في الفقرات ولا يؤدي ذلك إلى أي تشوه واضح أو إلى قصر واضح في طول المريض أو المريضة. بل على العكس من ذلك فإن تعديل التقوس بحد ذاته يؤدي إلى أن تكسب المريضة بضعة سنتيمترات من الطول مما يعوض أي نقص يحصل نتيجة انعدام النمو في هذه الفقرات. ولكن المشكلة والتحدي الحقيقي يكمن في فئة الأطفال الذين هم دون سن ست أو سبع سنوات. ففي هذه السن لا يكون العمود الفقري ولا الرئتان قد اكتملتا في النمو وبالتالي فإن عمل الجراحة الكلاسيكية من تعديل ودمج للفقرات يؤدي إلى فقدان النمو في هذه الفقرات، وبالتالي إلى عدم قدرة الطفل أوالطفلة على النمو في هذا الجزء من الجسم مما يؤدي إلى صغر في حجم الرئتين. وعندما يكبر الطفل أوالطفلة ويصبح عمره عشرين عاماً أو أكثر فإن الرئة سوف تكون في حجم رئة طفل عمره ست أو سبع سنوات أو غير ذلك وهذا بالطبع يؤدي إلى مشاكل كبيرة في التنفس وقصور في وظائف الرئة والتهابات متكررة في الرئة ومع مرور الزمن يؤدي إلى فشل في وظائف الرئتين. وقد يؤدي إلى وفاة مبكرة لا سمح الله. ولهذا السبب فإن فئة الأطفال الصغار هي فئة مميزة بحد ذاتها ولا تصلح فيها الجراحة الكلاسيكية وحتى السنوات القليلة السابقة كانت هذه الفئة تشكل تحدياً كبيراً لجراحي العمود الفقري ولا يتفق اثنان على طريقة علاج معينة له». جهاز «فيبتور».. التقنية الأحدث يوضح الدكتور أبويوسف كيفية التدخل الجراحي باستخدام تقنية أخرى بالاستعانة بجهاز «فيبتور»، ويقول: «هو عبارة عن ضلع من التيتانيوم الطولي القابل للتمدد. وهذا الجهاز هو أحدث تقنية موجودة لعلاج مرض الجنف في الأطفال الصغار. وقد أحدث ضجة كبيرة في الوسط العلمي والطبي عند استخدامه لأنه كان بمثابة معجزة طبية لحل هذه المشكلة. والجهاز هو عبارة عن قطع معدنية مصنوعة من معدن التيتانيوم الطبي الفائق الجودة الذي يشبه الضلع الذي يتم تثبيته على الضلوع في الناحية الداخلية للجنف، وهو بذلك لا يكون بوضعية الضلوع العادية ولكن عمودياً عليها ليقوم بتثبيت الضلوع وبالتالي كفائدة ثانوية يقوم بمنع الجنف لدى الأطفال الصغار من أن يزداد. وتتم إطالة هذا الجهاز كل ستة أشهر مع نمو المريض. وبالتالي فإن فائدته تكمن في أنه يمنع زيادة التقوس لدى هؤلاء الأطفال، لكنه في نفس الوقت يسمح للعمود الفقري ويسمح للرئتين بالنمو بشكل طبيعي. وعندما يكتمل نمو الرئتين والعمود الفقري ويبلغ الطفل من العمر العاشرة أو الثانية عشرة فإنه يمكن القيام بعمل الجراحة التقليدية لدمج الفقرات. وبالتالي فإن هذا الجهاز يسمح لنا بعلاج الجنف لدى الأطفال بدون الحاجة لدمج الفقرات وبالتالي يؤدي إلى تلافي المضاعفات التي كانت تحصل سابقاً من ضمور في الرئتين وضمور في القفص الصدري ومشاكل في التنفس ووظائف الرئة. ويتم استخدام هذا الجهاز في الأطفال مابين عام ونصف حتى عشرة أعوام بسهولة وبيسر. ويمكن استخدامه لعلاج الكثير من حالات الجنف وتقوسات وتشوهات العمود الفقري بغض النظر عن الأسباب التي أدت إلى ظهور هذه التقوسات».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©