الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الأبراج» متاجرة بالأوهام في سوق ضعاف النفوس!

«الأبراج» متاجرة بالأوهام في سوق ضعاف النفوس!
29 مارس 2011 19:42
“حاول أن تكون أكثر دبلوماسية في الصباح ، الحبيب قد يلومك في المساء لقلة رؤيته لك، أنتِ حساسة جداً وعاطفية إلى أقصى حد ، في المساء مازالت الأمور مع حبيبك سيئة ، نهار جيد فكل الأمور تسير لمصلحتك” هذه بعض من الأكاذيب والخرابيط التي تملأ الكثير من المجلات النسائية وصفحات الجرائد فهي تخصص زاوية لمن يحب قراءة الأبراج، فبعد أن كانت قراءة الكف والفنجان هي الأكثر رواجاً أصبح الكثير من الناس يصدقون علم الفلك والأبراج ، فمن خلال الكذب وإدعاء المعرفة كسب الكثير من ممتهني هذه الوظيفة ملايين الثروات، وكيف لا فهي مهمة سهلة ولاتحتاج سوى قليل من الضحك على الذقون وكتابة كلمات مؤثرة تخترق أفئدة الجميع وخاصة “النساء” اللاتي يصدقن كل كلمة وحرف وقد يطبقن ذلك في حياتهن لا شعورياً . “لن أتزوج إلا من يوافقني برجه” هذا ما تؤكده المهوسة بالأبراج سناء أيمن ( طالبة ثانوية) تقول عن ذلك :” للأبراج أهمية كبري في حياتي باعتبارها تسهل علي التعامل مع الآخرين وتكشف شخصياتهم وصفاتهم ، فمجرد معرفتي لشخصية من حولي أشعر بالراحة ، فتقلل من الوقوع في مشاكل ومطبات أنا في غني عنها “. مؤكدة:” كل من يتقدم لخطبتي لن أتزوجه إلا إذا يوافقني بالطالع وهذا أفضل من الوقوع في متاهات ومشكلات أنا في غنى عنها، فالحياة الزوجية تتطلب أن يكون هناك توافق من كلا الزوجين سواء بالطباع أو التفكير ومسألة تحليل الأبراج تعطينا مرونة في التعامل مع من حولنا وذلك أفضل من الوقوع في شباك المغامرات التي قد تنتهي غالبا ً بالفشل”. راحة وأمان من جانبه يجد سمير فكري ( مهندس معماري ) أن الأبراج وسيلته للاطمئنان على حياته العاطفية عن ذلك يقول:” أحب قراءة الأبراج فهي تبعث في قلبي الأمان والراحة”. يواصل سمير حديثه وهو يقرأ برجه في المجلة :” قد يتصادف الكلام المكتوب أحيانا معي وقد لا، وهنا أشعر إنني سأدخل في دوامة من القلق والتوتر والوهم لما يحتمل حدوثه . مؤكداً “ العقل هو الميزان ، ما ينفعني سيزرع في التفاؤل والأمل في الحياة وما يخالف ذلك لن أهتم به”. خبر حلو وتعشق فاطمة حسين عالم الأبراج ولا تترك صحيفة أو مجلة إلا وتقرأ ما يكتب عن برجها فتقول :” صحيح كذب المنجمون ولو صدقوا لكن رغم ذلك تستهويني قراءة علم الأبراج فهي تبعث التفاؤل وتنشره على أحداث اليوم، فإذا قرأت بين أسطر البرج خبراً مفرحاً فإني أصدقه على مبدأ إنه سيحدث فعلاً، فأظل انتظره حتى يحدث وإن حدث فإني أسعد أكثر، لكن إن لم يحدث فمزاجي يتعكر لأقصى حد ويؤثر ذلك على من حولي “. تبتسم فاطمة وتضيف:” في أحد الأيام قراءت إنني سيصلني خبر سعيد وبالفعل تقدم لخطبتي أحد الشباب ولكن برجه مناقض جداً لصفات برجي وهنا كانت الطامة الكبري، فكل صفات هذا البرج لاتتطابق مع صفاتي الشخصية أو الدراسية أو المهنية وحتى لا يقع الفأس في الرأس كما يقال . فسخت الخطوبة وحتى الآن لم تعلم أسرتي إن سبب ذلك هو تصديقي لكل ما يكتب في علم الأبراج وإيماني بكل كلمة. رغم علمي إن ذلك حرام ونوع من الشعوذة “. كذب المنجّمون ولو صدقوا ولكننا لانمل من سؤالهم عن حظوظنا في الحياة هذا ما يلفت له جاسم الرفاعي( 33عاما). يقول:” رغم علمنا أن الغيبات لا يعلمها إلا الله، إلا إن الكثير من متابعي تلك الزاوية يحرصون على معرفة أبراجهم ، وخاصة “ الفتيات” والسبب كما يؤكد الرفاعي:” إن الفتاة كثيرا ما تعاني من مشاعر النقص والدونية . لذلك فهي من خلال قراءتها تؤكد لذاتها من خلال تلك الإيجابيات التي قد تتضمنها الأبراج ، كما إن أغلب النساء يملن إلى التفاؤل والأمل بدرجة أعلى من الرجل وأغلب ما تحتوى تلك الأبراج في محتواها إنها تبعث بالخير والحياة الوردية فتعزز بذلك روح التفاؤل لدى المرأة . مضيفا الرفاعي “ إلى جانب إن البعض منهن “يؤمن بالقدر” بدرجة أعلى من الرجل، لذا فهي تعتبر بعض محتوى الأبراج وخاصة السلبية منها أمراً مقدراً لا مجال لتغييره إذا ما تصادف وتحقق فعلاً في حياتها فيدفعها ذلك إلى الرضا عنه بما يحقق توازنها النفسي. متقلب المزاج وباختصار يقول سمير فاخر ( موظف إداري) بإنه لايؤمن بما تكتبه تلك الأبراج . عن ذلك يقول :”الكثير من الأبراج تتناقض مع شخصية الإنسان، فقد نجد مثلاً أحد الأبراج يقول إنك هوائي ومتقلب المزاج “ وممكن أن يكون هذا الشيىء ناتج عن أحداث يمر بها الشخص في تلك اللحظة أو حسب الحالة التي ممكن أن يكون عليها”.متابعا بابتسامة” إن وقعت عيناي على مجلة أو صحيفة وبها زاوية الفلك والأبراج غالبا لا ألتفت لقراءتها لانني لا أؤمن بما يكتبها فيها فهي مجرد كذب في كذب”. رأي نفسي كل هذه الآراء نقلناها إلى الدكتور النفسي خالد عمر. عن ذلك يقول:” ما نلاحظه الآن من إدمان البعض على قراءة تلك الأبراج ليلاً و نهاراً وتصديق كل ما يكتب فيه من كلمة وحرف باتت تأخذ منحى آخر، فهؤلاء يجعلون تصرفاتهم تتماشى مع ما قاله المنجمون ، مما يترتب على ذلك حالة من القلق والاكتئاب يعيشه البعض منهم طوال اليوم بانتظار ما سيحدث، ومتى وكيف ؟ يواصل الدكتور حديثه:”لقد أكدت الكثير من الدراسات أن هنالك أضرارا نفسية جسيمة تسببها كثرة اللجوء إلى مثل هذه التنبؤات، حتى يصبح الإنسان الذي يؤمن بالأبراج وغيرها قلقاً ومضطرباً وينتظر النتيجة المتوقعة، ولكن عندما تأتي النتائج بعكس ما دون في تلك الأبراج فإنه سيُصاب بالتوتر وهذه أمراض نفسية خطيرة جداً كما إن الذين يبنون حياتهم على تلك التوقعات نجدهم يصابون بالصدمات النفسية نتيجة خيبة أملهم في كذب هذه التوقعات وهذا يولد الإحباط وثم الاكتئاب” رأي الدين يؤكد أحد مفتي دائرة الإفتاء بأبوظبي إن موقف الشرع من قضية الأبراج واضح، فلا يعلم الغيب إلا الله، وما الإيمان بهذا إلا سخافة وغباوة، وإذا صدقنا بهذا الأمر، فإننا غير مصدقين بانفراد الله بعلم الغيب. وسبحانه وتعالى قال في سورة الأعراف ‘’قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء اللّه ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنــون’’. فلا يعلم الغيب إلا الله، والأبراج هذه من الناحية الدينية ضلالة’’. مضيفا:” الكثير ممن يكتب هذه الأبراج يحاول أن يزعزع الثقة في نفوس الناس ، ويعرف نقاطهم ، وخاصة المرأة المغلوب على أمرها فهي تبحث عن بصيص من الأمل من خلال هذا الدجل والشعوذة . مؤكدا” الحكم يكون تحريم هذه الأبراج وعدم بناء الحياة عليها فهذا ادعاء معرفة الغيب، مما يتناقض مع أصل ديننا فيما يتعلق التشريعات الإسلامية التي تدعو الإنسان إلى بناء حياته وفق منظور صحيح”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©