الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ميركل: هزيمة سياسية

29 مارس 2011 19:37
يوم السبت الماضي، تلقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ضربة قوية عندما أزال الناخبون حزبها من السلطة في انتخابات على صعيد الولايات، وهذا مشهد لا يبشر بالخير ربما بالنسبة لزعامتها على الصعيد الوطني. فقد حكم حزب ميركل، "الاتحاد الديمقراطي المسيحي"، ولاية بادن فورتمبورج الغنية الواقعة جنوب غرب البلاد منذ قرابة 60 عاماً؛ ولكن الغضب على خلفية السياسة التي تتبعها حكومتها بخصوص الطاقة النووية، إضافة إلى الحملة غير الناجحة التي خاضها الحزب محليا، دفعت الناخبين إلى حرمان المحافظين من العدد الكافي من المقاعد لتشكيل ائتلاف حاكم آخر في برلمان الولاية، وذلك حسب عملية فرز أولية للأصوات، جرت مساء الأحد الماضي. وبالمقابل، حصل حزب "الخضر" على ما يكفي من الأصوات ليتولى، لأول مرة في تاريخه، تسيير شؤون ولاية ألمانية. فعلى الرغم من أن "الخضر" حصلوا على عدد أصغر من الأصوات مقارنة مع "الديمقراطيين المسيحيين"، فإن أداء الحزب المدافع عن البيئة كان الأفضل ضمن الأحزاب التي تميل إلى "اليسار"، وهو المرشح لترؤس الحكومة الجديدة. وفي هذا السياق، قال "وينفرايد كريتشمان"، زعيم "الخضر" في الولاية، لأعضاء في الحزب في مدينة شتوتجارت، عاصمة ولاية بادن فورتمبورج: "لقد نجحنا في الحصول على ما يرقى إلى نصر انتخابي تاريخي". حاكم الولاية المنتهية ولايته "ستيفان مابوس"، الذي يقول عنه المنتقدون إنه أدار حملة تفتقر إلى التركيز وارتكب أخطاء وهفوات، اعترف بالهزيمة. ولكن الأمر كان صعباً بشكل خاص لأنه قبل بضعة أسابيع فقط، كانت استطلاعات الرأي تشير إلى أن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي لديه فرصة متكافئة مع بقية الأحزاب للحفاظ على السلطة. والجدير بالذكر هنا أن شريك "الديمقراطيين المسيحيين" في الائتلاف الحاكم، وهم "الديمقراطيون الأحرار" المؤيدون للشركات، عانوا بدورهم من انخفاض مثير للقلق في الأصوات في انتخابات الأحد الماضي. وتمثل هذه النتيجة تحذيراً قويا لميركل، ولاسيما أن حكومتها في برلين مكونة من تشكيلة الأحزاب نفسها على غرار الائتلاف الذي هُزم في شتوتجارت، علماً بأن شعبية كل من "الديمقراطيين المسيحيين" و"الديمقراطيين الأحرار"، قد تراجعت في استطلاعات الرأي خلال الأشهر القليلة الماضية نتيجة لخطوات غير موفقة أقدمت عليها الحكومة إضافة إلى سلسلة من الفضائح. غير أن الجزء الأكبر من الغضب في ولاية بادن ويرتمبرج تركز على الطاقة النووية. ذلك أن أغلبية من الناخبين الألمان يعارضون الطاقة الذرية، معارضة ازدادت وتقوت منذ الزلزال القوي الذي ضرب اليابان في الحادي عشر من مارس والتسونامي الجارف الذي أعقبه، والذي تسبب في تدمير عدد من المفاعلات النووية. وعلاوة على ذلك، فقد شكل عشرات الآلاف من المحتجين خلال وقت سابق من هذا الشهر سلسلة بشرية حول واحدة من عدد من المحطات النووية في ولاية بادن فورتمبورج. وقال هؤلاء المحتجون في بيان صدر عنهم "إن أكثر من 120 ألف معارض للطاقة النووية يتظاهرون ضد استمرار عمل المحطات الذرية"، مطالبين الحكومة بتصحيح سياستها في مجال الطاقة النووية. هذا وقد أعلنت المستشارة ميركل أن ألمانيا ستقوم بإعادة بحث ودراسة محطاتها للطاقة النووية؛ كما قررت تعليق العمليات في بعض منها، في ما مثل تحولاً جذرياً مقارنة مع العام الماضي، عندما أثارت ميركل غضب العديد من مواطنيها بإعلانها اعتزام حكومتها تمديد عمر بعض المحطات النووية في ألمانيا بمتوسط 12 عاماً. والجدير بالذكر أن الناخبين أعادوا، في انتخابات ثانية على صعيد الولايات الألمانية، بولاية رينلاند- بالاتينات هذه المرة، "الديمقراطيين الاجتماعيين" إلى السلطة، وإن كان حزب الخضر قد حقق مكاسب أيضاً. هنري تشو - لندن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©