الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل يَعتبِر أردوغان فوز حزبه تفويضاً؟

5 ابريل 2014 00:06
ألكسندر كريستي ميلر اسطنبول توجه الأتراك يوم الأحد الماضي إلى مكاتب الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات محلية وُصفت بأنها استفتاء على نزعة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الاستبدادية وفساده المفترض. والنتيجة: دعم كبير من قبل أنصاره ومؤيديه، وتحذيرات من مزيد من النزعة الاستبدادية من قبل معارضة باتت متدنية المعنويات. وقد أشارت النتائج إلى أن حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، بزعامة أردوغان، حقق انتصاراً كبيراً، حيث حصل على 45?5 في المئة من الأصوات وحافظ على سيطرته على ساحتي المعركة الرئيسيتين، اسطنبول والعاصمة أنقرة. ونتيجة لذلك، أخذ خصومه يعدون أنفسهم لما يخشون أن يكون قمعاً وشيكاً. وقد مثلت هذه الانتخابات أول اختبار لحزب «العدالة التنمية» منذ أن واجهت إدارة أردوغان احتجاجات شعبية مناوئة لها خلال الصيف الماضي، لم تخمد بالكامل حتى الآن، إضافة إلى عمليات التحقيق في ادعاءات تتعلق بالفساد وموجة من التسريبات على الإنترنت تشير إلى تفشي الفساد في دائرته الداخلية. ورغم هذه الضربات القوية التي تلقاها، إلا أن الدعم الشعبي لأردوغان لم يتراجع سوى بأربع نقاط مئوية مقارنة مع الفوز القياسي الذي حققه حزبه في الانتخابات التشريعية التي جرت في عام 2011. وفي الخطاب الذي ألقاه مساء الأحد أمام آلاف من أنصاره في اسطنبول، هاجم أردوغان خصومه السياسيين الرسميين والشبكة الدينية لفتح الله جولن، وهو زعيم يقيم في ولاية بنسلفانيا الأميركية وحليف سياسي سابق يتهمه رئيس الوزراء بالوقوف وراء الادعاءات المتعلقة بالفساد. وقال: «إن سياسة الكذب والتشهير والابتزاز والتزييف قد انتهت اليوم»، مضيفاً أنه وناخبيه وجهوا لأعدائهم «صفعة عثمانية». واللافت أن خطابه الناري تميز بتباين قوي مع الخطابات الأكثر تصالحية التي ألقاها بعد انتصارات انتخابية سابقة. لذلك، يخشى العديد من المراقبين أن ينظر إلى انتصاره باعتباره تبريراً لخطوات استبدادية من قبيل قراره الأخير بحظر موقعي التواصل الاجتماعي تويتر ويوتيوب. وفي هذا الإطار، يقول آسلي عايدين تاسباس، وهو كاتب عمود بصحيفة «ميلييت»: «لقد كان يمكنه أن يقول أشياء إيجابية تنم عن رغبة في التصالح، لكنه اختار بدلا من ذلك أن يستمر في الخطاب المتشدد نفسه الذي استعمله طوال الحملة الانتخابية»، مضيفاً: «لقد قال لنا عملياً: إنني سأعاقبكم جميعاً». ورداً على احتجاجات شعبية عارمة اندلعت في شهر يونيو الماضي، كان أردوغان قد دعم قمعاً للمتظاهرين من قبل الشرطة أسفر في الأخير عن مقتل 10 أشخاص وإصابة العشرات بجروح خطيرة. كما عمدت حكومته إلى طرد الآلاف من ضباط الشرطة، واعتماد قوانين تحيد القضاء، ونقل عدد من ممثلي الادعاء العام.. وذلك في أعقاب القيام بتحقيق واسع حول ادعاءات تتعلق بالفساد، تم فتحه في السابع عشر من شهر ديسمبر الماضي. وعلاوة على ذلك، دفع أردوجان في اتجاه تبني قانون رقابة جديد على الإنترنت، وكبح وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن بدأت تسريبات مكالمات هاتفية تم التنصت عليها، تحتوي فيما يبدو على مزيد من الادعاءات المتعلقة بالفساد، وقد تم طرحها على الشبكة العنكبوتية. وتعليقاً على هذا الموضوع، يقول «تاسباس» أيضاً: «إن الانتصار الانتخابي يمثل تفويضاً شعبياً كبيراً لأردوغان للاستمرار في القيام بما يقوم به على كل الجبهات»، مضيفاً القول: «بغض النظر عن الأشياء التي كان يقوم بها من قبل، فإنه يشعر بأن ساحته قد برئت». وكما لو أنه يؤكد نصره، ظهر أردوغان أمام الحشود إلى جانب ابنه بلال، الذي كان مشمولا بتحقيق حول الفساد قبل أن يتم إيقاف التحقيق. ويشار هنا إلى أن تسجيلا لمكالمة هاتفية تم التنصت عليها كان قد ظهر على الإنترنت في فبراير الماضي ويظهر فيه الاثنان على ما يبدو، وهما يتحدثان حول كيفية تخبئة ملايين الدولارات من الأموال عن المحققين التابعين للشرطة. وإذا كانت الليرة التركية قد ارتفعت نتيجة توقعات بإمكانية أن يفضي فوز أردوجان إلى عودة الاستقرار السياسي إلى البلاد، فإن الأسهم في عدد من الشركات التي ندد بها علانية انهارت. ومن بينها شركات تابعة لحركة جولن، مثل «حزمت» التي عملت مع أردوغان وحزب «العدالة والتنمية» لسنوات من أجل إسقاط النخبة العلمانية الحاكمة سابقاً في تركيا. ويذكر هنا أيضاً أن أعضاء «حزمت» يسيطرون على إمبراطورية واسعة من الشركات في تركيا، إضافة إلى عدد من المؤسسات الإعلامية، ومن بينها الصحيفة الأوسع انتشاراً في البلاد. كما يُعتقد أن لديهم وجوداً قوياً في سلك الشرطة والقضاء، اللذين يَعتقد العديد من المراقبين أنهما سمحا لهم بجمع، ثم نشر، معلومات مؤذية حول الحكومة، لكنه ادعاء ينفيه جولن جملة وتفصيلا. وعندما جاءت عملية فرز الأصوات ليلة الأحد، كانت المواقع الإلكترونية لعدد من الصحف المرتبطة بـ«حزمت» معطلة. وقال العديدون إنها تعرضت لهجوم إلكتروني وإن اتصالها بالإنترنت يُقطع بشكل دوري. وفي إشارة إلى أنصار جولن، تعهد أردوغان بأنه «من الآن فصاعداً، سنذهب إلى أوكارهم. وسيدفعون ثمن ما يفعلونه». ويقول بولنت كينيس، رئيس تحرير صحيفة «تودايز زمان» المرتبطة بجولن: «من المستحيل ألا نشعر بالقلق»، مضيفاً: «فقد وعد أنصاره بأنه سيقوم بمعاقبة واجتثاث (حزمت)، وقد مثَّل ذلك أكبر وعد في حملته الانتخابية». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©