الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بصيص من نور

25 مارس 2012
اعتدنا في هذه المساحة أن نتوقف عند كل ما هو جديد في عالم البحث العلمي، والدراسات العلمية العالمية التي تحمل آفاقاً جديدة، وآمالاً عريضة لكثير من المرضى، أو تلك التي تهتم بالأمور الصحية والطبية التي تهم الإنسان وصحته وسلامته. وما من شك أن في مقدمة هؤلاء المكفوفين، أو الذين فقدوا نعمة الإبصار لأي سبب من الأسباب، فأهم وأغلى أمانيهم المشروعة أن يأتي عليهم يوماً يستعيدوا فيه بصرهم، ويستمتعون بنعمة الرؤية. إنهم يحلمون ولو ببصيص من النور الذي يخترق ظلام حياتهم الدامس. ففي اكتشاف فريد من نوعه، تمكن علماء بريطانيون من تركيب عين صناعية لمريضين في الخمسين من عمريهما، مؤكدين أن العين الصناعية ربما تمثل الحل الشافي لعودة الرؤية للأشخاص الذين أصيبوا بالعمى نتيجة مرض وراثي، وحيث تعمل العين الصناعية التي تعرف باسم « إرجوس الثانية» من خلال كاميرا ترسل إشارة لاسلكية إلى مستقبل إلكتروني فائق الصغر، ولوح للأقطاب الكهربائية يزرع في العين ويربط بالشبكية، وتعمل الأقطاب الكهربائية على تنشيط أعصاب الشبكية المتبقية، مما يسمح بمرور الإشارة عبر الأعصاب البصرية إلى المخ. إن العلاج بالعين الصناعية يهدف إلى مساعدة الأشخاص الذين أصيبوا بالعمى الجزئي والإصابة بالتهاب الشبكية الصباغي، وهو عبارة عن مجموعة من أمراض العين الوراثية تؤثر على الشبكية، حيث يتطور المرض عبر عدد من السنوات، فعادةً بعد أن يكون المرض قد شخص لدى المصابين به في مرحلة الطفولة، وهذه الوسيلة قد تؤدي إلى استعادة مستوى أساسي من الرؤية، وإن كان هذا الأسلوب العلاجي ما زال في أيامه الأولى. من جانب آخر، استطاع علماء بريطانيون مؤخراً تطوير أول علاج جيني لمرض وراثي في العين يقود إلى تدهور القدرة على الرؤية، في عملية هي الأولي من نوعها في العالم، حيث تمكن الجراحون من حقن عين واحدة لمريض بريطاني، بجين سليم لاستبدال نسخة الجين السيئة، حيث يتسبب العيب المتوارث فيه في منع الخلايا الحساسة للضوء في شبكة العين من تأدية وظيفتها المطلوبة. ويأمل الفريق الجراحي الذي أجرى العملية في أن ينجح العلاج الجيني في تمكين المريض من تحسين بصره. كما تمكن أطباء أميركيون من تطوير جهاز يعالج بعض حالات العمى، وخاصةً المصابين نتيجة لتحلل أنسجة الشبكية، وذلك من خلال شبكية صناعية ذكية يمكن ربطها بالمخ والجهاز العصبي لإعادة النظر لبعض هذه الحالات. وأشار البروفيسور مارك هومايون بجامعة جنوب كاليفورنيا، إلى أن هذا الجهاز يمكن زرع مجموعة من أقطابه الكهربائية الدقيقة خلف الشبكية، حيث تتحول الصور إلى إشارات كهربائية ثم تنقل لاسلكياً إلى جهاز استقبال تحت العين مباشرة. كما توصل مجموعة من الباحثين إلى تطوير شريحة إلكترونية مصنوعة من مادة السليكون التي يمكنها محاكاة العصب البصري لشبكية العين الحقيقية. فالشريحة الجديدة يمكن أن تزرع مباشرةً داخل العين وأن توصل بالأعصاب التي تحمل الإشارات البصرية إلى المنطقة المسئولة عن الإبصار في المخ. إنها محاولات وجهود تحمل الكثير من الآمال.. لننتظر ونرى! المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©