الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«التراث وقضايا العصر».. مراجعة لقضايا الاجتهاد

2 يوليو 2016 22:11
حسام محمد (القاهرة) يتكون الكتاب من خمسة مباحث مهمة وما زالت تشغلنا حتى الآن، ففي المبحث الأول، الذي عنونه بـ «تجديد العلوم الدينية.. لماذا؟»، يعرض أسباب احتياجنا ليس فقط لتجديد الخطاب الديني كما يتردد الآن، بل تجديد العلوم الدينية، مستنداً إلى مجموعة من الأسباب. الكتاب جاء في خمسة فصول يتناول الفصل الأول أسباب انتشار الجماعات التكفيرية وخطابها المتطرف البعيد عن سماحة الإسلام ووسطيته، مشيراً إلى أن كل الجماعات التكفيرية دون استثناء تتبنى خطاباً أبعد ما يكون عن روح الإسلام يحتكر التأويل والتفسير للنصوص الدينية، مشيراً إلى أن مشكلة الخطاب الديني الحالي أن الكثير من المؤسسات الدينية فهمت تجديد الخطاب الديني على أنه تجديد في خطبة الجمعة، وهو أمر مؤسف للغاية على حد قول الكاتب. ويقول المؤلف، إننا بحاجة ماسة لتجديد الخطاب الديني ومراجعة التراث الإسلامي على يد العلماء الكبار الذين هم مؤهلون للأخذ بمبدأ «الاجتهاد»، الذي يعد الأساس الثالث لعلم الفقه، بعد القرآن والسنة؛ لذلك عرف القدماء والمحدثون علم الفقه بأنه «علم استنباط الأحكام»، مؤكداً أن تجديد علم الفقه مشروط بتجديد علمين أساسيين هما علم التفسير وعلم الحديث، لذلك يرى د. محمود إسماعيل أن تجديد الخطاب الديني المعاصر لا يمكن أن يتم بمعزل عن تجديد هذين العلمين. في الفصل الثاني، يتناول المؤلف تاريخ المشروعات النهضوية في العالم الإسلامي ضاربا المثل بمشروع الفارابي، معتبراً أنه أول مشروع نهضوي، حيث يتفق جل الدارسين على أن فلسفة الفارابي عبرت عن واقع سياسي - اجتماعي خاص وبالرغم من قناعة الفارابي بأهمية الدين في كسب التيارات المحافظة إلى مشروعه، لم يعتمد المنهج الأصولي النص، بل عول على العقل باعتباره أداة قادرة على التجريد والاستنباط. ويتناول المؤلف في الفصل الثالث مشروع ابن سينا وابن حزم الأندلسي وابن ماجة وابن طفيل، وصولاً إلى ابن رشد والمهدي، مؤكداً أن ابن رشد حسم العلاقة بين الدين والعلم فأثبت تكامل العلاقة بينهما، ودعا إلى قراءة الدين و«القياس العقلي» لاستيعاب العلم، وانتهى إلى وحدة المقاصد بين العلم والدين، معولاً على التنوير الذي يطالب بالربط بين التدين والسعي للاستفادة من العلوم الدنيوية. وفي الفصل الرابع، يتناول المؤلف الأخطاء التي تقع فيها الجماعات التي ترفع شعار الإسلام ومنها تجهيل الآخر والادعاء بامتلاك الحقيقة والتعالي، واتهام المخالف في الرأي بالعمالة أو الكفر وهو الخطأ، الذي جعل الكثير من تلك الجماعات تعتنق الفكر الإرهابي وتعيث في العالم فسادا باسم الإسلام، وهنا لا بد أن يجيء دور المؤسسات الدينية التي يقع على كاهلها عبء كشف تلك الجماعات وتوضيح الصورة الصحيحة للإسلام. في الفصل الخامس، يدعو المؤلف إلى مصالحة شاملة بين المسلمين وبعضهم البعض مهما اختلفت المذاهب أو الأفكار، مؤكداً أن جميع المذاهب الإسلامية المعاصرة مسلمة موحدة، فهي تتفق جميعاً حول «الأصول» وإذ وجد بعض الاختلافات حول «الفروع»، فهو أمر طبيعي ومنطقي، والاختلاف بصدد بعض مسائله دليل ثراء وتيسير ورحمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©