الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«جدران» يواسي أيتام الشارقة ويرمم تصدعات مشاعرهم

«جدران» يواسي أيتام الشارقة ويرمم تصدعات مشاعرهم
25 مارس 2013 20:01
أزهار البياتي (الشارقة) - بنظرة رضى وابتسام وتفاؤل وأمل عبرت «أم أحمد» عن مشاعرها بالسعادة والسرور، بعد أن تم استكمال ترميم بيتها القديم وتأثيثه من قبل مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي، وذلك ضمن إطار مشروعها النبيل «جدران»، والذي يعنى بتوفير البيئة الصحية الملائمة لسكن الأبناء الأيتام من فاقدي الأب، واصفة بعضاً من معاناتها وما تتحمله من حمل ثقيل كأم حاضنة يقع على كاهلها أعباء تربية الأبناء وإحاطتهم بكل الرعاية والاهتمام. وعن قصة كفاحها تقول أم أحمد: ترملت منذ 6 سنوات، وقد ترك لي زوجي ثلاثة أولاد وبنت واحدة، مسؤوليتهم ثقيلة وتربيتهم صعبة، ولا زالوا يافعين وفي بداية مشوارهم مع الحياة، ونحن كأسرة انتسبنا للتمكين الاجتماعي منذ فترة، فلم نجد منهم إلا كل خير ودعم ومحبة، ومن خلال مساهماتهم الخيرية والوقوف على أحاولنا، يحاولون سد فراغ كبير، وتعويض النقص في حوائجنا من آن لآن، وهم أيضاً حاضرين معنا بالمناسبات والمواسم، ليحيطوا أبناءنا اليتامى بالهدايا والمشتريات التي تخفف شيئاً من معاناتهم وتشعرهم بالفرح والحبور لأن هنالك من يتذكرهم ويشعر بما يكابدوه بعد فقدان الوالد والمعيل. تقدير ودعم وترى أن مبادرة «جدران» الخيرية، أفضل ما حصلت عليه كعائلة من تقدير ودعم، على الصعيدين المعنوي والمادي، فبيتها كان قديماً ولم يخضع لأي صيانة منذ أعوام طوال، مما جعله يبدو بحالة سيئة ومتهالكة، وغرف الأولاد قديمة وغير صالحة للاستخدام، كما أن المطبخ بحالة يرثى لها وغير مجهز بأي تجهيزات سليمة، وكذلك دورات المياه فهي تفتقد لأدنى الشروط الصحية، ولكن لم يكن باليد حيلة واضطررت وأبنائي من معايشة هذه الظروف والمعاناة اليومية لسنوات حتى تعودت عليها، رغم من صعوبتها وقسوتها على كل فرد في العائلة. وتعتمد مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي في مبادرة «جدران» على دعم وتعاون عدد من الجهات الرسمية والخاصة، التي تحاول جميعاً تغير الواقع المعاش للأبناء اليتامى وتحسين ظروفهم المعيشية، حيث انطلق المشروع بفكرته الإنسانية منذ العام 2004، ليتبلور ويتطور مع مطلع العام 2010، هادفاً في حيثياته إلى تأمين سكن ملائم وصحي يحمي الابن اليتيم، ليتمكن من مواصلة الحياة بأمل وتفاؤل، ويتقبل وضعه ومحيطه العام، بحيث يرتقى بأسلوبه المعيشي وتتطّور بيئته الحاضنة نحو الأفضل، من خلال تكفل «التمكين» بأعمال الصيانة المنزلية اللازمة، لناحية الترميم، التصليح، الصبغ، التجهيز مع توفيرها لقطع الأثاث والمفروشات. احتياجات وعن هذه المبادرة تقول مدير مؤسسة التمكين منى السويدي: بعد تنظيم عدد من الزيارات الميدانية لمعاينة أحوال أسر اليتامى المنتسبين للمؤسسة، واستكشاف أوضاعهم وتفقد احتياجاتهم الإنسانية والمادية، ولاستشعارنا بالمسؤولية الجماعية نحو هذه الفئة المهمة من المجتمع، فقد حاولنا من خلال مشروع خيري هادف، أن نتشارك مع عدداً من الجهات، في صياغة مفهوم داعم ومساند ومحفز لليتيم، في محاولة جادة لتحسين أوضاعه والارتقاء ببيئته وواقعه، موفرين له خدمة مجتمعية تجذبه للمنزل وتحقق له نسبة من الآمان والاستقرار النفسي، متقاسمين هذا العمل النبيل مع كوادر بشرية متطوعة من شبابنا الواعدين، من طلاب الجامعات والموظفين في بعض الدوائر والمؤسسات العامة والخاصة، بحيث يمدوا معنا أيديهم البيضاء لتقديم المساعدة المادية والمعنوية والعملية، سواء من خلال المساهمة بتحمل جزء من تكاليف الترميم والصيانة والتأثيث وخلافه، أو من من خلال قيام المتطوعين شخصياً بالعمل الميداني في صيانة المنزل المستهدف، وتحت إشراف متخصصين ضالعين في هذا المجال. وتتابع: لقد تمكنا من تحقيق شيئاً يسير من طموحنا الإنساني، من خلال تحسين أوضاع معيشة لحوالي (213) أسرة فاقدة للأب، استفادوا بالفعل من مشروع «جدران»، وما زلنا نعمل على الانتهاء من تسليم حوالي 30 منزل لنهاية العام الجاري، محاولين خدمة أكبر عدداً من منتسبينا الأيتام بكل ما نستطيع من جهد، متأملين مزيداً من التكاتف والدعم المجتمعي لهذه البادرة الطيبة، والتي تعد جزءا من مسؤوليتنا جميعا كأفراد ومجتمعات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©