أحمد السعداوي (أبوظبي) - رحلة مثيرة إلى أعماق التراث الإماراتي بهدف استكشاف عالم الألعاب الشعبية وكيف كان الأجداد يستمتعون بأوقاتهم، تشهد بدايتها جزيرة السمالية الجمعة المقبل، خلال النسخة الرابعة من بطولة الدولة للألعاب الشعبية التي ينظمها نادي تراث الإمارات بدعم ورعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات.
وتتصدر المشهد، قبة مسطاع، خوصة بوصة، وغيرها من الألعاب الشعبية التي عرفها أهل الإمارات في الزمن القديم، وكانوا يمارسونها بحب واستمتاع متغلبين بها على مشاق الحياة وصعوباتها في تلك الأيام الخالية.
و”قبّة مسطاع” هي لعبة جماعية ذات طابع حماسي وتتم بين فريقين، يتكون كل منهما من ثلاثة لاعبين مع أب رئيسي أو أربعة لاعبين مع أب أو ستة لاعبين. عن الاستعدادات للبطولة وما يصاحبها من فعاليات متنوعة تستقطب جماهير المقيمين والمواطنين المهتمين بالموروث الشعبي الإماراتي، قال سعيد علي المناعي مدير إدارة الأنشطة في نادي تراث الإمارات، إن بطولة الدولة للألعاب الشعبية تحظى بسمعة طيبة في الإمارات، وتنتقل من نجاح إلى آخر بمرور الأعوام منذ انطلاق دورتها الأولى قبل أربع سنوات، وصارت تعكس اهتمام قطاع كبير في المجتمع الإماراتي بالموروث الشعبي الخاص بالألعاب الشعبية، التي تتسم ببساطتها وتحقق المتعة لمن يمارسها.
وأشار المناعي إلى أن مجريات هذه البطولة التي تستغرق ستة أيام، تستهدف ترسيخ الاهتمام بالتراث لدى الأجيال الجديدة، وتعريفهم كيف كان الآباء والأجداد يستمتعون بأوقاتهم عبر مجموعة من الألعاب المثيرة والمفيدة في آن، كما تهدف البطولة بالأساس إلى الحفاظ على الألعاب الشعبية من الاندثار، والتعريف بالأدوار الاجتماعية والتربوية لتلك الألعاب التي تختلف باختلاف البيئات المختلفة للمجتمع الإماراتي، فهناك ألعاب تناسب البر وألعاب تناسب المناطق الساحلية، غير أنها تتشارك جميعاً في أنها لازمت أهل الإمارات قروناً طويلة، يستمتعون بها ويمارسونها في أوقات فراغهم.
وبناء على ما سبق، فالبطولة تعكس اهتمام النادي بأطياف التراث الشعبي المختلفة، من حرف يدوية وموروثات اجتماعية، وألعاب شعبية، وذلك بفضل الدعم الكبير والتوجيه المستمر من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات. والبطولة ستشهد شرحاً وتعريفاً للأدوات المستخدمة في الألعاب الشعبية، تحت إشراف خبراء تراثيين تابعين لنادي تراث الإمارات، ومنهم حثبور بن كداس الرميثي الخبير في الحرف والألعاب البحرية المتنوعة، وكذلك الخبير التراثي خميس الرميثي ذي الباع الطويل في عالم التراث بمختلف أشكاله. وعن مجريات البطولة ذكر المناعي، أنها ستشمل ألعاباً متنوعة غير أن التنافس سيقتصر على لعبة «قبة مسطاع».
المسابقة تتيح للجمهور فرصة متابعة التصفيات مباشرة، وسط أجواء تراثية مميزة تتخللها تقديم واجبات الضيافة للجمهور وعمل بيوت للشعر وبعض النماذج التراثية التي تجعل من تصفيات البطولة حدثاً مميزاً.
أما ختام البطولة والذي سيشمل توزيع الجوائز والاحتفاء بالفائزين، فمن المنتظر أن يشهد مناشط متنوعة تزيد التفاعل بين الجمهور وعالم التراث بكل ما فيه من سحر وجمال، حيث سيتم توزيع كتاب جديد عن الألعاب الشعبية بعد الكتاب الذي جرى توزيعه العام الماضي، كما ستوجه الدعوة إلى كثير من الجهات والهيئات المهتمة بالتراث ومنها الهيئة العامة للشباب والرياضة، جمعية الكشافة، جمعية المرشدات، وزارة الشؤون الاجتماعية، المناطق التعليمية المشاركة، وغيرها من المؤسسات المهتمة بالموروث الشعبي الإماراتي.
عدد اليوم
