الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطعام المتوسطي يقي من أمراض القلب والأوعية الدموية

الطعام المتوسطي يقي من أمراض القلب والأوعية الدموية
21 مايو 2010 21:12
عرف أسلوب الحياة المتوسطي بنمطه الغذائي الصحي، وبات الكثيرون يدركون اليوم أن وفرة الفواكه الطازجة وزيت الزيتون تلعب دورا مهما في الغذاء المتوسطي، فالثمار العنبية مثل التوت والعليق والفراولة غنية بمضادات التأكسد النافعة والضرورية لإبقاء الجسم سليما، ولذلك تتدنى نسبة حدوث أمراض القلب الوعائية في البلدان التي تستهلك كميات كبيرة من فول الصويا بسبب الاستروجينات النباتية الموجودة فيه. ولهذا ينصح أيضا خبراء التغذية، للمزيد من الفائدة، بالإكثار من تناول الخضروات؛ لأن بأحماض الأوميجا ثلاثة القيمة. أجرى خبير التغذية أنسل كيز دراسة مهمة على سبعة بلدان مختلفة في ستينيات القرن الماضي، أكدت على العلاقة بين ما يتناوله الإنسان من الدهون المشبعة ومعدل الإصابة بمرض القلب. وبيّن كيز في دراسته أن معدلات الإصابة بمرض القلب في اليابان والمناطق الريفية في الدول المتوسطية الواقعة جنوبي أوروبا مثل إيطاليا واليونان، حيث تكون حصة الدهون المشبعة من اللحوم ومشتقات الألبان منخفضة، وأن تلك المعدلات كانت متدنية بشكل ملحوظ من مقارنة بالمعدلات الموجودة في أوروبا والولايات المتحدة ذات الحصص العالية من الدهون المشبعة. لكن الأمر المثير كان في الحالة الفرنسية، فالفرنسيون يستهلكون كميات مرتفعة من الدهون، ومع ذلك تقع بلدهم في أسفل الجدول العالمي لمرض القلب، وقد جرى نقاش مستفيض حول تلك المفارقة الفرنسية وكانت النتيجة المستخلصة، أن لا بد أن هناك آليات أخرى تفعل فعلها. زيوت وفيتامينات ما يميز النظام الغذائي المتوسطي هو غناه بالفاكهة والخضر والخبز والحبوب والبطاطا والفول واللوبيا والفاصوليا والمكسرات والبذور، وهو يعطي أهمية خاصة لزيت الزيتون كمصدر مهم للدهون، في حين تستهلك فيه كميات قليلة من أو معتدلة من مشتقات الألبان والسمك والدواجن والبيض واللحم الأحمر، كما أن للنظام الغذائي المتوسطي تأثير جيد ومؤكد على تركيز الكوليسترول في الدم. ويحتوي زيت الزيتون بشكل أساسي على دهن أحادي اللامشبع وعندما يستهلك في النظام الغذائي فإنه يخفض الكوليسترول الكلي، الكوليسترول المضر (LDL) من غير أن يخفض الكوليسترول المفيد (HDL)، في حين أن استبدال الدهن المشبع بمستويات عالية من الدهن عديد اللامشبع أو بالكربوهيدرات له تأثير مخفض غير مرغوب فيه للكوليسترول المفيد (HDL). عامل آخر مهم في النظام الغذائي المتوسطي يتمثل في احتوائه على كمية كبيرة من الفاكهة والخضر الغنية بالفيتامينات والمعادن والأحماض الدهنية الأساسية، إضافة إلى مضادات التأكسد، وهناك حوالي 600 مادة مضادة للتأكسد تشمل الفيتامينات (ألف وجيم وإي) و(البيتاكاروتين)، التي تتحول إلى الفيتامين (ألف) في الجسم إضافة إلى كل من فيتامين (جيم وإي) وبعض المعادن مثل السيلنيوم والزنك، ومركبات أخرى مختلفة تمنح الفاكهة والخضر ألوانها الرائعة والمدهشة، ومن المعروف عن الشاي أيضا أنه مصدر مهم من لمضادات الأكسدة. وتتصرف مضادات التأكسد تماما كما يدل اسمها، فهي تمنع الكوليسترول المضر (LDL) من التأكسد لأنه إذا تأكسد يصبح أكثر سمية بكثير مما بقي دون تأكسد، وسيتراكم في الأغلب على جدران الشرايين، كما توفر الفاكهة والخضر أشكالا أخرى من المواد المغذية الواقية فارتفاع مستويات هذه المادة في الدم له علاقة بزيادة خطر الإصابة بمرض القلب. أحماض دهنية وأوميجا 3 الدور الذي يقوم به السمك لمنع الإصابة بمرض القلب كان أحد أهم الاكتشافات التغذوية البارزة في السنوات الأخيرة، فقد تبين أن الأشخاص الذين السمك والمحار بانتظام مثل اليابانيين والاسكيمو وجزر جرينلاند لا يصابون إلا ما ندر بالنوبات القلبية مقارنة بالأشخاص الذين لا يأكلون السمك. ويعتبر السمك الزيتي الدسم المصدر الأغنى للحمضين الدهنيين عديدي اللامشبع (حمض الإيكوزابانتيك وحمض الدوكوزا هكسانويك) المعروفين بالحمضين الدهنيين (أوميجا 3). ووفرت نتائج تجربة أجراها الباحث بور وآخرون في مقاطعة ويلز البريطانية والتي نشرت عام 1989م حول دور النظام الغذائي في عودة الجلطات القلبية، أدلة مهمة تؤكد أن الشخص إذا تعرض لنوبة قلبية واتبع فيما بعد نظاما غذائيا يحتوي على حصتين أو ثلاث من حصص السمك الزيتي كل أسبوع، فإن احتمال تعرضه للإصابة بنوبة قلبية أخرى يتراجع بشكل ملحوظ، وهذا يعني أن السمك قد يساهم في إنقاذ الحياة أيضا. وتوجد الأحماض الدهنية (أوميجا 3) في النباتات أيضا، فمثلا يوجد حمض (ألفا اللينولنيك) في زيوت البذور والصويا والمكسرات والخضر الخضراء. وللأحماض الدهنية (أوميجا 3) دور مهم في آليات تخثر الدم، الأمر الذي يجعل الدم أقل لزوجة ويقلل بالتالي من خطر تشكل الجلطات الدموية، وتقلل هذه الأحماض أيضا من اضطراب ضربات القلب المميتة أحيانا، وقد كانت المادة الغذائية التي استعملت لدهن شرائح الخبز في دراسة (ليون) لتبيان العلاقة بين النظام الغذائي ومرض القلب مصنوعة من زيت بذور اللفت الغني بحمض (ألفا اللينولنيك). مرآة الأمراض تبين للباحثين أن لشكل الجسم وقوامه علاقة بمرض القلب، فإذا كان شكل المرء يشبه شكل التفاحة بحيث تكون الدهون متموضعة حول المعدة فهو عرضة لخطر أكبر للإصابة بمرض القلب مما لو كان شكله يشبه الإجاصة أو الكمثرى حيث تكون الدهون موزعة على الوركين والفخذين، ويعود السبب في ذلك إلى أن الخلايا الدهنية الموجودة فوق المعدة تجعل الجسم أكثر مقاومة لهرمون الأنسولين، ولتعويض ذلك يقوم الجسم بإنتاج المزيد من هرمون الأنسولين، الأمر الذي يسبب ارتفاعا في ضغط الدم وزيادة مستويات الكوليسترول وثلاثيات الجلسريد، وتخفيضا لمستوى الكوليسترول المفيد (HDL)، ويزيد من نزعة الدم لتشكيل الخثرات والجلطات، وهذا بالطبع يزيد من مخاطر الإصابة بالسكري، ويطلق على هذا التجمع لعوامل الخطر (متلازمة مقاومة الأنسولين). وثمة أدلة على أن الرجال والنساء الذين يتناولون أطعمة ذات نسبة سكري منخفضة يكونون أقل عرضة لتطوير مقاومة هرمون الأنسولين وللإصابة بالسكري ومرض القلب، علما بأن نسبة السكري هي قياس لمدى تأثير الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات في مستويات سكر الدم. وتعتبر الأطعمة النشوية التي تتطلب وقتا طويلا كي يهضمها ويمتصها الجسم ذات نسبة سكري منخفضة ولها تأثير جيد على جلوكوز الدم وعلى الأنسولين لذلك فإن تناولها يحسن توازن الشحوم في الدم، ويزيد من مستوى الكوليسترول المفيد (HDL) ويخفض من من مستويات ثلاثيات الجلسريد. فول الصويا يفيد بطانة الأوعية يلاحظ في البلدان الآسيوية التي تستهلك كميات كبيرة من فول الصويا، أن معدل حدوث أمراض القلب الوعائية فيها منخفض جدا، إذ يحتوي فول الصويا على الأستروجينات النباتية وهي مركبات توجد طبيعيا وتحمل صفات تكوينية مشابهة جدا لهرمون الأستروجين، ولهذه المركبات تأثير نافع على نمط الشحم، وتستفيد منها النساء بشكل خاص بعد انقطاع الحيض. إضافة إلى ذلك تعتبر مادة (الإيزوفلافونات) الموجودة أيضا في فول الصويا ذات تأثير مفيد على بطانة الأوعية الدموية كما أنها تحسن التوتر الوعائي. المكملات والأطعمة أثبتت التجارب السريرية الحديثة لدراسة القلب حماية القلب في (كولينز) ببريطانيا، ودراسة (ماركيولي) في إيطاليا أن الفائدة المتأتية من تناول مواد مغذية موجودة بشكل منفرد كفيتامين (إي وسي وبيتا الكاروتين) على شكل مكملات غذائية ضئيلة نسبيا إذ قالت الدراسة أن الفائدة لن تحصل إلا إذا أخذت مضادات التأكسد كجزء من نظام غذائي صحي يحتوي على الكثير من الأطعمة الكاملة بما في ذلك الفواكه والخضراوات لكن إذا كان المرء لا يستطيع تناول السمك أو لا يحبه فمن الضروري عندئذ أن يتناول مكملا غذائيا من الأحماض الدهنية (الأوميجا3) على شكل كبسولات بمعدل جرام واحد يوميا.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©