الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مفتاح وقلم وقبعة في فنجاني

مفتاح وقلم وقبعة في فنجاني
13 يوليو 2008 00:44
لا أدري من أصدّق: من يعتبرون قراءة الفنجان كذبا في كذب، ودجلا على شعوذة على جن على عفاريت، أم أصدّق عيوني وما حصل لي شخصياً؟ كنت قد تخرجت للتوّ من المدرسة، وحصل أن قريبا لي، يؤمن بالخرافات كثيراً، كان يرتّب لاستضافة قارئة فنجان في بيته· ولأنني كنت أمام مفترق طرق مستقبلية، فقد اقترح عليّ هذا الشرير الانضمام إلى جلسة الشعوذة· بعد تردد شربتُ قهوتي وأعطيتها الفنجان، فـ: جَلَست والخوف بعينيها··· تتأمل فنجاني المقلوب··· قالت: يا ولدي لا تحزن··· مفتاحٌ، قلمٌ، يا ابني··· أُنظر قبعةٌ أيضاً··· هذا هو المكتوب··· يا ولدي··· وأخذت تشرح - بعد الاعتذار لنزار قباني- فقالت: المفتاح يعني سيارة· القلم يعني أنك ستصبح كاتباً معروفاً لكن بلغة غير لغتك· القبعة تعني أنك ستعمل في مكان يضعون قبعات على رؤوسهم· خرجت من بيت قريبي وأنا متأكد أنها دجّالة محترمة··· لكن الغريب أن كل ما قالته تحقق على الرغم من أنها لم تكن تعرف شيئاً عني سوى اسمي، ولا حتى اسم الوالدة كما تجري العادة الشعوذية! فبعد أقل من أسبوع، جاءني اتصال من شرطة دبي لإجراء مقابلة القبول في كلية الشرطة· وفعلاً ذهبت للمقابلة معتمداً على كلام الدجّالة، ولم يوفقني الله في المقابلة، ولم يتم قبولي ولله الحمد· وبعد الفشل في الانضمام إلى الكلية، اشترى لي أبي سيارة ليرفع من معنوياتي المتردية إلى الدرك الأسفل من الإحباط، وبهذا تحقق العنصر الثاني من العناصر الثلاثة التي رأتها الدجّالة في فنجاني المقلوب· وبعد سنوات طويلة، تحقق العنصر الأخير، فأنا اليوم كاتب يعرفني الكثيرون، على الأقل في بلدي، لكنني أكتب بلغتي بعكس ما رأته الدجالة في فنجاني· قد أكتب يوماً باللغة الإنجليزية أو الفرنسية أو الصينية، على الرغم من أنني أستبعد ذلك، لأن الجزء المسؤول في مخي عن تعلّم اللغات معطّل منذ طفولتي· وربما كانت المرأة تعتبر اللغة العربية ليست لغتي الأم، فإذا كتبت بها فهذا يعني أنني كتبت بلغة غير لغتي··· لا أدري· هذا ما حصل معي بالضبط في الفنجان الوحيد الذي قُرئ لي، وواضح أنها لم تكن كذبا في كذب كما يُقال· لكن على الرغم من هذا، فما زلت غير مؤمن بقراءة الفناجين، فالعناصر الثلاثة التي رأتها الدجالة في فنجاني، كان لها خيط رفيع في ذلك الوقت، فأوراقي حينها كانت في كلية الشرطة وكنت أنتظر المقابلة، وكنت أتوقع أن يشتري لي أبي سيارة كما اشترى لإخوتي من قبلي، وفي الشهر الأخير من المدرسة، قررت واثنان من زملائي، تنفيذ مجلة مدرسية أسبوعية أصدرنا منها فعلاً أربعة أعداد وُزعت على الطلبة، وقد كتبت نصف ما في تلك الأعداد من كلام ''فاضي''· إذن الخيوط التي أدت إلى العناصر الثلاثة كانت موجودة وقت قراءة فنجاني، فهي لم تأت بشيء لا وجود له البتة، لكن السؤال الذي لا أعرف له جواباً: كيف رأت تلك الخيوط؟ ahmedamiri47@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©