الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بين الأكبر و آخر العنقود الابن الأوسط درجة ثالثة

بين الأكبر و آخر العنقود الابن الأوسط درجة ثالثة
13 يوليو 2008 00:35
''كلما تشاجرت مع شقيقي ''البكري''، وارتفعت أصواتنا، تنتهي المشكلة لصالحه· فوالدي يعطيه الحق حتى إذا أخطأ، وعندما أبكي وأرفض الظلم يهدئني أبي قائلاً: ''تحمليه فهو أخوك الأكبر''· ويزداد الأمر سوءاً عندما أختلف مع أختي ''آخر العنقود''، فهي المدللة والمفضلة عند والدتي، التي تطالبني بالصبر والتحمل كون أختي هي الصغرى· وبين هذا وذاك أقف حائرة مهضومة الحق، وأبحث عمن ينصفني وينقذني من الضياع بين ''البكري'' و''آخر العنقود''· وعلى الرغم من التأكيد الدائم على أن ''خير الأمور الوسط''، إلا أن الأوسط في كل أسرة يكره موقعه أحياناً، فالخير والحب والرعاية والدلال أولاً للأكبر وثانياً للأصغر، أما الولد الثاني فيكون قابعاً في الوسط يصرخ ويشكو: اسمعوني، لا تظلموني، أين أنا؟''· أتمنى اختفاءهما مشكلة سامية، ابنة وسطى، تكمن في أنها مطالبة دائماً بإثبات جدارتها كابنة في الأسرة، تقول: ''شقيقي الأكبر متفوق منذ صغره، لذلك هو ''حبيب الكل'' بلا منازع، ووالدي يتباهي به في المناسبات، بينما لا يشعر أحد بوجودي· وكما يميز والديَّ شقيقي الأكبر يميزان أخي الأصغر، الذي لا يتجاوز عمره الست سنوات، لأنه الذكر وآخر العنقود، ويجب الاهتمام به· ورغم حبي لشقيقيّ إلا أنني أتمنى اختفاءهما من الدنيا لأعيش حياتي دون مقارنات تحسم دائماً لصالح غيري''· أما ''آخر العنقود'' المدلل سيف محمد فيرى أنه ''لا يوجد سبب لغضب الابن الأوسط، لأنه من الطبيعي أن يتميز آخر العنقود عن باقي إخوته كونه أصغرهم وأكثرهم حاجة لعطف الجميع''· يضيف: ''لم أحاول أبداً استغلال ترتيبي لنيل أي امتيازات، فعلى الرغم من أنني مدلل إلا أن والدي لا يسمح بأي تجاوزات''· مظلومة تشعر لبنى جمال، الابنة الوسطى في أسرتها، أنها ''مظلومة ووحيدة في البيت''، وذلك لأن ''لا أحد يهتم برأيي، حتى في الطعام الذي يقدم إلينا· فما يعجب شقيقي الأكبر يجب طهوه، وما يكرهه الأصغر يلغى من قائمة المأكولات· ولم تفكر أمي يوماً أن تسألني عما أريده''· وتذكر لبنى حادثة لا تنساها: ''ذات مرة طلبت من والدتي أن تشتري لي لعبة فرفضت ولم أناقشها، لكنها بعد ذلك وافقت على شراء لعبة لأخي الأكبر، فكتمت غضبي· إلا أنني عندما رأيتها توافق للأكبر ثرتُ وبكيت''· أما سبب عدم نسيانها لهذه الحادثة التي لا تزال في مخيلتها، فهو أن هذا اليوم ''كان بداية تغير في أسلوب تعاملي مع أسرتي، إذ بدأت من يومها أطالب بحقوقي بعدما فشلت في الحصول عليها بإرادتهم· وقد يصل الأمر إلى حد الامتناع عن الطعام حتى تُلبى طلباتي ورغباتي''· عبد الرحيم إبراهيم ابن أوسط في أسرته، لكن رأيه يختلف عن رأي لبنى، يقول: ''أشعر بالمساواة داخل البيت، إذ يحرص أبي على معاملتنا بأسلوب واحد· لكن الأمر لا يخلو من المحاباة للأكبر بوصفه البكر، فعندما كنت طفلاً كنت أبكي إذا تم إنصاف الكبير على حسابي، بينما عندما كبرت وازداد وعيي وجدت أن لا مبرر لانفعالي، لأن ذلك أمر عادي، لكن حساسيتي الزائدة كوني الأوسط تجعلني أبالغ في تقييمي للأمور''· مخاطـر نفسـية تنبه الاختصاصية النفسية مريم عبدالله إلى مخاطر الإخلال بالمساواة في تعامل الوالدين مع الأبناء، فذلك يؤدي إلى ''ظهور الأحقاد بين الإخوة''· وتلفت إلى أن ''الابن الأوسط غالباً ما يخسر المباراة ويصبح إنساناً ضعيف الشخصية، نظراً إلى ما يلمسه من حب الوالدين لشقيقه البكر ومن تدليل لشقيقه آخر العنقود''· وتضيف عبدالله: ''إن الابن الذي يشعر بانحياز الأهل إليه يتكون لديه مفهوم إيجابي عن ذاته، وتتكون لديه القدرة على التكيف، لكن من جهة ثانية من الجائز أن يدرك الأسلوب الانحيازي الذي يمارسه والده ضد أخيه، فإما أن ينشأ لديه شعور بالذنب جراء الأذى الذي ألحق بأخيه أو أخته، وإما أن تسود بينهما مشاعر العدوانية والتنافس غير الإيجابي''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©