الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمَّسني جدّي هذا بلا أبوك يا عقاب

13 يوليو 2008 00:32
قام جدي بإهداء شقيقي دراجة كان يلح عليه دائماً بشرائها، فوقع أخي عنها وجرح قدمه وساعده، فضرب جدي كفاً بكف، وقال لي ''هذا بلا أبوك يا عقاب''· ابتسمت وأخبرته ألا يغضب ويحزن خاصة وأن جروح شقيقي ليست بليغة، وحين لاحظت أنه هدأ واطمأن عليه بنفسه، سألته من يكون عقاب؟ فرمّسني قائلاً: يسجل تاريخ البادية العربية قصة الشاعر الفارس ''نمر بن عدوان'' ضمن أشهر قصص الحب والفروسية والشجاعة، والعلم أيضاً· ومعلوم يا ولِدي أن ابن عدوان تزوج من محبوبته ''وضحا'' التي اشتهرت بجمالها الأخاذ وكبريائها وأخلاقها ونشاطها الدائم ونظافتها وعفتها، بحيث قيل إنه لم تكن هناك من تبزّها في الجمال شكلاً ومضموناً· وقد حدث ذات مساء أن قتل ابن عدوان زوجته وضحا دون قصد منه، إذ حسب أن ''البوّاق'' - أي السارق - يسرق فرسه التي كانت ''تعسفها'' أي تربطها بالشجرة، ولم يشعر بأنه أرداها قتيلة إلاّ بعد أن كسر الظلام بشعلة نار، فجنّ جنونه حين أدرك ما فعلت يداه· استمر بعدها يكتب القصائد تلو القصائد، ويرثيها باكياً، فاقترح عليه أهل قبيلته أن يتزوج ليسلاها، ولتربي له الزوجة الجديدة ابنه عقاب· وقد تزوج بعدها أكثر من امرأة، لم تكن منهن واحدة تشبهها في وقار شخصيتها وهمتها ونشاطها وجمال شكلها وضمور خصرها وحلاوة وجهها· وفي كل مرة كان ولده عقاب يأتي إليه شاكياً من أمر ما يخص تقاعس وإهمال زوجة والده أو سوء تعاملها، كان ابن عدوان يذكر زوجته وضحا، وكيف كانت تملأ المجلس حيوية ونشاطاً وجمالاً، فيتحسر ويقول ''هذا بلا أبوك يا عقاب'' إشارة إلى البلاء الذي جلبه لنفسه، نتيجة ذاك الخطأ الذي ذهبت أم عقاب ضحيته· حينها فهمتُ مقصد العبارة وكيف ذهبت مثلاً، فضممت جدي إلى صدري، وهوّنت عليه الأمر·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©