الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد المختار ولد أباه تجديد المدونة المالكية

محمد المختار ولد أباه تجديد المدونة المالكية
2 يوليو 2016 12:49
الشيخ محمد اعليو (أبوظبي) أحد رموز الإسلام السني المالكي المعتدل، ومن المجددين الذين يقومون بجهد دؤوب لنشر نور العلم، حيث إسهاماته لنشر الفهم الصحيح للإسلام، ومحاربة الأفكار الشاذة التي تنتج عن الجهل والقصور المعرفي والفكري، يشتهر بآرائه الجديدة في تاريخ الثقافة العربية الإسلامية، وقد أثارت سلسلة الكتب التي أصدرها نقاشاً في الساحة الثقافية العربية الإسلامية، واستأثرت على اهتمام الباحثين والمختصين. ولد الدكتور محمد المختار ولد أبّاه، القامة العلمية السامقة، في موريتانيا عام 1924م، وحفظ القرآن الكريم ودرس المتون في المدارس الشنقيطية العتيقة المعروفة ب»المحاظر»، وهو يتحدر من مشيخة علمية ودينية كبيرة، ويعكس اهتمامه بعلم الأصول رغبة في تجديد المدونة الفقهية الإسلامية لمواكبة متطلبات العصر، ويهتم بالمسائل المشتركة في الأصول بين المالكية والشافعية، ويركز على دور المدونة الفقهية المالكية التطبيقي، من خلال نظريات الأصول وتطبيقاتها على الفروع. في كتابه «مدخل إلى أصول الفقه المالكي» يرى أن الباحث حينما ينظر إلى دوافع أئمة المذاهب الإسلامية، بغض النظر عن أهل الأهواء والفرق الضالة، فإنه يلاحظ أن كل فريق اعتمد في المقام الأول مبدأ صحيحًا، جعله منطلقًا لتفكيره، حيث اتفقوا جميعًا على وجوب اتباع الكتاب والسنة الصحيحة، لكن منهم من رجح الاحتياط في التثبت من صحة الحديث، ولم يقبل منه إلا ما لا طعن فيه، ومنهم من جعل عمل الصحابة والتابعين مقياساً لتمييز الصحيح من الضعيف، كما أن منهم من اعتمد اتصال السند وعدالة الرواة، وآخرون قدموا الخبر عن الرسول الكريم، مهما كانت درجة صحته على الرأي، وهناك من يرى الاقتصار على النصوص، ومنهم من يجيز القياس عليها، وهذه كلها اجتهادات توخى أهلها البحث عن الحقيقة الشرعية والصحيحة، ومن اجتهد وأصاب فله أجران، ومن أخطأ فله أجر. ويتناول كتابه «مجموعة الأنظام العلمية» علوم القرآن والحديث الشريف والسيرة النبوية، والقواعد الفقهية والمسائل النحوية، كما حظي كتابه «تاريخ القراءات في المشرق والمغرب»، بعناية من العلماء المشتغلين بعلوم القرآن في مختلف عصور التاريخ الإسلامي، وعدوه من أفضل المصنفات في علم القراءات تاريخاً مفصلاً شاملاً لجميع أجزاء العالم الإسلامي. يقول أحمد ولد امبيريك قرأت كتاب الشعر والشعراء في موريتانيا للدكتور محمد المختار ولد أبّاه قبل عقدين، وقرأته أخيراً وكأنني لم أقرأه من قبل. وقد ترجم فيه لما يناهز مائة علم من أعلام الشعراء، حيث يقف عند كل المدن التاريخية، ويستعرض مصادر الأدب في الثقافة الشنقيطية والكتب الأولى التي انبنت عليها، وإذا كان المؤلف قدم في الكتاب معلومات تاريخية وعلمية عن موضوعات كانت غائبة عن تاريخ الثقافة العربية عموما، والشنقيطية خصوصاً، مع مناقشة المعلومات وتحليلها وتعليلها، فإنه طعَّم تلك المعلومات بالأفكار والأحكام، حيث أثار الكتاب في مادته، والأفكار الجديدة التي طرحها المؤلف، نقاشات علمية ثرية لم تتوقف إلى اليوم. أصدر 20 كتاباً في مختلف مجالات الثقافة العربية الإسلامية، وهي تعد من بين أبرز المصنفات في هذه العلوم، فهي تجمع بين التأريخ لأي من هذه العلوم والعلم نفسه، وهذا نمط في التأليف قلما اجتمع في كتاب واحد، وهو ما ميز كتبه في تاريخ القراءات والحديث الشريف والنحو العربي. وفي حديثه إلى برنامج «وجوه إسلامية»، على قناة العربية عام 2010، قال إنه سعى في ترجمته للقرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية إلى إنجاز ترجمة مقروءة وسهلة، يمكن لغير المسلمين الاستفادة منها، وتلافي أخطاء رصدها في عشرات التراجم التي أتيحت له قراءتها.. يصفه عبد الرحمن الشبيلي في صحيفة الجزيرة السعودية بأنه الأديب والعالم المتواضع، وتعد ترجمته للقرآن الكريم من بين أكثر التراجم إلى اللغة الفرنسية انتشاراً، وقد نجحت في تقريب الخطاب القرآني بوعظه وقصصه، واعتمدها مجمع الملك فهد بن عبد العزيز لطباعة المصحف الشريف، وقام بإصدار طبعة جديدة منها بعد نفادها من المكتبات بسبب الإقبال الكبير عليها في مختلف أنحاء العالم. ويقول عنه الدكتور عبد العزيز التويجري: «يعد من أبرز رجالات العلم والثقافة العربية الإسلامية، الذين أحاطوا علماً وفقها واستيعابا بجوانب متعددة من العلوم العربية والإسلامية، وأخذوا بحظ وافر من المناهج الحديثة في البحث والتأليف..» وهو من الذين نهضوا بتدريس مادة النحو بالمراكز العلمية في شنقيط، التي ما زال بعضها يبث إشعاعه إلى يومنا هذا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©