السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«مدني الشارقة» يحذر من مخالفة الأبراج السكنية اشتراطات السلامة

«مدني الشارقة» يحذر من مخالفة الأبراج السكنية اشتراطات السلامة
24 مارس 2012
أحمد مرسي (الشارقة) - كشفت جولات ميدانية قام بها فريق من المفتشين، تابع للإدارة العامة للدفاع المدني بالشارقة، على عدد من الأبراج السكنية الحديثة في الإمارة، عدم التزام معظمها بشروط الأمن والسلامة، ما يجعلها عرضة لاندلاع الحرائق في أي وقت. وحذر المقدم عبد الله الطنيجي رئيس قسم السلامة والوقاية في الإدارة العامة للدفاع المدني بالشارقة، من خطورة عدم الالتزام بإجراءات الأمن والسلامة في البنايات، مشيراً إلى أن الدولة تتكبد الكثير من الجهد في التعامل مع تلك النوعية من الحوادث، من حيث توفير الكادر البشري المدرب، وكذلك المواد المستخدمة في عمليات الإطفاء والآليات التي تتعامل مع تلك الحوادث، إضافة إلى المتابعات التي تحدث بعد الواقعة للتأكد من عدم اشتعال النيران مرة أخرى، إضافة إلى التعامل مع الحالات إذا حدثت إصابات. ولفت إلى أن غالبية تلك الحرائق تنتج عن بعض السلوكيات غير المسؤولة من قبل الأشخاص، كما أثبتت التقارير الخاصة بحريق بناية الكويت والذي اندلع بسبب سيجارة مشتعلة ألقيت من طابق فاستقرت في آخر، بينما كان سبب حريق بناية “الأنيقة” شواء اللحوم من قبل أحد السكان، ما يتطلب التزاماً أكبر من السكان حفاظاً على أرواحهم والمجتمع من المخاطر. وأشار الطنيجي إلى أن الدفاع المدني يعتبر الجهة التي توافق على تسلم المبنى بعد التأكد من تركيب نظم الإطفاء والسلامة فيه، وبعد التأكد من مطابقة المخططات عليه يتم منح المبنى شهادة الإنجاز، كما أن الإدارة حريصة على عدم التهاون في مواصفات تلك المواد، والتأكد من مطابقتها للشروط الموضوعة. وأفاد بأن من أهم الأشياء التي يتم التدقيق عليها في نظم السلامة بالبنايات السكنية، أجهزة الإنذار، ومرشات المياه والتهوية والمخارج وغيرها من العوامل الأخرى التي تحقق الأمان لسكان تلك البنايات وتحافظ على الممتلكات العامة في الدولة. وألقى الطنيجي باللوم على أصحاب البنايات الذين يتجاهلون القيام بأعمال الصيانة الدورية لمعدات السلامة، وكذلك توقيع الاتفاقيات مع الشركات المختصة للقيام بتلك المهام، وذلك لحماية ممتلكاتهم من التعرض لخسائر قد يكون السبب فيها أشياء يمكن تداركها، مشيراً إلى أن الفترة المقبل ستشهد، وبالتنسيق مع الجهات المعنية، تنظيم زيارات ميدانية أخرى للأبراج للتأكد من التزامها باشتراطات الأمن والسلامة، حفاظاً على أرواح ساكنيها. وحول مواد البناء التي تستخدم في المباني وضرورة تحسينها لتكون مقاومة للحرائق، أكد الملازم طاهر حسن، ضابط اعتماد مخططات هندسية في الإدارة العامة للدفاع المدني في الشارقة، أنه وبعد تكرار الحرائق في عدد من الأبراج السكنية، عقدت اجتماعات عدة من الجهات المعنية بالأمر، نتج عنها اعتماد “كود الإمارات” فيما يخص البناء في الشارقة، مشيراً إلى أن كل البنايات الحديثة التي سيتم تشييدها في الإمارة حديثاً ستخضع لتلك المواصفات، ومن بينها اشتراطات الأمن والسلامة من خلال استخدام مواد تقاوم تلك الحرائق، سواء في مواد البناء الأصلية والجدران والزجاج، وغيرها من مواد البناء الأخرى كافة، والتي تحد من انتشار النيران في المباني. وتابع أن من بين الاشتراطات نظم التهوية والفتحات وكذلك المخارج ووجود طفايات موزعة بصورة مدروسة والإضاءات الكافية ونظم التحكم في الأدخنة وغيرها من الاشتراطات الأخرى. من جانبهم، ناشد عدد من سكان البنايات الجهات المعنية في الإمارة بضرورة تكثيف الرقابة على عمليات البناء، والتأكد من التزام أصحاب البنايات باشتراطات الأمن والسلامة. وقال عبد الباسط محمد علوي، مدرس بإحدى المدارس الخاصة بالشارقة، إن احتراق واجهات الأبراج السكنية مسألة باتت تؤرق الجميع وتجعل ساكنيها في حالة من القلق بصورة مستمرة خوفاً من تعرض شققهم لحرائق تنتج عن الإهمال وعدم الالتزام باشتراطات الأمن والسلامة، مشيراً إلى أنه يسكن في أحد الأبراج السكنية بمنطقة التعاون بالقرب من بناية “الأنيقة” التي وقع بها حريق مؤخراً في ساعة متأخرة من الليل، وأنه استيقظ على صوت طرق باب شقته من قبل جيرانه يطلبون منه النزول إلى الشارع تجنباً لانتقال الحريق للبناية التي يقيمون فيها. وذكر صديق المدثر الذي يسكن في منطقة الناصرية بالشارقة أنه كان شاهد عيان على احتراق برج “الكويت” منذ عامين، وشاهد كيف كانت النيران تنتقل وبصورة سريعة جداً إلى طوابق البناية لتلتهم واجهة 13 طابقاً في لحظات، مؤكداً ضرورة أن تكون هناك إجراءات حماية بصورة أكثر أماناً في الأبراج. بدوره، أشار سالم عبدالله الشامسي، صاحب بنايات عدة بالشارقة، إلى أن تكرار حرائق البنايات أمر لا يقلق السكان فقط، بل يؤرق ملاكها أيضاً، نظراً للخسائر التي قد تقع عليهم والتي تصل إلى مبالغ مالية كبيرة تتخطى الملايين في أغلب الحالات. وقال إن بعض السلوكيات التي تنتج عن السكان تتسبب في تلك الحرائق، وهي سلوكيات مرفوضة وممنوعة، مثل قيامهم بشي اللحوم داخل الشقق أو إشعال شموع بالقرب من الستائر، أو إلقاء السجائر مشتعلة، وهو ما أثبتته الوقائع الماضية. وتابع أن من بين الالتزامات على أصحاب البنايات التأكيد على صلاحية أجهزة الإنذار والإطفاء بصورة مستمرة داخل البنايات التي يمتلكونها والتأكيد على أنها تعمل بكفاءة، مشيراً إلى أنه يحرص على تلك المسألة من خلال شركة متخصصه حفاظاً على ممتلكاته ولتأكيد الأمان لدى السكان. وذكر أن هناك بعض الملاك يهملون في مسألة التأكيد على نظم الأمن والسلامة في البنايات من خلال انتهاء صلاحيات أسطوانات الإطفاء، وكذلك أعطال في أجهزة الإنذار ومرشات المياه، إلا أنهم يخسرون الكثير في حالة تعرض ممتلكاتهم لمكروه. ونوه الشامسي بضرورة النظر في المواد المستخدمة في البناء من قبل الجهات المعنية لعدم انتشار النيران بصورة سريعة في بقية أرجاء البنايات، ومن ثم إضافة مواصفات جيدة تمنع انتشارها. احتراق 76 طابقاً في ثلاثة حوادث الشارقة (الاتحاد) - شهدت الشارقة خلال الفترات الماضية عدداً من الحرائق في الأبراج السكنية، من بينها حريق بناية “الكويت” بمنطقة البطينة، والذي وقع خلال شهر يوليو من العام قبل الماضي، وتسبب في احتراق 13 طابقاً، بسبب سيجارة مشتعلة، سقطت من إحدى الشقق الواقعة بالأدوار العلوية للمبنى على شرفة الشقة التي بدأ منها الحريق في الطوابق السفلية، وحريق برج “الأنيقة” في منطقة التعاون ووقع خلال شهر نوفمبر الماضي وتسبب في احتراق 25 طابقاً، إضافة إلى 8 طوابق مواقف سيارات وبإجمالي 33 طابقاً، وكذلك حريق برج “الباكر 4” في يناير الماضي في منطقة التعاون، وهو مكون من 30 طابقاً، حيث أتت النيران على الجهة الخلفية للبناية بأكملها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©