الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بركة الراتب

10 سبتمبر 2009 23:21
لا نكاد نعيش فرحتنا بنزول الراتب، حتى ننشغل بحساب ما تبقى منه، بعد عملية فدائية راح ضحيتها «المرحوم راتب الشهر» سائلين أنفسنا أين ذهب وفي ما صرف؟ لنكتشف أنَّ الأشياء التي قمنا بشرائها لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، ومع ذلك فقد التهمت جزءاً كبيراً من المعاش. لنواجه بعد ذلك الحقيقة الوحيدة أنَّ السلع ثمنها غال، ولا مجال لعملية «المكاسرة» خوفاً من ضياع «البرستيج» أمام بقية الزبائن الذين لا تستوقفهم الفواتير الطويلة لمشترياتهم. من خلال مواقف عديدة وشكاوى زملاء وأهل وأصدقاء تبين لي أننا للأسف الشديد نفقتد لثقافة التسوق، ولا توجد لدينا دراية بسياسة الإنفاق، وكل ما نصرفه من أموال يكون بالبركة، ودون تخطيط مسبق لأهمية السلع التي نشتريها، ومدى احتياجاتنا لها. فبعملية جرد سريعة لما تحتويه عربة التسوق التي ندفعها أمامنا، سنجد أنَّ أغلب السلع التي قمنا بشرائها ليست ضرورية، وتعد من الكماليات التي بالإمكان الاستغناء عنها. لقد اعتدنا على شراء كل ما يلفت أنظارنا، حتى وإن كنا لا نعلم لما يستخدم، وهذا نتيجة نهمنا غير المنقطع على الشراء، وارتباط التسوق في أحيان كثيرة بالمزاج والحالة النفسية التي لا تهدأ إلا حين تستنزف الآلاف من الدراهم. وفي نهاية الأمر نبدأ بتبرير تبذيرنا غير المنطقي لراتب الشهر بحجة أن رواتبنا تفتقد للبركة، وهي شماعة نعلق عليها فشلنا في تدبير مصاريفنا وتعلم فنون ترتيب الأولويات التي نحتاجها في حياتنا. ريم البريكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©