السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمارات والصومال

19 ابريل 2018 01:41
في خطوة مستفزة غير مبررة خالفت كل الأعراف والتقاليد الدبلوماسية التي تربط علاقات الصداقة والأخوة بين الدول، قامت عناصر أمنية صومالية باحتجاز طائرة خاصة إماراتية في الثامن من هذا الشهر في مطار مقديشو، وقامت بالاستيلاء على مبالغ مالية كانت مخصصة لدفع رواتب ضباط وعناصر من الجيش وبعض المتدربين الصوماليين. تربط الإمارات والصومال علاقات طيبة منذ سنين عديدة، قامت على الاحترام المتبادل، والشعور بالمسؤولية تجاه الأخ والشقيق الذي عانى وما زال يعاني من ويلات الحروب والميليشيات المسلحة التي تحكمت بكل مفاصل الحياة فيه. لقد ساندت الإمارات جمهورية الصومال في شتى المجالات، وكانت سباقة بين دول العالم لتقديم كل مساعدة ومعونة من شأنها أن تخفف من وطأة ما خلفته الحروب على كاهل الشعب الصومالي وتساهم في بناء دولته واستعادة كرامته، بالإضافة إلى توفيرها السبل الكفيلة إنشاء جيش وطني قوي، يعتمد على نفسه وعلى قدرته الذاتية. لقد ساعدت دولة الإمارات جمهورية الصومال ووقفت إلى جانبها منذ زمن بعيد لم تتأثر هذه المساعدات على مدى عشرات السنين من تاريخها بأي تطورات تشهدها الساحة الداخلية لهذا البلد، خاصة على الصعيد السياسي والعسكري، لأن الهدف كان ولا يزال هو نجدة الشعب الصومالي الشقيق ومساعدته على تجاوز المحن والملمات التي أصابته من دون أي مقابل أو غاية. وفي شهادة لسفير جمهورية الصومال عبد القادر شيخي محمد الحاتمي قال: «إن الإمارات تعد الدولة الوحيدة التي نقلت ضحايا التفجيرات والاعتداءات الإرهابية التي يتعرض لها الصوماليون على مدى السنوات الماضية إلى العلاج في المستشفيات الإماراتية، مما يؤكد قيم الخير من وطن الخير المتجذرة في نفوس المجتمع الإماراتي حتى بات قبلة الإنسانية على مستوى العالم». وأضاف أن رجال الإمارات يؤكدون دائماً عبر كل المواقف والمحن التي يمر بها الشعب الصومالي أن قيم وطنهم ومواقفهم الثابتة منطلقة من الخصال الحميدة التي زرعها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في نفوس شعب الإمارات الأصيل. إن قيادة الدولة الرشيدة ظلت تتابع تطورات الأحداث في الصومال بقلق شديد، نظراً لتداعياتها المأساوية على مختلف قطاعات الشعب الصومالي الذي عانى كثيراً من ويلات النزاعات والأزمات. لم تقف مساعي الإمارات الحميدة لنجدة أشقائها والمناطق التي تشهد كوارث حول العالم يوماً، ولم تكن الصومال أبداً خارج العطاء الإنساني الإماراتي، انطلاقاً من الواجب الإنساني الذي تتعامل به الدولة مع الجميع، فهناك أيادٍ إماراتية تعمل على مدار الساعة للتخفيف من المعاناة، ودعم الأشقاء على تجاوز محنهم التي يمرون بها. وبرغم أن الصومال مرت ولا تزال بأزمات لأسباب عديدة، لكن رجال الإمارات هبوا لنجدتها من دون أن يخشوا المخاطر، فهدفهم الإنساني النبيل لا يحده حدود. وبحسب إحصاءات هيئة الهلال الأحمر الإماراتي فإن قيمة المساعدات التي قدمتها الهيئة لجمهورية الصومال منذ عام 1993 وحتى نهاية 2016 أي خلال 23 عاماً بلغت 277 مليوناً و553 ألف درهم، وقد شملت هذه المساعدات العديد من المشاريع التنموية وبرامج الإغاثة ومشاريع رمضان والأضاحي والأيتام والمساعدات الإنسانية للمحتاجين. من الواضح أن هناك أيدي خفية آثمة عبثت لتخريب طيب العلاقة التي امتدت لعقود ما بين دولة الإمارات والشقيقة جمهورية الصومال، ونحن على ثقة أن الشعب الصومالي والشعوب العربية كافة تقف شاهداً على نبل تلك العلاقة التي لم يكن الهدف منها سوى الوقوف إلى جانب الأشقاء في أحلك الظروف. محمد غنام
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©