الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حرفي نحاسيات يستعين بالتراث السوري في صنع عربة ملكية

حرفي نحاسيات يستعين بالتراث السوري في صنع عربة ملكية
28 مارس 2011 21:01
فن تلبيس النحاس أو الزخرفة على النحاسيات من المهن التي قلما نجد لها حضوراً في الإمارات باستثناء ما حمله بعض الحرفيون من فنها الأصيل وجاؤوا لممارسته في المجتمع الإماراتي الذي يعشق التراثيات ويفهم جمالياتها. رامز عبد المهدي بشير 31 سنة حرفي نحاسيات شاب يتحدث عن مهنته قائلاً: “قد يظن البعض بأن هذا الفن بسيط وسهل وغير مكلف ويمكن لأي شخص تعلمه لكنه في الحقيقة عكس ذلك إذ يتطلب الكثير من المهارة والإتقان، كما أن فن النحاسيات مكلف جداً نتيجة لارتفاع ثمن النحاس نفسه” يبين رامز أن النحاسيات فن راقٍ وجميل يشبه إلى حد ما الأنتيك الذي كلما قدم ازداد جماله وقيمته، علماً بأنه يستطيع أن يلبس أي شيء بالنحاس المزخرف وبالرسمة والزخرفة التي يريدها أياً كان فقد قام بتلبيس الأسقف وعواميد الفلل بالنحاس وغرف النوم والكنبات وبراويز الصور ورسم صور بورتريهات بالنحاس داخل برواز وتلوينها بألوان مائية، بالإضافة إلى تلبيس الأبواب من الداخل فقط بالنحاس إذ لا يمكنه فعل ذلك من الخارج لأنه سينعكس نتيجة لسقوط أشعة الشمس عليه مما يؤذي العيون ويمنعها من الرؤية الجيدة. صنع رامز مؤخرا عربة ملكية هي الأولى من نوعها في الدولة يحاكي من خلالها التراث السوري القديم إذ يذكر أن هذه العربة كانت تستخدم لدى العثمانيين، ويوجد لها شبيه في متاحف بريطانيا مع بعض الفروقات، حيث عمد رامز إلى جعلها مختلفة لكونها مغلقة ولها نوافذ وملبسة بالنحاس، يقول رامز عن عرباته التي تسمى في بلده بالملكية :” قمت بصناعة عربة ملكية يجرها الخيل يمكن أن تستخدم في الأعراس بحيث تنقل العروسين أو كمنظر في أحد المولات أو الفنادق الفخمة أو المنتجعات لعمل جولات سياحية وما شابه ذلك وقد كلفتني الكثير من المال والوقت لكثرة النحاس الذي استخدمته فيها، حيث أنجزتها في 4 أشهر، نظراً لكثرة الشغل الذي احتاجته من التصميم وحتى التنفيذ، حيث يبلغ ارتفاعها 4 أمتار ونصف، وطولها 5 أمتار ونصف وتتخذ شكل القفص سداسي الشكل هيكله حديد وملبس بالنحاس المنقوش والمزخرف فيها شبابيك ومفروشة بالكنب المغطاة بالمخمل الملوكي وتتسع لـ6 أشخاص غير السائق الذي له مقعد أمامي منفصل لوحده ويتحكم بوجهة العربة كما يعلو القفص قبة نحاسية مصبوبة بشكل دائري ومزودة بإضاءات ومفاتيح للتحكم فيها من الداخل والخارج أما الشاسية ففيه ماكينة كهربائية تعمل باستخدام بطاريتين سيارة بقوة 12فولتاً لكل منها، توزع الكهرباء على العربة للإضاءة ولدوران القفص، حيث يوجد فيها تكنيك يساعد من يجلس بداخلها على رؤية المناظر خلفه من دون أن يلف رأسه مجرد كبسة زر أمامه تساعده على لف القفص دورة كاملة وبشكل بطيء جدا ومريح ولا يسبب الشعور بالدوران لأن الراكب لا يحس بأن القفص يدور به. تلقى رامز عروضاً عدة من صالات أفراح ومراكز تجارية لشراء عربته التي يطمح إلى أن يكون لها مستقبل أكثر نجاحاً في الدولة لطالما أنه قادر على عمل تصاميم مختلفة منها لا تقل جمالية عنها.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©