الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محاولة جديدة في ألمانيا لإحياء تكنولوجيا «خليّة الوقود»

محاولة جديدة في ألمانيا لإحياء تكنولوجيا «خليّة الوقود»
20 مايو 2010 21:37
تحت رعاية الرابطة العالمية لطاقة الهيدروجين IAHE، نظم في مقاطعة وستفاليا الألمانية المؤتمر العالمي لطاقة الهيدروجين في دورته الثامنة عشرة التي تختتم أشغالها اليوم الجمعة، للنظر في مشروع إحياء وتطوير تكنولوجيا خليّة الوقود fuel cell technology باعتبارها تمثل مصدراً من الطاقة يوصف بالصداقة مع البيئة. وشارك في المؤتمر سياسيون وصنّاع قرار وخبراء وباحثون وطلاب مدارس وجامعيون. ويرمي المؤتمر إلى بحث إمكانيات التوسع في ابتكار التكنولوجيات التي يمكنها أن تجعل من خليّة الوقود مصدراً عملياً للطاقة اللازمة لدفع السيارات ومختلف أنواع العربات وحتى القطارات والسفن والطائرات. وشهد عروضاً لأجهزة وعربات متنوعة تستمد طاقتها من خلايا الوقود، كما نظمت اللجنة المشرفة على الفعاليات، يوماً لقيادة سيارات مدفوعة بخلية الوقود تخلو تماماً من محرك الاحتراق الداخلي. ويذكر أن تكنولوجيا خلية الوقود بلغت مرحلة فشلها بعد أكثر من خمسة عشر عاماً من التجارب وبحوث التطوير المتواصلة. وكانت قد أثبتت أنها عالية التكلفة وغير عملية وفقاً لآراء خبراء في شركتي جنرال موتورز وتويوتا الذين عبروا عن شكوكهم بجدوى استخدامها منذ عام 2005، وخاصة عندما يتعلق الأمر بإنتاجها على نطاق واسع. واتفقت آراؤهم على أن الرهان على السيارات الكهربائية أجدى بكثير من الرهان على السيارات المدفوعة بخلايا الوقود، وراحوا يعددون مزايا السيارات الكهربائية كانعدام الغازات الضارة والصوت وإمكان إنتاج سيارات خفيفة جداً بعد الاستغناء تماماً عن محركات الانفجار الداخلي والعلب الثقيلة لنقل الحركة. وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» قد نقلت في أحد أعدادها عام 2005 عن بوب لوتز نائب المدير العام التنفيذي لشركة جنرال موتورز قوله في مؤتمر صحفي عقده في جنيف على هامش معرضها السنوي للسيارات: «تثبت التطورات المتواصلة التي تشهدها بطاريات الليثيوم آيون أن الأجيال الجديدة من السيارات الكهربائية سوف تتمكن من قطع 500 كيلومتر قبل أن تحتاج بطارياتها إلى إعادة الشحن؛ وهذا يجعلها سيارات عملية وواعدة من ناحية الصداقة مع البيئة ويمكن إنتاجها بأعداد كبيرة». ثم يضيف لوتز إلى هذه الحقيقة المهمة التساؤل المهم التالي: «فإذا كانت السيارة الكهربائية قادرة على تحقيق هذا الإنجاز الكبير، فما الحاجة إذن لخلايا الوقود؟». وكان لوتز قد أشار إلى نقطة مهمة أخرى عندما ذكّر بالتكلفة الباهظة لسيارات خلية الوقود، وقال إنها تجعل من صنع سيارات بأعداد كبيرة أمراً مستحيلاً. وأكد أيضاً على ضرورة أخذ التكلفة بعين الاعتبار عند الحديث عن صناعة السيارات. وكان كاتسوواكي واتانابي رئيس شركة تويوتا عقد مؤتمراً صحفياً أكد فيه ما قاله لوتز حول التكاليف المرتفعة لبناء سيارات خلية الوقود وأضاف إلى ذلك مشكلة أخرى تتعلق بالافتقار لبنية تحتية صناعية كافية لإنتاج وتوزيع وقود الهيدروجين على المستوى العالمي. وحتى لو تمكنت الدول المتقدمة من إنشاء محطات توزيع الهيدروجين، فكيف يمكن لدول متأخرة تقنياً أن تنشيء مثل هذه المحطات المعقدة؟. وخلص واتانابي من كل ذلك إلى القول: «وإن لمن الصعب، إن لم يكن من المستحيل، أن نرى الكثير من سيارات خلايا الوقود وهي تجوب مدن العالم خلال السنوات العشر المقبلة». وبدا بوضوح من خلال متابعة الأحداث اللاحقة، أن هذه الحقائق كانت كافية لإحداث تغيير مهم في استراتيجيات صناعة السيارات بعد أن دفعت كبريات الشركات العالمية مثل تويوتا ومرسيدس وجنرال موتورز وغيرها، إلى صرف النظر عن معظم المشاريع المتعلقة بتصنيع سيارات خلية الوقود التي كانت تخطط لإنتاجها. والآن يأتي مؤتمر وستفاليا ليعيد طرح أوراق خلية الوقود على الطاولة بعد أن توقفت بحوثها تماماً. وكانت تقارير قد أشارت إلى أن المبالغ الطائلة التي أنفقتها جنرال موتورز على تطوير سيارات خلية الوقود ذهبت هباء. ويرى بعض الخبراء أن هذا المؤتمر يأتي الآن ليعيد الجدل المتعلق بمدى فعالية خلية الوقود إلى المربع الأول. وقبل عشر سنوات، كانت أخبار خلية الوقود تستأثر باهتمام كبير من الصحافة العالمية؛ وكانت توصف بأنها التكنولوجيا الواعدة التي ستخلّص العالم من أضرار العوادم الغازية الناتجة عن احتراق الوقود في محركات الانفجار الداخلي. وبلغ الاقتناع المبدأي بالفكرة الحد الذي دفع جنرال موتورز إلى تعليق العمل في تطوير السيارات الكهربائية والإسراع إلى تطوير سيارات خلايا الوقود بدلاً منها. وفضلت تويوتا تبنّي اتجاه معاكس عندما سارعت لاحتلال موقع الريادة في تطوير السيارات الهجين التي تعتمد على محرك الانفجار الداخلي والمحرك الكهربائي بالرغم من أنها كانت تعمل بشيء من الحذر بتطوير خلية الوقود. وكان لهذه التطورات أن تدفع شركة جنرال موتورز لاتخاذ موقف متحفظ من تكنولوجيا خلية الوقود ريثما تتضح الأمور المتعلقة بفعاليتها في مراكز البحوث. وعندما عمدت إلى إطلاق النسخة الاختبارية من سيارتها الكهربائية الواعدة «فولت» هذا العام، حرصت على التذكير بأن النسخ المستقبلية منها «قد» تكون مجهزة بخلية وقود تقوم بدور جهاز الشحن لمجموعة البطاريات. وكانت من أهم مفاجآت مؤتمر وستفاليا قد تجلّت بظهور النسخة الاختبارية من الطائرة الخفيفة «دي إل آر-إتش2» DLR-H2 المدفوعة بخلية وقود والتي حلقت بنجاح في الأجواء، وهي من تصميم «المركز الألماني لبحوث الطيران». مبدأ خلية الوقود تلعب خلية الوقود دور المولّد الكيميائي للتيار الكهربائي؛ وهي ليست محرّكاً، وتعتمد على الهيدروجين كوقود. وعندما تبدأ بالعمل، تقوم ذرات الهيدروجين التي يتم ضخّها في الخلية من خزان خاص، بفقد إلكتروناتها لتتحول إلى أيونات موجبة الشحنة؛ وتستقبل ذرات الأوكسيجين الآتي من الهواء، هذه الإلكترونات فتتحول إلى أيونات سالبة. وبذلك يمر التيار الكهربائي في الدائرة فيما تتحد شوارد الهيدروجين الموجبة مع شوارد الأوكسيجين السالبة لتشكيل بخار الماء الذي يكون الناتج الوحيد للعملية. ومن الجدير بالإشارة أن خلية الوقود لا تتألف من خلية واحدة، بل من عدة خلايا مثبتة فوق بعضها البعض حتى تولد ما يكفي من الكهرباء لتدوير المحرك الذي سيدفع السيارة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©