الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الضمير الصالح

11 يوليو 2008 00:12
يتعامل الناس اليوم وكأنهم معصومين من الخطأ ولكن معظم أن لم يكن كل تعاملاتهم خاطئة وعابثة ''يفتون في الدين وهم في كامل الطمأنينة أن الله راض عنهم، وأن الجنة مضمونة لهم، ولا يحبون من يذكرهم بزلاتهم وأخطائهم المتكررة ويأخذون على الفور موقف دفاع عن النفس والغضب من الشخص الناصح'' فاليوم ليس المخطئ هو الملام إنما الناصح والمذكر هو الملام وهو أيضا صاحب الأفق وغير العصري''· وما يحزن القلب أن من الناس اليوم المبصرين للحق والمبغضين للشر يفعلون ألوانا من المنكرات بدون وعي ويثورون غضبا عند تذكير أحد الناس لزلة بدرت منهم، فنرى شخصين يتحدثان مع بعضهما ويضحكان ويتركان الشخص الثالث وحده دون مراعاة لمشاعره الإنسانية ويغفلان أو يتغافلان أن سلوكهما هذا تقليل من شأن من يتواجد معهما وتجاهل لوجوده واحتقار لإنسانيته بأسلوب غير مباشر· ومن عجيب الأمر أنه لو تم التعامل معهم بنفس التصرف سيضيق صدرهم وتختنق أراوحهم ويحزنون، فكأنه مكتوب على جبينهم ''يحق لي أن أفعل ما أشاء معكم ومطلوب منكم التقبل والرضا، لكن لا يحق لكم أن تفعلوا ما تشاءون وأنتم الملامون دائما'' ونوعية أخرى من الناس من إذا رأوا أمامهم شخصا يصلي لا يلتزمون بالصمت بل يأخذون قسط الراحة كاملا في التحدث مع بعض والضحك بصوت عال دون إدراك أن العبد يحدث ربه ويحاول أن يخشع في صلاته، وهم بتهاونهم لهيبة الصلاة وعلاقة العبد مع ربه يسببون له إيذاء روحيا دون أن يشعروا به· فأي ضمير يملك مؤمن اليوم؟ ومن أكثر المواقف التي تدل أن مؤمن اليوم ترك ضميره في المشرق وهو يعيش في مغرب الأرض لا يؤلمه ذنب ولا تقصير ولا عقاب ويرى نفسه من أهل الجنة وهو لا يرد الأمانة، وربما اطمأن بأن صاحب الأمانة فقد ذاكرته ولن يسأل عن أمانته للأبد لذلك يعتبر انه لا داعي لترجيع الأمانات· وعندما تتحدث الى هؤلاء تراهم في قمة الحزن لما تمر به الأمة الإسلامية ويدعون بكل إلحاح بأن ينصر الله الإسلام والمسلمين· وكيف ينصرهم الله وضمير الأمة الإسلامية اليوم نائم؟ حبذا لو نرى عامة الناس في بقية أيام السنة مثلما يكونون في شهر رمضان المبارك فكلهم يتسابقون في هذا الشهر للخيرات بالصدقات والبكاء في صلاة التراويح واعتزال مجالس الغيبة والنميمة واحتضان القرآن الكريم ليلا ونهارا وفي غير رمضان لا يحترم حتى معنى الصلاة ولا يدرك قيمتها، فلا يعطيها حقها ولا يرحم غيره ليخشع في صلاته· مريم حاجي محمد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©