«ملتقى الإعلام البترولي» يضيء على إيجابيات «التعاون» في استقرار أسواق النفط

سيد الحجار (الرياض) أكد ملتقى الإعلام البترولي الثاني لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي اختتمت فعاليته في الرياض أمس، ضرورة العمل على تصحيح صورة دول المجلس ا في الإعلام العالمي، وإبراز الدور الإيجابي الذي تقوم به نحو استقرار السوق البترولية، وتوفير الإمدادات عند حدوث أي عجز مفاجئ، والإسهام في نمو الاقتصاد العالمي، وتحديداً اقتصادات الدول النامية. ووجه الملتقى، في بيانه الختامي، الشكر إلى دولة الإمارات على مبادرتها لتنظيم ملتقى الإعلام البترولي الثالث لدول مجلس التعاون الخليجي خلال العام 2017. وأوصى الملتقى بالعمل على إنشاء جمعية مستقلة، بمسمى جمعية الإعلاميين البتروليين، تضم الإعلاميين الخليجيين والعرب والأجانب المختصين بشؤون البترول والطاقة في منطقة الخليج، كذلك التوصية بإنشاء جائزة مخصصة للعاملين المتميزين في الإعلام البترولي، تمنحها الدولة المضيفة، أثناء حفل افتتاح الملتقى الذي يعقد كل سنتين في إحدى دول الخليج. وأكد البيان الختامي ضرورة العمل على عقد ورش عمل محلية وخليجية، ودورات تدريبية متخصصة في مجال الإعلام البترولي، سواء عبر وزارات البترول والطاقة، أو شركات البترول الوطنية، ومعاهد التدريب الصحفي المتخصصة، مع حث وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والإلكترونية بدول مجلس التعاون الخليجي، على الاهتمام بتوفير الكوادر الصحفية المختصَّة والمدرَّبة في مجال البترول والطاقة. وأكد أهمية تنظيم المؤتمرات والملتقيات في دول المجلس، التي تركز على شؤون الطاقة والبترول، وإبراز الدور الإعلامي فيها، وحث شركات البترول والطاقة في دول المجلس على إبراز دورها في المسؤولية الاجتماعية، في الجوانب البترولية وغير البترولية، من أنشطة اجتماعية وثقافية واقتصادية. وأشار البيان الختامي إلى ضرورة تهيئة إعلام بترولي متخصص ومواكب للحداثة الرقمية، يعرض طبيعة الصناعة البترولية بدول المجلس، ودورها التنموي، ويبسّط تناول القضايا المتعلقة بالبترول للمجتمع، والعمل على توفير مصادر إعلامية بترولية تؤمن وصول المعلومات الرسمية المتاحة إعلامياً، لوسائل الإعلام، مما يوقف الشائعات والمعلومات غير الصحيحة. وأكد ضرورة توطيد العلاقة بين وزارات البترول والطاقة بدول المجلس، وشركات البترول الوطنية من جهة، وبين الجامعات والمراكز العلمية والبحثية، موجها الشكر للأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على جهودها في الإعداد للملتقى، ودورها في استراتيجية الإعلام البترولي. وشهد ملتقى الإعلام البترولي الثاني لدول مجلس التعاون الذي عقد تحت عنوان (الإعلام البترولي الخليجي.. قضايا وتحديات) مناقشة عدة موضوعات ذات علاقة بالإعلام البترولي، توزعت على حلقة نقاش شارك فيها وزراء البترول والطاقة بدول المجلس، وورشة عمل قدمها نخبة من المختصين في البترول والطاقة، وشارك فيها 140 متدرباً، بالإضافة إلى 6 جلسات توزعت على يومين. واشتملت عناوين المحاضرات والجلسات على «السوق البترولية والمنظمات الدولية والإقليمية المتخصصة في البترول والطاقة»، و«مقدمة التغيرات والتحديات في الصناعة البترولية الدولية»، و«كيف تكون إعلاميا متخصصا في شؤون الطاقة»، و«أسس ومقومات الكتابة الصحفية والعمل الإعلامي المتخصص»، و«الإعلام في ترشيد الطاقة بدول الخليج»، و«الإعلام والبترول والخليج: نظرة عامة». كما تم تنظيم جلسات تحت عنوان «الشفافية والمعلومات في الإعلام البترولي الخليجي»، و«دور المؤتمرات والندوات البترولية في تعزيز الثقافة البترولية»، و«صورة العرب والبترول في الإعلام الأجنبي»، و«الإعلاميين في مجال البترول والثقافة البترولية في دول الخليج (دور الحكومات والشركات والجامعات ووسائل الإعلام)، و«البترول والإعلام الجديد». وشهد اليوم الأخير من الملتقي عقد عدة جلسات ناقش فيها الحضور عدة قضايا، حيث أكد الدكتور رمضان الشراح أمين عام اتحاد شركات الاستثمار بدولة الكويت ضرورة اهتمام الحكومات في دول مجلس التعاون بموضوع الثقافة النفطية في هذه المرحلة الدقيقة في ظل انخفاض أسعار البترول بشكل لم يسبق له مثيل. بدوره، قال عصام زين العابدين، مدير عام الشؤون العامة في آرامكو السعودية: إن قطاع البترول يواجه تحديات عديدة، بعضها يتمثل في وجود إعلام غير دقيق يفتقر إلى المعرفة والدراسة. وأضاف: «بعض وسائل الإعلام تقوم أحيانا بالتضخيم من تأثير النفط على البيئة، وكأن القطاع المسؤول الوحيد عن مشاكل البيئة، رغم أن تأثيره يقل كثيراً عن تأثير بدائل طاقة أخرى كالفحم، وفي أحيان أخرى تثير بعض الوسائل الإعلامية تساؤلات غير دقيقة عن قرب نضوب البترول».