الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجبرتي.. المرجع الصحيح في تاريخ مصر

الجبرتي.. المرجع الصحيح في تاريخ مصر
30 يونيو 2016 16:35
محمد أحمد (القاهرة) عبد الرحمن بن حسن برهان الدين الجبرتي ولد في القاهرة عام 1167هـ - 1756م وتوفي عام 1825م، مؤرخ مصري عاصر الحملة الفرنسية، ووصف تلك الفترة في كتابه «عجائب الآثار في التراجم والأخبار»، والمعروف بـ«تاريخ الجبرتي». بعد وفاة والده واصل عبد الرحمن دراسته وتخرج في الأزهر بعد أن درس علوم الفقه واللغة، ثم عكف على كتب والده يستزيد من علوم الفلك والحساب والهندسة، وتنقل في أنحاء مصر واتصل بعلمائها وكبارها لمعرفة مواقعها وكيفية الحياة فيها. رصد الجبرتي ودّون الكثير من أخبار البلاد والعباد في مصر، مما جعله دقيقاً في تحليل الأمور مستوعباً لكل صغيرة وكبيرة من حياة الشعب في هذه الفترة، واستمر يبحث عن مصادره ومراجعه، وبدأ بتدوين الأسماء، خاصة المشايخ، ومن كان منهم شيخاً للأزهر، ثم شرع يدوّن أسماء الأمراء ومن بلغ منهم مشيخة البلد ومن شاركه في الحكم، وحرص على أن يدون الأسماء من الدواوين الرسمية. كان الجبرتي دقيقاً لا يكتب عن حادثة إلا بعد أن يتأكد من صحتها، وقد يؤخر التدوين حتى يحيط بالمصادر التي تصححها سواء بالتواتر أو بالشهادة. وفي أثناء الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798م - وكان الجبرتي في وقتها في الرابعة والأربعين من عمره - قام بتسجيل أعمال الفرنسيين، ورصد تحركاتهم، والتعليق على أقوالهم وأفعالهم، وكان دقيقاً في تدوين ملاحظاته على نظام الحياة في مجتمع الجنود الفرنسيين وطرائقهم في تنظيم حياتهم، وهذه اليوميات ضمنها كتابه الأول «مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس». نال هذا الكتاب ثناءً كبيراً في أوساط الشعب والحكام الأتراك، وعُرض على السلطان العثماني سليم الثالث الذي أمر كبير أطبائه مصطفى بهجت بنقله إلى اللغة التركية فتمّ ذلك في العام 1807م. وكان هذا دافعاً للجبرتي أن يجمع تاريخ مصر الذي انشغل به منذ خمسة عشر عاماً في كتاب واحد، وشرع في كتابة تاريخ مصر الكامل وجعل كتابه الأول أحد فصوله الرئيسية، وقسم الكتاب إلى ثلاثة أجزاء. دفع الجبرتي الاشتغال بكتابة تاريخه أنه وقف موقف المعارضة لحكم محمد علي باشا منذ بداية حكمه لمصر وانشقاقه على الدولة العثمانية، وظل يترقب ما ستؤول إليه الأحداث وكان يرصد ويدوّن الحوادث والمتفرقات، ويسند كل ما يقول ويدون إلى مصدر ثقة أو شاهد عيان، يحرص أن يعاين الأحداث العامة بنفسه ليتوخى الصدق، وذكر الأحوال الاقتصادية من زراعة وتجارة وفلاحة، والنقود المتداولة والأسعار. لزم المؤرخ العظيم بيته بعد حادثة مقتل ابنه خليل العام 1237هـ لا يقرأ ولا يكتب ولا يتابع الأخبار وتوفي بعد ثلاث سنوات في العام 1240هـ.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©