الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

حمدان بن زايد يؤكد سياسة الإمارات القائمة على نبذ العنف والعدوان

حمدان بن زايد يؤكد سياسة الإمارات القائمة على نبذ العنف والعدوان
9 سبتمبر 2009 02:26
أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية ثبات السياسة الحكيمة التي تنتهجها دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والقائمة على نبذ العنف والعدوان ومد جسور التعاون بين دول العالم المحبة للسلام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير. جاء ذلك خلال حضور سموه محاضرة نظمها مجلس الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الرمضاني، التي كانت بعنوان «العنف والدين» والتي ألقاها الدكتور مصطفى بوهندي أستاذ علم الأديان المقارن ورئيس وحدة البحث والتكوين في مستقبل الأديان والمذاهب الدينية بحوض البحر الأبيض المتوسط بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء. ونوه سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان بالدور الكبير الذي يساهم فيه مجلس الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الرمضاني الذي يعد جسراً للتواصل الفكري والتعارف وتبادل الرأي والرأي الآخر وفرصة للمؤمن للتزود بالعلم والمعرفة بالأمور الدينية والدنيوية، مشيداً سموه بالحضور النسائي المميز لهذا المجلس الرمضاني. وحضر المحاضرة سمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين والضيوف والمدعوين. وأشار الدكتور بوهندي في بداية محاضرته إلى أهمية الأمثال والقصص في الكتب المقدسة والقرآن الكريم ودورها في تبليغ المعرفة الدينية للناس وهي تختزل المعاني والمفاهيم الأساسية التي تحملها الرسالات الربانية ومن خلالها يقوم الأنبياء والرسل بإعادة تشكيل عقول الناس وتصحيح مختلف عقائدهم وتصوراتهم ومواقفهم التي كانوا عليها وبيان الحقائق والأنباء التي جاؤوا بها. واستعرض المحاضر بعضاً من الأفكار الباطلة التي تذرع بها الناس لاتخاذ مواقف مختلفة من القرآن لا تصح بحال، مؤكداً أن ما جاء به القرآن يحمل إضافات نوعية منهجية ومعرفية تختلف عما ورد عند أهل الأديان ويقدم رؤية جديدة واقتراحات مفيدة تنسجم مع النسق الديني الكتابي أكثر مما تنسجم معه الأفكار التي راجعها ورد عليها. وأضاف الدكتور بوهندي أن القرآن الكريم كتاب موجز وأن ما عند أهل الكتاب كتاب مفصل ويمكن تفصيل موجزات القرآن بمفصلات الكتاب المقدس وأخبار أهل الكتاب وهو قول أكثر علماء التفسير المسلمين وعلى أساسه أباحوا تفسير القرآن بالإسرائيليات والنصرانيات ، خصوصا في مجال القصص لاعتقادهم أن القصص لا يترتب عليها عمل بخلاف الأحكام، مؤكداً أن القرآن الكريم مصدق لما بين يديه من الكتاب يؤكد ما فيه من الحق ويشهد لما فيه من الهدى والنور ويبرز ما يتضمنه من الوحي والنبوة والذكر. وأوضح المحاضر أن ما قام به الناس في تعاملهم مع كتبهم المقدسة ليس واحداً، ففي حديث القرآن الكريم عن أهل الكتاب نجد تفريقاً مهماً بين صنفين من أهل الكتاب ليسوا سواء فريق منهم مؤمن صادق يتلو كتاب الله حق تلاوته ويقيمه في حياته ويتبع نوره وهديه وهو من الصالحين وفريق ثان يترك كتاب الله وراء ظهره أو يتبع ما يتلو الشيطان على ملك سليمان أو يحرف الكلم عن مواضعه. وذكر الدكتور بوهندي أن مفهوم الإسلام ومن هو المسلم يحتاج إلى إعادة قراءة حقيقية من النصوص المؤسسة تعيد للإسلام مفهومه الإنساني العالمي، بعيداً عن المذهبية التاريخية الإسلامية التي أرادت أن تحتكر هذا المفهوم وتقصي منه شعوباً وأجناساً كثيرة. ثم استعرض المحاضر ظاهرة العنف والدين والطائفة من خلال قصتين من التوراة والقرآن تتعلق الأولى بالعنف الذي يكون بين الناس على أساس ديني وموقف الكتب المقدسة والقرآن الكريم منه ومثاله قصة ابني آدم وتتعلق الثانية بالعنف الذي يكون بين الناس على أساس عنصري أو قومي أو طائفي وموقف الكتب المقدسة والقرآن منه ومثاله موسى وقتل الرجل المصري. وخلص إلى أن الاختلاف في الدين لا ينبغي أن يجعل العداوة بين الإخوة فتقبل القربان وعدم تقبله بيد الله ولا ينبغي أن تنشأ بسببه العداوات والحروب وأن الإيمان والتقوى يمنع الناس أن يكونوا مجرمين وقتلة لأنهم يخافون الله رب العالمين أما القتلة فهم مجرمون وإن تلبسوا بلبوس الدين. ولفت الدكتور بوهندي إلى أن هناك عوامل نفسية مناهضة للقتل في الكيان الإنساني ينبغي التركيز عليها في معالجة العنف، مؤكداً أن ما يترتب على القتل هو الخسران المبين وأن ما يترتب على القتل هو الندم. كما أشار إلى تأثر الخطابات الدينية بالعوامل التاريخية والاجتماعية والثقافية الخاصة والانحراف عن المقصد الإلهي النبيل وكذلك الرغبة في إخضاع النص الديني للرغبات الخاصة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©