مستثمرون سعوديون يؤسسون شركة زراعية برأسمال نصف مليار دولار

يعتزم عدد من المستثمرين السعوديين إطلاق الشركة الدولية للاستثمار الزراعي والغذائي «اجروانفست»برأسمال يبلغ ملياري ريال (533.3 مليون دولار) والتي ستقوم بصورة رئيسية بالاستثمار في المشروعات الزراعية بالخارج خلال العام المقبل. وقال أسامة كردي رئيس اللجنة التأسيسية لشركة «اجروانفست» إنه سيجري تمويل 25 بالمئة من رأس المال عن طريق المساهمين المؤسسين بينما سيجري تدبير النسبة المتبقية عن طريق المستثمرين من المؤسسات ومن خلال طرح عام أولي. وأوضح كردي أن الشركة مهتمة بالمشاركة العامة، وأنه سيجري إطلاق طرح عام أولي قريباً. ورفض كردي التحدث بشأن حجم رأس المال الذي تم جمعه من خلال نحو ستة مستثمرين يشكلون اللجنة التأسيسية للشركة. والإعلان هو الأحدث ضمن سلسلة من الخطوات قام بها مستثمرون بمنطقة الخليج التي يأتي تحقيق الأمن الغذائي بها على رأس أولويات جدول الأعمال السياسي وذلك بعد أن أظهر ارتفاع معدل التضخم عام 2008 اعتماد المنطقة على الواردات ودفع تلك الدول إلى دراسة مشروعات الاستثمار بالخارج لتأمين إمدادات السلع الرئيسية كالأرز والقمح. وبدأ العديد من الشركات السعودية بالفعل في تنفيذ استثمارات زراعية في بلدان أخرى بداية من اندونيسيا حتى إثيوبيا بعد أن قررت الحكومة السعودية العام الماضي خفض إنتاج القمح تدريجيا من أجل الحفاظ على الموارد المائية. وصرح سمير قباني أحد أعضاء اللجنة التأسيسية للشركة بأن «اجروانفست» تعتزم استثمار 500 مليون ريال في السوق المحلية السعودية وبصورة رئيسية في مجالي الدواجن والمأكولات البحرية. وقال كردي إنه فيما يتعلق بالاستثمار الخارجي، ستركز الشركة في الأساس على زراعة الأرز والذرة والقمح والسكر إضافة إلى مشروعات البنية الأساسية المتعلقة بذلك مثل منشآت التخزين والتوريد. وأضاف أن اجروانفست تأمل في جذب أموال من الصناديق التي تديرها الدولة مثل صندوق الاستثمارات العامة الذراع الاستثمارية لوزارة المالية وكذلك من صناديق المعاشات مثل المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية والمؤسسة العامة للتقاعد. وأوضح كردي أنهم يأملون أيضاً في أن يكون هناك اهتمام من جانب شركة الاستثمار الزراعي التي جرى تأسيسها مؤخرا برأسمال ثلاثة مليارات ريال والمملوكة كليا للحكومة السعودية. وأضاف أن ذلك الأمر يندرج ضمن جدول الأعمال. وجاءت تعليقاته في إشارة إلى الشركة السعودية للاستثمار الزراعي والإنتاج الحيواني المملوكة كليا لصندوق الاستثمارات العامة والتي وافقت الحكومة على تأسيسها في أبريل الماضي للاستثمار في مشروعات تهدف إلى ضمان تحقيق الأمن الغذائي والمساعدة على استقرار أسعار المواد الغذائية بالسوق المحلية. وقال قباني إن الشركة المملوكة للحكومة لن تعمل بصورة فردية. وأوضح»نعلم أن هناك فرص شراكة مع شركات سعودية كشركتنا». وأضاف أن المطلب الأولي لأي استثمار بالخارج سيكون السماح لشركة اجروانفست بتصدير ما لا يقل عن 70 بالمئة من المحاصيل المزروعة في البلد الأجنبي الذي سيجري الاستثمار فيه. وقال قباني «كما أننا ننتظر رد الحكومة بشأن نسبة المحاصيل التي ستشتريها من شركتنا. من المتوقع أن يجري الإعلان عن قرار بشأن تلك النقطة الحاسمة في وقت قريب». وأشار إلى أن اجروانفست تجري «مفاوضات متقدمة» مع عدد من الدول الأفريقية لتنفيذ مشروعات لزراعة الذرة والأرز. وتابع دون الخوض في تفاصيل «كذلك نجري مفاوضات بشأن الشراكة مع شركة كازاخستانية تمتلك 100 ألف هكتار من الأراضي المزروعة بالقمح».