تخلى الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس عن السياسة قليلاً والأزمات الدولية والوساطة في مناطق النزاع، وارتاح من سوريا وفلسطين والعراق وإيران وغيرها، ليصبح “سائحا” في نهاية زيارته للشرق الأوسط حيث قام بزيارة مدينة البتراء الأثرية جنوب الأردن، قبل مغادرة عمان.
وخلع رئيس الولايات المتحدة الملابس الرسمية، وارتدى سترة زرقاء وبنطلونا كاكيا ونظارات شمسية، وحافظ حراسه على مسافة منه لإعطائه مساحة لحرية الحركة في البتراء التي أصر على زيارتها لأنه انتظر حتى تهدأ رياح عاصفة رملية، لتحلق مروحية به لرؤية المدينة النبطية المنحوتة في الصخر من الجو. ثم قام أوباما برحلة سياحية على الأرض استمرت 55 دقيقة، عبر خلالها السهول والجبال الأردنية، مخترقاً ما يعرف بالسيق (ممر ضيق بين الصخور)، حتى وصل إلى ما يعرف بـ”الخزنة”.
وما أن وقف الرئيس الأميركي وسط ساحة مضاءه بنور الشمس أمام “الخزنة” في مدينة البتراء حتى رفع رأسه عاليا يحملق بإعجاب في المنحوتات الرائعة في الصخر الوردي. وقال وهو ينظر إلى تلك الصخور العالية “ إنه أمر مدهش للغاية... مذهل”. ورافق أوباما، الذي يقوم برحلته الخارجية الأولى منذ ولايته الثانية، في الموقع سليمان فرجات، أستاذ السياحة في الجامعة الأردنية.
وبنى الأنباط البتراء، عاصمة دولتهم، 400 قبل الميلاد. وتحولت إلى محطة أساسية لطرق التجارة التي تربط الصين والهند وجنوب شبه الجزيرة العربية مع مصر وسوريا واليونان وروما. والمدينة هي المعلم السياحي الأكثر شهرة وجاذبية للسياح في الأردن. ويزورها أكثر من نصف مليون سائح كل عام. وصورت فيها لقطات من أفلام سلسلة إنديانا جونز عام 1989. وكان الرئيس الأميركي اختتم زيارته لإسرائيل والأراضي الفلسطينية أيضاً بزيارة كنيسة المهد في بيت لحم بالضفة الغربية، وكانت الرياح الشديدة أيضاً في إسرائيل اضطرت أوباما أمس الأول لاستخدام موكبه بدلاً من المروحية. وكان أوباما دعا في خطاب أمام مئات الشباب الإسرائيليين والفلسطينيين في القدس الخميس، إسرائيل والفلسطينيين إلى اختيار السلام من دون أن يقدم طريقا للتوصل إلى حل الدولتين.
عدد اليوم
