أحمد سعيد (طهران)
أعلنت مصادر إيرانية مطلعة أمس أن مباحثات نووية بين إيران والدول الست الكبرى على مستوى الخبراء، ستستأنف اليوم الخميس في فينا. وتصاعدت ردود فعل مجلس الشورى الإيراني ضد التدخل الأوروبي في الشؤون الداخلية للبلد وبخاصة حقوق الإنسان، رافضاً فتح مكتب للاتحاد الأوروبي في البلاد، فيما قال مكتب الرئيس النمساوي هاينز فيشر إنه قبل «من حيث المبدأ» دعوة لزيارة إيران ستكون أول زيارة لرئيس بلد غربي إليها منذ سنوات طويلة.
وقال حميد بعيدي نجاد رئيس وفد الخبراء الإيرانيين، أن هذه الجولة الجديدة من المباحثات بين إيران ودول (5+1) ستكون مكملة للجولات السابقة، حيث سيتم فيها مناقشة عمليات التخصيب وموقع أراك للماء الثقيل، إضافة إلى العقوبات الدولية وزيارة المفتشين الدولين لمواقع إيران النووية.
في مقابل ذلك صدرت ردود أفعال سلبية من إيران ضد الإدانة الأوروبية في مجال حقوق الإنسان. فقد حث عضو لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني النائب إسماعيل كوثري، وزارة الخارجية الإيرانية علي اتخاذ موقف حازم أمام الاتحاد الأوروبي بسبب البيان الأخير الذي أصدره ضد إيران.
وأكد كوثري للصحفيين أمس ضرورة اتخاذ موقف صارم وحازم إزاء الاتحاد الأوروبي لقراره الأخير، الذي يعتبر تدخلا سافراً في شؤون إيران الداخلية، ويوجه علامة استفهام إلي السيادة الوطنية الإيرانية. وشدد علي أن عهد اتخاذ الدول الأوروبية قراراً ضد إيران قد ولي دون رجعة.
في السياق ذاته أكد النائب الأول لرئيس اللجنة القضائية في البرلمان حميد رضا طباطبائي، أن طلب فتح مكتب للاتحاد الأوروبي في طهران سوف لن تتم الموافقة عليه، إذا كان هدفه التدخل في الشؤون الحقوقية والقضائية الإيرانية. وقال إنه إذا كان فتح مكتب من أجل التمهيد لتعزيز العلاقات بين الجانبين، فإنه يعد أمراً إيجابياً، لكن ذلك ينبغي أن يصب في الأطر القانونية بشكل كامل، ولايستهدف التدخل في الشأن الداخلي الإيراني.
في غضون ذلك أعلن مكتب الرئيس النمساوي هاينز فيشر إن الأخير قبل «من حيث المبدأ» دعوة لزيارة إيران. وستنطوي زيارة فيشر الذي قد يرافقه خلالها رؤساء شركات، على أهمية سياسية في وقت تضغط فيه الولايات المتحدة على الدول الغربية للحد من التجارة مع إيران.
وقال المتحدث باسم فيشر «تم قبول دعوة الجانب الإيراني من حيث المبدأ لكن لم يتم تحديد موعد». ورفض الإفصاح عن مزيد من التفاصيل نظراً للحساسية الدبلوماسية. وكان فيشر أيد الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز الذي زار النمسا هذا الأسبوع، والذي حث الدول الغربية على مواصلة الضغط على طهران بسبب برنامجها النووي.
وقالت وزارة الخارجية النمساوية، إن الوزير سيباستيان كيرتز سيزور إسرائيل وإيران في الشهر الحالي. وقال متحدث باسم الوزارة إن برنامج زيارة كيرتز لإيران لا يزال قيد البحث.
وأضاف «ستناقش النمسا على أي حال وضع حقوق الإنسان وبرنامج إيران النووي»، مضيفاً، أن كيرتز لن يصطحب معه وفداً من رجال الأعمال. وقال مصدر دبلوماسي إن فيشر قد يزور إيران بحلول منتصف العام، «لكن هذا يتوقف على أمور كثيرة»، منها وضع المحادثات النووية التي تهدف للتوصل إلى اتفاق شامل بحلول أواخر يوليو.
عدد اليوم
