السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«وانج» واضطرابات شينجيانج

8 سبتمبر 2009 00:17
عندما تجمع 150 مدعواً، إلى حفل الزفاف الذي أقامته أسرة «زانج» في صالة مطعم «فونيكس» في مدينة «أرومتشي» عاصمة إقليم «شينجيانج» عشية السبت الماضي، كان موضوع المناقشة الرئيسي يتلخص في سؤال هو: هل سيبقى أم سيرحل؟. والمقصود بهذا السؤال ليس العريس كما قد يتبادر إلى الذهن للوهلة الأولى، وإنما «وانج ليكوان» رئيس الحزب الشيوعي والرجل القوي في الإقليم المتعدد العرقيات الواقع غرب الصين، والتي ظلت مكانته راسخة وغير قابلة للمنافسة من قبل أي شخصية أخرى خلال الـ15عاما الأخيرة. ولكن الذي حدث الأسبوع الماضي، هو أن عشرات الألوف من الناس، خرجوا إلى الشوارع مطالبين باستقالته. وكانت الغالبية العظمى من هؤلاء ينتمون إلى عرقية «الهان» التي تشكل أغلبية السكان في الإقليم، والتي استبد بأفرادها الغضب الشديد جراء سلسلة من الهجمات التي تمت بأسلوب الطعن بإبر الُحقَنْ نسبوها إلى أقلية الإيجور العرقية. وحملت الهتافات التي رددها المتظاهرون شكاوى بأن «وانج» قد أساء التعامل مع الاضطرابات العرقية التي وقعت في بدايات شهر يوليو الماضي، والتي تقول المصادر الحكومية أنها خلّفت 197 قتيلا معظم من «الهان». والتدهور في شعبيه»وانج» يمثل خبراً سيئاً للحكومة المركزية في الصين، خصوصا وأن الأخير كان زميل دراسة لرئيس الجمهورية، وزعيم الحزب الشيوعي الصيني «هو جينتاو»، ولا يزال يعتبر من أصدقائه المقربين حتى الآن. وكانت بكين قد اعتمدت لفترة طويلة على «وانج» في إدارة ذلك الإقليم لضمان أن عدم الرضا السائد منذ فترة طويلة بين سكانه من «الإيجور» المسلمين لن يتفاقم ويمتد إلى مناطق أخرى، مما قد يشكل تهديداً على الاستقرار السياسي الأوسع نطاقا في الصين. ولكن الاضطرابات التي وقعت في يوليو الماضي، والاحتجاجات المستمرة حالياً في الإقليم قوضت ثقة بكين في «وانج». يأتي هذا في وقت، يبدو فيه الحزب الشيوعي الصيني أكثر تصميما على الحفاظ على الاستقرار من ذي قبل، وعلى تعزيز قبضته على السلطة، وترسيخ هيبته من خلال الاحتفالات التي سيقيمها احتفالا بالذكرى الستين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية في الأول من أكتوبر المقبل. وعلى الرغم من أن الإشاعات المتداولة في شوارع شينجيانج تقول إن»وانج» لن يقضي أكثر من شهر في منصبه الحالي، خصوصا بعد اختفاء صورته من أجهزة التلفاز منذ اضطرابات الأسبوع الماضي، إلا أن الخبراء بالشأن الصيني يقولون إن إطاحة «وانج» هي أمر يكاد يكون مستحيلا، لأن أي رئيس إقليمي للحزب الشيوعي الصيني، لا يتم عزله من منصبه إلا في حالتين: تورطه في الفساد، أو موته. وباعتباره عضواً في المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني، الذي يمثل أعلى سلطة في الصين، فإن»وانج» لا يمكن عزله سوى من خلال التصويت من قبل الأغلبية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني على أن يكون ذلك متبوعاً بقرار من المكتب السياسي يؤيد هذا العزل. هناك أيضا محاذير تحول دون عزل الرجل منها أن هذا العزل يمكن أن يرسل إشارة تتجاوز حدود الإقليم، مفادها أن الشعب الصيني قد أصبح لديه القدرة على عزل مسؤوليه، وهو مفهوم يتناقض مع جوهر النظام السياسي في البلاد. لكل تلك الاعتبارات، وسعيا لتهدئة غضب عرقية «الهان»، قامت السلطات الصينية بإقالة السكرتير العام للحزب الشيوعي في مدينة «أرومتشي» عاصمة الإقليم، بالإضافة إلى قائد الشرطة بالإقليم. بيد أن هذا لم يكن كافياً... وهو ما عبر عنه أحد المدعوين لحفل الزفاف المذكور بقوله:» يجب على وانج ليكوان أن يذهب... فأنا أصدق ما يقوله سكرتير عام الحزب المعزول وما يقوله أيضا قائد شرطة الإقليم ولكني لست على استعداد لتصديق كلمة واحدة مما يقوله وانج». كاثرين هيل محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©