الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اجتياح أوكرانيا .. الواقع والتكهنات

2 ابريل 2014 23:20
فريد واير موسكو هل يقوم الجنود الروس بعملية حشد عسكري على حدود أوكرانيا تمهيداً لغزوها؟ الحكومة الأوكرانية الانتقالية، مدعومة بحلف «الناتو»، تقول أجل؛ ولكن الروس يشددون على أنهم لا يقومون بأي شيء يخرج عن نطاق التمرينات والمناورات الروتينية وأن لا نية لديهم في غزو أوكرانيا على أي حال. من المفترض أن هذا السؤال من السهل الإجابة عليه، إلا أنه يتبين أنه ليس كذلك على الإطلاق. وزير الخارجية الأميركي يقول إن ثمة 40 ألف جندي روسي على الأقل، أو ما يعادل نحو أربع فرق روسية، تقوم بمناورات بشكل استفزازي على حدود أوكرانيا. هذا في حين يذهب المسؤولون الأوكرانيون إلى أن الرقم أعلى من ذلك. وفي هذا الإطار، قال «كيري» بعد اجتماعه مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في باريس يوم الأحد: «إن أي تقدم حقيقي في أوكرانيا يجب أن يشمل انسحاباً للقوة الروسية الكبيرة المحتشدة حالياً على طول الحدود مع أوكرانيا»، مضيفاً «إننا نعتقد أن هذه القوات تخلق جواً من الخوف والترهيب في أوكرانيا. والأكيد أنها لا تخلق الجو الذي نحتاج إليه». ولكن «لافروف» رد على ذلك بالقول إنه لم تحدث أي تحركات عسكرية استثنائية على الإطلاق. وقال: «قطعاً، ليست لدينا أي نية أو مصلحة في عبور حدود أوكرانيا». والواقع أنه من الناحية المبدئية، ليس ثمة أي سبب لتصديق الروس، ذلك أنه لم يمض سوى شهر تقريباً على تأكيد بوتين بأنه لا نية لديه في ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا، ولكن ذلك هو ما حدث بالضبط. فقبل قرابة شهر، منح البرلمان الروسي بوتين صلاحيات كاملة لاستعمال القوات العسكرية في أوكرانيا. وعلاوة على ذلك، فإننا بتنا نعرف أن الكرملين قادر على تعبئة وحشد أعداد ضخمة من الجنود وإجراء مناورات حربية استفزازية على حدود أوكرانيا، لأن ذلك هو ما قام به بالضبط قبل خمسة أسابيع، وسط عملية انتقال السلطة في كييف التي عمتها الفوضى. ومن جهة أخرى، فإن لدى الحكومة الانتقالية الأوكرانية المطوَّقة بالمشاكل، التي تعاني من نقص في الشرعية وتكافح لفرض سلطتها عبر أرجاء البلاد، الكثير من الأسباب للتشديد على خطر الغزو الروسي من أجل خلق شعور بحالة طوارئ قومية توحد الأوكرانيين وترص صفوفهم. فهل من الممكن أن يميل الزعماء الغربيون إلى مساعدتها عبر الإدلاء ببعض التصريحات المضللة؟ الواقع أن هذا الموضوع لا يمكن الحسم فيه بشكل قاطع، ولكن المؤشرات المتوافرة حتى الآن تشير إلى أن الروس – في الوقت الراهن على الأقل – لا يعدون العدة لشن هجوم على أوكرانيا ولا يمثلون تهديداً ذا مصداقية للقيام بذلك. فالمحللون يقولون إن الأرقام التي يتداولها «الناتو» لا تنسجم مع العقيدة العسكرية الروسية. وفي هذا الإطار، يقول «ألكسندر جولتس»، نائب رئيس تحرير صحيفة «يجيدنيفني جورنال»، وهو خبير عسكري بارز وأحد منتقدي بوتين: «إن أي محاولة لاحتلال شرق أوكرانيا ستكون أكثر تعقيداً بكثير وعلى نطاق أكبر مقارنة مع العملية التي تم تنفيذها لتأمين القرم»، مضيفاً «ذلك أن الجنرالات سيرغبون في 100 ألف جندي كحد أدنى». ويقول «جولتس» ما يشاهده «الناتو» هو ربما من «بقايا» العملية الكبيرة التي قامت بها روسيا الشهر الماضي للاستيلاء على القرم، والتي شملت مخططات طوارئ لمنع أي هجوم عسكري أوكراني مفاجئ قد يروم فك الحصار عن العسكريين الأوكرانيين الـ20 ألفاً المنتشرين في الإقليم. «ولكن ذلك أخذ يتقلص تدريجياً الآن؛ حيث أخذ أولئك الجنود يعودون إلى ثكناتهم». ومن جانبه، يرى «فيكتور ليتوفكين»، الخبير العسكري في وكالة «إيتار تاس» الرسمية، أن الجيش الروسي أكثر نشاطاً مما كان عليه قبل بضع سنوات، وأنه ليس من غير المألوف رؤية جنود ومعدات تتحرك في المناطق الريفية، للقيام بمناورات، في أي جزء من روسيا هذه الأيام إذ يقول: «إن الجيوش يفترض أن تتمرن وتجري مناورات، وهذا هو ما تقوم بها جيوشنا على مدار العام». رأي آخر يزكي هذا الطرح يأتي من صحفيين جابوا روسيا بحثاً عن الجيش الغازي، ولكنهم لم يجدوا أي مؤشر على وجوده حتى الآن. فقد قام طاقم تلفزيوني تابع لشبكة «إن بي سي» الأميركية يقوده المراسل المخضرم جيم ماسيدا بقطع ألف ميل، أو ما يعادل كل الحدود الروسية- الأوكرانية المضطربة تقريباً، سالكاً في كثير من الأحيان الطرق الخلفية وداساً أنفه في أمكنة قد تكون مناسبة لتخبئة فرقة مدرعة أو فرقتين. ولكن الجنود الوحيدين الذين وجدهم الفريق التلفزيوني كانوا في قواعد عسكرية قائمة يقومون بأشياء روتينية مثل التنظيف الشخصي وتنظيم مباريات في المصارعة. وعندما قام الفريق التلفزيوني عن غير قصد بخرق منطقة أمنية مغلقة، اعتُقل أفراده لفترة قصيرة من قبل الـ«إف إس بي» (الـ«كي جي بي» سابقاً)، قبل أن يطلق سراحهم لاحقاً ويسمح لهم بالذهاب لحال سبيلهم. وربما يمثل ذلك خير دليل، في الوقت الراهن على الأقل، على أن الروس ربما ليس لديهم شيء ليخفونه. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©