الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العرقسوس.. مشروب تقليدي يسطع نجمه في رمضان

العرقسوس.. مشروب تقليدي يسطع نجمه في رمضان
30 يونيو 2016 15:03
خورشيد حرفوش (القاهرة) يعد «العرقسوس» من أشهر المشروبات الشعبية الباردة ذات المذاق الحلو المميز بين أوساط المصريين من كافة الفئات والطبقات، لا سيما خلال شهر رمضان الفضيل، نظراً لرخص ثمنه وتأثيره الفوري في ري الظمأ، وغناه بالعناصر الغذائية المفيدة للجسم، التي تعمل على تعويض العناصر والأملاح المعدنية التي يتم فقدانها خلال صيام نهار طويل. وهو من المشروبات التي ترتبط بالعادات والتقاليد الشعبية الموروثة من أزمان قديمة، حيث عرف كوصفة طبية في عديد من البرديات في الحضارة المصرية والسورية والرومانية القديمة. وعادة ما يُسمع صوت البائع في الميادين العامة والشوارع والحواري، وهو يجوبها بمنقوع العرقسوس في «إبريقه» الزجاجي، أو النحاسي كبير الحجم، الذي يصنع خصيصا ليحافظ على برودة العرقسوس طوال اليوم، ويحمله بوساطة حزام جلدي عريض يحيط بالخصر، ويتدلى منه إناء صغير للأكواب، بينما يمسك بيده اليمنى صاجين من النحاس يصدران صوتاً مميزاً يقترن بندائه: «شفا وخمير يا عرقسوس»، بينما يحمل في يده اليسرى إبريقاً بلاستيكياً صغيراً مملوءاً بالماء لغسل الأكواب، التي استبدلت بالأكواب البلاستيكية التي تستعمل لمرة واحدة حديثا، وقد يرتدي بائع العرقسوس طربوشاً فوق رأسه للفت الأنظار إليه ودلالة على اعتنائه بنفسه. وعن طرقة تحضيره، يقول سالم الشربتلي، بائع عرقسوس جائل، إنه «يتم وضع كمية مناسبة من مسحوق عشب العرقسوس في قطعة قماش من الشاش الخفيف النظيف، مع رش قدر قليل من بيكربونات الصوديوم «الكربونات» وتلف القماشة ليصبح مثل«الكرة» ثم تربط جيداً، وتترك لتنقع في كمية من الماء لليوم التالي، ثم يخفف المنقوع بالماء ويعبأ في إناء نظيف ويقدم بارداً». و«العرقسوس»، بحسب الدكتور السيد ناصر، أخصائي التغذية، نبات شجري معمر ينبت في كثير من البلدان منها مصر وسوريا ومناطق من آسيا الصغرى، كما تستخرج من جذور الشجرة مادة العرقسوس، وهي أكثر حلاوة من السكر العادي ويمكن مضغها وتؤكل كحلويات، كما أنها تدخل في صناعات دوائية عديدة، كما أنه يساعد على شفاء قرحة المعدة والإثني عشر، لأنه يحتوي على مادة فعالة تبطن جدار المعدة من الداخل لتساعد أماكن التقرحات على الالتئام وتحميها من حموضة المعدة. ويقول إن له أثراً فعالاً في إزالة الإحساس بالحرقة والحموضة الزائدة، ويساعد على ترميم الكبد لاحتوائه على معادن مختلفة، ويعرف أيضا أنه مدر جيد للبول. ويشفي من السعال المزمن باستعماله كثيفاً أو محلولاً بالماء الساخن، ولذا يفضل استعماله ساخناً للوقاية من الرشح والسعال ونزلات البرد، كما أنه فاتح للشهية باستعماله أثناء الطعام، ويسهل الهضم باستعماله بعد الطعام. ويضيف ناصر، إنه يعد أفضل شراب مرطب للمصابين بمرض السكر لخلوه تماماً من السكر العادي، فضلاً عن كونه يحتوي على الكثير من أملاح البوتاسيوم والكالسيوم ويفيد في شفاء الروماتيزم لاحتوائه على عناصر تعادل الهدروكورتيزون، كما أنه مفيد جداً لعلاج أمراض الأعصاب وحالات الالتهاب الكيسي والتهاب الأوتار. ويذكر أنه وجد أنه يحتوي على 125 مركباً مضاداً للفطريات، ويعتبر من أكثر النباتات غنى بهذه المركبات، كما أن به مواد لها تأثير فعال في قتل بعض أنواع الخلايا السرطانية، بالإضافة إلى أنه مقوٍّ لجهاز المناعة للجسم، لقدرته على حفز الجسم على إفراز مادة لها تأثير قوي على وقاية خلايا الكبد من التليف والإصابة بفيروسات الكبد. ويعمل بطريق غير مباشر على حفز خلايا النخاع على تكوين كرات دم حمراء، ما يساعد على علاج الأنيميا، ويخفف تقلصات الأمعاء الناتجة عن استخدام بعض أنواع الملينات، موضحاً أنه يفيد في علاج بلهارسيا المستقيم، لأن المواد الصابونية الموجودة به تساعد على قتل بويضات البلهارسيا، فضلاً عن فوائد شربه لخفض مستوى الكولسترول في الدم عن طريق تنظيم أحماض الصفراء للتخلص من الكولسترول الزائد في الجسم. أيضا يحتوي على مركبات تشبه الاستروجين مع مضادات الأكسدة تعمل على تنظيم الهرمونات في الجسم، وتخفيف مشاكل الطمث عند النساء، مثل تقلب المزاج والإرهاق. ويلفت ناصر إلى محاذير لمرضى ارتفاع ضغط الدم لأن به مادة ترفع ضغط الدم وتسبب احتباس الماء بالجسم، والإقلال من عنصر البوتاسيوم وزيادة الصوديوم. لهذا يتجنب تناوله لمرضي الكلي والقلب والكبد أو الحوامل، أو الذين يتعاطون مدرات للبول.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©