«المائدة العامرة».. هوس رمضاني عند النساء

أبوظبي (الاتحاد) يأخذ التسوق طوال رمضان شكلاً مختلفاً، حيث ترتفع درجة حرارة حمي التسوق، خاصة بين ربات البيوت اللاتي يسعين لتغير نظام حياتهن في هذا الشهر الفضيل من الديكور إلى الأواني المنزلية. حمى التخفيضات وأوضحت مريم راشد أن مشهد زحمة الشوارع وخلو الأرفف من بعض المواد الغذائية نتيجة الإقبال المتزايد من المتسوقين يقلقها كثيراً، حيث يزيد من توترها بعدم توافر ما تحتاجه.. لكن مع مرور أيام رمضان يقل الإقبال على شراء مختلف أنواع البضائع، خاصةً المواد الغذائية، ويقتصر التسابق المحموم خلف حملات التخفيضات التي تستغل هذا الهوس الذي يصيب النَّاس بعروض بعضها وهمي. وتتعجب فاطمة عبد الرحمن «أم لخمسة أبناء»، من الازدحام، الذي تراه خلال رمضان، حتَّى يخيل إليك أن البيوت فارغة من الأكل طوال العام إلا في رمضان، فتشهد عربات التسوق تجر واحدة وراء الأخرى، وتتكدس بها الكثير من المواد الغذائية، وهي تصطف أمام صندوق الدفع. عربات التسوق أما خلفان عبدالله «رب أسرة» فيقول: إنه في إحدى السنوات تسوق قبيل رمضان بساعات فلم يجد ما يحتاجه من المواد الغذائية، بل رأى صورة مغايرة من عدم توفر الكثير من احتياجات رمضان وتزاحم منقطع النظير على كل المواد وكأنه ماراثون غير طبيعي عند اللحوم والدجاج والفواكه والخضراوات.. بينما نجلاء يوسف «موظفة» فتؤكد أنها وضعت خطة للإنفاق حتى لا تقع فريسة للإعلانات المغرية بالمواد الغذائية تدفع الكثير من ربات البيوت إلى الاستهلاك كثيراً. مبالغ ضخمة وهناك كثير من الناس يعانون الضائقات المالية خلال شهر رمضان، نظراً للمبالغ الضخمة التى يقومون بإنفاقها خلال الشهر الكريم، سواء على المواد الغذائية أو تغيير أثاث المنزل والسيارة، وكأن رمضان بمقاصده الجليلة قد جاء لتحفيز الناس على هذا النهم للشراء والاستهلاك.. ويقول راشد أحمد: إن الأفراد المبذرين لايدركون الحكمة في مشروعية الصيام أو يتجاهلون، فالمائدة الرمضانية المبالغ فيها تسبب أضراراً كبيرة على الميزانية والصحة، وأظن أن هوس الشراء في رمضان يرجع إلى أسباب نفسية. وأشار محمد صديق صاحب سوبر ماركت للمواد الغذائية في أبوظبي إلى أن زبائنه من العنصر النسائي اللاتي يشترين كل ما لذ وطاب من المواد الغذائية، معللات أن العزائم الرمضانية متتالية، وتحتاج إلى الكثير من المواد الغذائية. حكمة اقتصادية حول ظاهرة حمى التسوق تقول راية المحرزي، نائب رئيس جمعية الإمارات لحماية المستهلك، إن شهر رمضان الكريم ليس للإسراف كما يفعل البعض، فهذا ضد تعاليم ديننا الحديث، كما أن الإسلام لم يحبذ أن يأكل الإنسان كل ما يشتهيه، وألا يجعل رغباته المادية هي الغاية الأساسية التى يعيش من أجلها. وبينت أن هوس الإسراف والتسوق خلال رمضان كثيراً ما يشغل بال الأسر، خاصة النساء. وتطالب المحرزي بالاعتدال في الشهر الفضيل والتركيز على العبادة والتقرب إلى الله، بدلاً من هوس التسوق غير الطبيعي الذي تختل فيه ميزانية الأسرة، وتزداد الخلافات، بسبب الإقبال على كل أصناف الطعام المطلوبة وغير المرغوبة.