الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«فوكوشيما»: المياه الملوثة خطر آخر

«فوكوشيما»: المياه الملوثة خطر آخر
27 مارس 2011 21:58
طفت على السطح من جديد، يوم السبت الماضي، توترات بين الحكومة اليابانية والشركة التي تدير مجمع "فوكوشيما" النووي، بعد أن اعترفت المنشأة بتخلفها عن تحذير العمال بالشكل الكافي بشأن الماء الملوث بالإشعاعات الخطيرة في المحطة. ويأتي ذلك بعد أن تم نقل عاملين كانا يقومان بأعمال صيانة على كابلات كهربائية بالمفاعل رقم 3 إلى المستشفى يوم الخميس بعد أن لامست سيقانهم المياه الملوثة بالإشعاعات. وقد اعترفت شركة كهرباء طوكيو، يوم السبت، بأنها كانت تعلم بشأن المياه الملوثة بإشعاعات قوية في المفاعل رقم 1 قبل أيام، لكنها لم تحذر العمال من أن خطراً مماثلاً يمكن أن يكون موجوداً في المفاعل رقم 3. وأفادت وكالة الأنباء اليابانية "كيودو" بأن كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني "يوكيو إيدانو" انتقد بشدة الشركة المعروفة باسم "تيبكو"، قائلاً إنه يتعين عليها أن تتقاسم المعلومات بسرعة أكبر مع السلطات المختصة، وإنها إذا لم تفعل ذلك، فإن "الحكومة لن تكون قادرة على تقديم التعليمات المناسبة، وستتسبب (الشركة) في فقدان العمال، والجمهور في نهاية المطاف، للثقة". هذا وقد اعتذر مسؤولو شركة "تيبكو" عن التقصير، لكنهم لفتوا في الوقت نفسه إلى أن العمال تجاهلوا التحذيرات التي كانت وجهت لهم بشأن ارتفاع مستويات الإشعاع في منطقة العمل. منشأة فوكوشيما التي تعرضت لزلزال وتسونامي في الحادي عشر من مارس الجاري، ولعدد من الانفجارات لاحقاً، مازالت تتسرب منها إشعاعات إلى الآن، حيث تم العثور على مستويات من اليود المشع أعلى 1250 مرة من المعيار الذي يعتبر آمناً في مياه البحر على بعد حوالي 1000 قدم من المجمع، وذلك حسب تصريحات مسؤولين يوم السبت. غير أن عدداً من الخبراء يقولون إن الإشعاعات ستتبدد وستتلاشى بسرعة ولن تشكل تهديداً للأشخاص الذين يوجدون في الجوار أو للحياة البحرية. هذا وقد لجأت شركة "تيبكو" إلى استعمال أزيد من 5300 طن من مياه البحر للحفاظ على برودة مفاعلاتها وبرك تخزين الوقود المخصب المجاورة، بعد أن تسبب الزلزال، والتسونامي الذي أعقبه، في تعطيل التيار الكهربائي الرئيسي والاحتياطي الذي يؤمن تشغيل نظام لتبريد. لكن الملح الموجود في مياه البحر يتسبب في تآكل المفاعلات، لذلك يحاول المهندسون حالياً تجفيفه وتصريفه نحو البحر. وفي هذا الإطار، قال جراهام آندرو، المستشار الخاص للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في إيجاز يوم السبت الماضي، إن الوضع في المحطة مازال "خطيراً جداً" واحتمال تأثر سلامة وعاء الاحتواء في المفاعل رقم 3 يمثل "مبعث قلق". وقد بدأت شركة "تيبكو" في ضخ مياه عذبة في المفاعلين 1 و3 يوم الجمعة، على أن يستعمل الماء العذب لتبريد برك الوقود المخصب في المفاعلين 3 و4 اعتباراً من يوم الأحد، كما يقول هيديهيكو نيشيياما من وكالة الأمان النووي والصناعي. وحتى الآن، تبدو الإشعاعات في البحر مقصورة على المنطقة القريبة من المحطة النووية المطلة على البحر، حيث يقول نيشياما إن مستويات اليود 131 على بعد 19 ميلاً من الساحل مازالت ضمن الحدود المقبولة، موضحاً أن الجزيئات المشعة لا تهدد الحياة البحرية، إذ قال: "إن التيارات البحرية ستتكفل بتبديد الجزيئات المشعة، وبالتالي فإنها ستكون جد ضعيفة ومخففة حين تُستهلك من قبل الأسماك والأعشاب البحرية". ويوافق خبير أميركي على أن الإشعاعات سيكون لها تأثير ضئيل على الحياة البحرية، وذلك باعتبار أن الجزيئات ستكون مختلطة مع الماء على عمق قد يصل إلى 300 قدم. وفي هذا السياق، يقول كين بويسلر، العالم الذي يدرس النظائر المشعة في مياه البحر بمؤسسة وودز هول لعلم المحيطات بولاية ماساتشوسيتس، إن "السيزيوم واليود مادتان قابلتان للذوبان، لذلك فإنهما ستصبحان ضعيفتين ومخففتين". فعندما تطلَق المواد المشعة في مياه البحر، يقول بويسلر، تضعف وتخف وتختلط مع الماء بسرعة كبيرة لدرجة أن "الأمر يشبه إلقاء صبغ في الماء"، فتنخفض التركزات بسرعة. ومع ذلك، يتعين على السلطات الصحية أن تراقب مياه البحر والمأكولات البحرية بحثاً عن إشعاعات محتملة. غير أنه من غير المرجح أن يطرح ذلك خطراً في المحيط يضاهي الخطر الذي يطرحه في البر، حيث تمتلك النظائر المشعة طرقاً مباشرة أكثر لتعريض البشر عبر مواد استهلاكية من قبيل الحليب والخضر ومياه الشرب. ذلك أن تيارات المحيط ستزيد من تقليص تركزات النظائر عبر حملها جنوباً بمحاذاة الساحل الياباني، ثم بعيداً داخل البحر. ويوضح بويسلر أن البحوث التي أجريت بعد حادث تشيرنوبل النووي في عام 1986 أظهرت أنه رغم الارتفاع الحاد لمستويات السيزيوم 137 في البحر الأسود، فإن الإشعاعات لم تكن عالية بما يكفي لتجعل التعرض للماء أو استهلاك المأكولات البحرية خطيراً. وفي هذا الصدد يقول بويسلر: "كنتَ تستطيع السباحة في الماء، وكنت تستطيع أكل السمك في الماء، وإذا كنت ترغب في شرب ماء البحر، فإنك كنت تستطيع فعل ذلك أيضاً". هذا وقد بلغت حصيلة قتلى الزلزال والتسونامي حوالي 10489، في حين بلغ عدد المفقودين أكثر من 16600 شخص. جولي ماكينن - طوكيو توني باربوزا وكارن كابلان - لوس أنجلوس ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©