الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أبرياء العراق يدفعون الثمن.. من ينقذهـم؟!

أبرياء العراق يدفعون الثمن.. من ينقذهـم؟!
29 يونيو 2016 08:00
إعداد: دينا مصطفى لم تتوقف الانتهاكات ضد المدنيين العراقيين من قتل وخطف وتهجير واغتصاب سواء من «داعش» منذ احتلاله الأراضي العراقية عام 2014، أو من مليشيات «الحشد الشعبي» التي استغلت محاربة التنظيم الإرهابي بغطاء من الحكومة ذريعة لتصفية حسابات طائفية.. نظرات الخوف في عيون الفارين من جحيم الأول، ليست أقل ذعراً من الذين طالتهم انتهاكات الثاني، فهذا هو حال النازحين من أبناء العراق المكلوم الذين وصل عددهم إلى قرابة 4 ملايين نازح، ومازالت الانتهاكات مستمرة ضدهم مع تواصل المعارك. وما بين مطرقة «داعش»وسندان «الحشد الشعبي»، يعيش آلاف الأبرياء ظروفاً قاسية تحت القصف ويدفعون ثمناً فادحاً لصراع لا ينتهي، وكأن قدرهم هو المعاناة بين الرمضاء والنار. انتهاكات «الحشد» أكد تقرير حقوقي أن مشاركة «الحشد الشعبي» في عمليات تحرير بعض المدن في العراق أدى إلى عرقلتها، إذ استغلت المليشيات محاربة «داعش» لاستهداف بعض السكان، مما دفع بالكثير من الأهالي وخاصة الشباب للانخراط في التنظيم الإرهابي. وقال «إن اختطاف وقتل عشرات المدنيين السنة شرق العراق والهجمات على ممتلكاتهم من قبل المليشيات الشيعية المدعومة من إيران يمكن أن يشكل جريمة حرب». ولفت التقرير أن المليشيات الموالية للحكومة العراقية ارتكبت جرائم حرب محتملة خلال عام 2015 في حربها ضد داعش من خلال هدم المباني بطريقة غير شرعية في المناطق التي أعادت السيطرة عليها، وتنفيذ عمليات إخفاء قسري في حق السكان. فيما أشار تقرير نشرته وكالة «رويترز» إلى أن عناصر من «الحشد الشعبي» مسؤولة عن اختطاف وقتل العشرات من السُنة المُقيمين في بلدات تقع وسط العراق، إضافة إلى هدم منازل ومتاجر ومساجد. وطبقاً لصحيفة «هافينجتون بوست» الأميركية فإن مليشيات مثل «فيلق بدر»، و»عصائب أهل الحق»، و«كتائب حزب الله»، نفذت انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، لا سيما من خلال هدم المنازل والمحلات التجارية في المناطق السنية المستعادة. وأشارت إلى أن حال حقوق الإنسان في العراق تواصل التدهور، خصوصاً بعد أن سيطر «داعش» على الموصل في 10 يونيو عام 2014، وعمل على قتل وتهجير الأقليّات وكلّ من يخالف أوامره، ممّا فاقم انتهاكات حقوق الإنسان ونشر حالاً من الأعمال الانتقامية والفوضى. ووفقاً لتقارير منظمة «يونيسيف»، هناك الآلاف محاصرين داخل الفلوجة، كما يعاني أهالي المناطق المحاصرة من نقص حاد في الغذاء ومياه الشرب والدواء. وفي السياق نفسه، حذر التقرير السنوي لمركز «كارنيجي» الأميركي للشرق الأوسط من تصاعد الصراعات العرقية والطائفية في العراق ما سيجعل فكرة «الهوية العراقية» في موضع شكّ. ففي ظل الاجتياح الأميركي الذي بدأ عام 2003، جرى تطوير المؤسّسات لإدارة الفترة الانتقالية بين نظام صدام حسين وبين تشكيل حكومة جديدة. غير أن محاولات تشكيل الدولة واجهت العديد من التحدّيات. فقد برز صراع حول أي «مجموعة» سيكون لها النصيب الأكبر من السلطة، وأي طائفة ستكون مهيمنة، وأي سرديّة وطنية ستكون لها الغلبة. وأشار التقرير إلى أن ذلك الصراع قد ساعد ذلك في تقوية الجماعة المدعومة من إيران في العراق وشعورها بأنها تمتلك هوية متميّزة. فقد أصبحت هذه التنظيمات من بين جماعات المعارضة العراقية، أقوى وأكثر تنظيماً وإعداداً فكرياً لتعبئة القطاعات الاجتماعية. قصص الفلوجة تحكي مآسي الإخفاء القسري والتعذيب ظهرت علامات الذعر والخوف الشديدين على (م) البالغ من العمر حوال 50 عاماً، من أهالي الفلوجة.. قال إنه لا يستخدم هاتفه منذ شهور، ويخشى من ملاحقة مليشيات الحشد الشعبي له ولأسرته بعد أن تعرضوا للتعذيب على أيديهم لأيام أو لأسابيع ربما. أكد لـ«الاتحاد» أن نحو 10 عناصر من «الحشد الشعبي» أخرجوه وعائلته من الفلوجة للتحقيق معهم، ولم تتولى عناصر الجيش أو الشرطة العراقية الأمر، بل تركوهم لـ«الحشد» الذي فصل بينه وبين عائلته، ثم وضعوهم في السيارات ونقلوهم إلى مكان يشبه مكان تصليح السيارات عند أطراف الفلوجة، وقاموا باستجوابه معتقدين أن له علاقة بداعش، وبعد تأكدهم أنه ليس له أية علاقة بهم، تركوه وعائلته. وأضاف (م) الذي شدد على عدم ذكر اسمه أنهم عند وصولهم، كان هناك رجال آخرون في انتظاره أوسعوه ضرباً وتم تعذيبه ومعاملته بوحشية على الرغم من استسلامه التام لهم، قبل أن يحبسوه في غرفة معزولة لعدة أيام، ويطلقوا سراحه لاحقا ليعود إلى أطراف الفلوجة حيث لم يجد عائلته هناك. وأضاف أنه كان في شدة الإعياء بحيث لم يستطع البحث عن أسرته التي وقعت في يد المليشيات، ولكنه استطاع بعد أن تمالك نفسه خلال أيام من الذهاب والبحث عنهم حتى وجدهم أخيراً على أطراف جسر بزيبز. وأكد أنه كان هناك حوالي 40 شخصاً غيره وقعوا في قبضة مليشيات الحشد الشعبي التي قامت بانتهاكات لا حصر لها لإنسانيتهم، وختم قائلاً «أحمد الله أنني خرجت من بين أيديهم سليماً ولست جثة هامدة». السيدة (س. ناصر) من أهالي الفلوجة (44) عاماً هربت من الفلوجة مع عائلتها عبر نهر الفرات فقد كان الممر الوحيد الذي مكن العديد من العوائل الهرب فيما لم يستطع آخرون الهرب مع ملاحقة عناصر «داعش» لهم.. فقدت أحد أبنائها في نهر الفرات عندما صعدوا الزورق محاولة هي وعائلتها الفرار من التنظيم الذي حاصر قريتها لأشهر ولم يستطيعوا الحصول على الطعام والشراب. قالت إنها هربت تحت جنح الليل مع عائلتها المكونة من زوجها وثلاثة من أبنائها مع أبناء الجيران لكن عناصر التنظيم شعروا بهم رغم انهم منشغلون بالحرب ضد القوات العراقية على أطراف الفلوجة، ولاحقتهم تلك العناصر بالرصاص وأسقطت اثنين من على الزوارق كان ابنها أحدهم. وقالت إن من بقي من أفراد عائلتها نجوا من ظلم التنظيم ليلتحقوا بأهلهم الفارين في مخيمات النازحين بعامرية الفلوجة. وأكدت (س. ناصر) أنها عاشت أياماً صعبة مع عائلتها تحت سيطرة داعش فلم يكن لها أن تخرج أو أن تبحث عن أخيها الذي أخذته عناصر داعش وعذبته لأنه رفض الانضمام إليهم، وألقت بجثته بعد أسابيع في أحد الطرق وأبلغهم عنه شخص من أبناء الجيران ولم يستطع احد الوصول إلى الجثة لدفنها على الأقل في المكان المخصص للدفن وعلمت أيضاً أن الجثة تعفنت ثم أحرقها عناصر التنظيم نكاية بعائلته. قصة أخرى للشاب (عمر. ا) (طلب عدم ذكر الاسم لحساسية الموضوع) لم يتجاوز عمره 14 عاماً، استطاع أهله أن يخلصوه من قبضة داعش بعد أن دفعوا مبلغاً كبيراً (سرا) لأحد عناصر التنظيم لتهريبه منهم، وفعلا عاد عمر إلى أهله وتم تهريب العائلة بالكامل التي فرت إلى إقليم كردستان. قالت عائلة عمر إنه تلقى كل أنواع التعذيب والقهر الجسدي والجنسي فقد أخذ عمر من عائلته وهو الأكبر بينهم وهو يتمتع بمظهر جميل، لينضم للعشرات من الأطفال والمراهقين في معسكر يشرف عليه أحد قياديي التنظيم. وقال إنهم بدأوا معه كما مع غيره من هذه الفئة العمرية بالتدريب وعمليات غسل الأدمغة، ومن كان يعترض يجلد عدة مرات أمام الجميع. لكن والد الطفل أشار إلى أن ابنه تعرض للاغتصاب على يد أحد عناصر التنظيم وتكررت العملية لعناصر أخرى وأن ابنه مصاب الآن بالهلوسة، وعندما عرضه على أحد الأطباء تبين أنه كان يتعاطى نوع من المخدرات قبل أي عملية اغتصاب وقد شرح موضوع الطفل لوالده لكن الأب لم يستوعب الموضوع لوحشيته وهو الآن مريض لا يتكلم كثيرا وبعيدا عن أهله وأقرانه. ناشط حقوقي: إيران وراء تدمير «الحشد» و«داعش» لمناطق السنة يقول عماد الدليمي الناشط الحقوقي من الأنبار إن الوضع على الأرض صعب جداً نتيجة الأعداد الكبيرة للنازحين الذين يتجهون إلى جهات عدة غير مجهزة لاستقبالهم ، إضافة إلى عدم توافر شروط السلامة والأمان. فهناك جهة واحدة لاستقبال النازحين وهي عامرية الفلوجة وهذه المنطقة لا تتحمل الأعداد الكبيرة، إلى جانب الحرارة الشديدة. ويؤكد أن النازحين يواجهون ظروفا قاسية فالتعامل غير الإنساني من قبل «داعش» يقابله تعامل أسوأ من قبل «الحشد الشعبي». وأضاف أن الجيش العراقي لا علاقة له بالحشد الشعبي، فالحشد مدعوم من إيران، وإيران كان ظهورها من قبل على الساحة ظهورا خجولا أما الآن، فظهورها علني وبتحد كبير. وأكد أن العائلات التي تنزح في اتجاه الحشد الشعبي يتم التعامل معها بشكل غير إنساني، فالحشد حاقد بدرجة كبيرة، في البداية يتم عزل النساء والأطفال عن عائلاتهم، أما الرجال فيقادوا إلى أماكن مجهولة، ورأينا مقاطع فيديو كيف يتم تعذيبهم وتصويرهم ونشر هذه التسجيلات على مواقع التواصل بصور علنية لتدميرهم نفسياً وإنسانياً. وقال الدليمي إن هناك العديد من حالات الانتهاك الموثقة للعديد من العراقيين، والحكومة العراقية على علم تام بها، ولكنها لم تفعل شيئاً، والحالات الواضحة الملموسة تقوم القوات العراقية تحيلها للقضاء وهي حالات بسيطة. وأضاف أن منظمات حقوق الإنسان لا تستطيع أن تفعل شيئاً لتوقف هذا الانتهاك. ورأى أن الحل بسيط فالعراق دولة بها مؤسسات، ويجب السيطرة على المناطق المحررة من يد داعش ومحاسبة كل من يقوم بأفعال إجرامية متوحشة تجاه العراقيين. وأضاف أن مليشيات الحشد الشعبي أحرقت مستشفى الفلوجة بعد استعادتها من داعش، فأين كيان الدولة التي لديها سلطة عسكرية، أين السلطة العراقية التي تراقب وتحاسب هؤلاء على أفعالهم الوحشية؟ وإذا لم تتصد لهم فمن سيتصدى لهم؟ ولاء الحشد الشعبي بنسبة 90% ليس للعراق. وأضاف أن ما يحدث دائماً في مثل هذه الحالات أن الحكومة العراقية تقول إنه كان هناك مندسون قاموا بإشعال النيران في المستشفى أو قاموا بالقتل أو بالتعذيب وأنهم عناصر خارجة عن الحشد الشعبي، ولكن في الحقيقة هم عناصر الحشد الشعبي وليس هناك مندسون بينهم، ويتم الحرق عن سبق إصرار وترصد. وأكد أنه ليس في يده شيء ليفعله سوى توثيق حالات الانتهاك. وقال إن الغاية من داعش غاية معدة ومخططة والغرض منها تحقيق أجندة لجهات تستهدف المحافظات السنية فقط، لأن داعش نجح في تدمير ما فشلت فيه دول مجاورة أن تفعله. وأضاف أن داعش بأفعاله الوحشية في المناطق السنية والأحياء السنية لا يفعلها سوى المجرمون، قام بحرق المدن، وتدمير البنية التحتية، قتل المواطنين وخطفهم وسرقتهم.. قام بكل الأعمال الوحشية التي لم تستطع إيران فعلها. وأضاف «إن داعش مأجور لتدمير المناطق السنية فهو سرطان لمحاصرة السنة، كل شعاراته كاذبة وهو لا يستهدف سوى السنة. ورأى أن نوري المالكي (رئيس الوزراء السابق) من المسؤولين الذين خربوا العراق، فداعش دخل في حقبته التي لم يكن فيها خير أبداً. من جهته، قال الناشط حازم الصافي من الفلوجة إن لديه العديد من الحالات من ضحايا داعش. وأوضح أنه على سبيل المثال أمامه حالة فقدت عقلها وأصيبت بالجنون بعدما شاهدت اغتصاب ابنة عمها مرات أمام عينيها، ما أثر عليها تأثيراًِ كبيراً فأصيبت بالجنون الكامل. وقال إنه خلال عمليات النزوح من الموصل تعرض العديد لعمليات الاغتصاب والسرقة وخطف الرجال، كما قامت مليشيات الحشد الشعبي بالعديد من عمليات الاختطاف والسرقة. وأكد أن منطقة تل عفر من أكثر المناطق التي حدثت بها انتهاكات، ففي بداية الأعمال العسكرية التي دخلتها داعش شابتها الكثير من الانتهاكات، فتوفيت أعداد هائلة من الأطفال في طريق النزوح، ولسوء الظروف، لم يستطيعوا تحمل طريق اللجوء. كما هناك العديد من حالات الوفاة من السيدات وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة أثناء نزوحهم للطرق الجنوبية. وهناك حالات خلل نفسي مرعبة عند مئات السيدات الذين أصيبوا بالرغبة على الانتحار ولديهم ما يسمى بالكآبة الانفعالية، إضافة إلى طول وقت عملية النزوح خمسة أو ستة أشهر بالكثير وزادت المدة كثيرا عن ذلك ، إلى جانب إصابة العديد من النازحين بأمراض جلدية نتيجة لارتفاع درجة الحرارة وبقائهم في مكان واحد دون نظافة مدة طويلة. وقال إن الحكومة قدرت عدد النازحين في البداية بمليوني نازح، في حين بلغ عددهم الآن 4 ملايين أي الضعف تقريباً. فلم تعد قادرة على السيطرة على تلك الكوارث والأزمات الكبيرة، يضاف إلى ذلك قلة الموارد، كما أنها تحتاج الخبرة الفنية للمساعدة في هذه الأزمات. وأشار إلى أن بعض المنظمات تأخذ أموال التبرعات ولا يعرف أين تذهب هذه الأموال. أما عن المنظمات المحلية العراقية فلم تعد قادرة على المساعدة نتيجة للكثافة العددية، وتعاني النقص في الأدوية، وقلة بالمواد الغذائية وارتفاع شديد في درجات الحرارة التي اقتربت من الخمسين. خبراء: العراقيون يعيشون حرب إبادة يقول خبراء إن أبناء العراق يعيشون حرب إبادة ويتعرضون لجرائم ضد الإنسانية، فما بين تفجيرات السيارات المفخخة وقصف الصواريخ والحصار والاقتحامات والمذابح والمعارك المتواصلة يعيش المدنيون تحت خط النار، وقتل وشرد واختطف واغتصب عشرات الآلاف، بينما نزح وهُجر آخرون. وبلغ عدد الضحايا 7515 قتيلا، و14855 جريحا العام الماضي فقط بحسب تقارير أممية. ومع تزايد حدة المعارك في بعض المناطق مثل الفلوجة، وفي الوقت الذي أتيحت الفرصة لمئات من سكان المدن العراقية للهروب من قبضة «داعش» عبر ممرات آمنة، برز حديث مفزع عن الأهوال التي تنتظرهم إذا ما وقعوا في قبضة مليشيات «الحشد الشعبي». فالتجارب السابقة للمدن التي كانت تحت سيطرة التنظيم الإرهابي ودخلتها المليشيات لم تخل من القتل والاختطاف بحسب تقارير المنظمات الحقوقية التي وثقت العديد من الانتهاكات بحق الأبرياء. وفي الإطار نفسه، أكدت تقارير تابعة للأمم المتحدة صدرت العام الحالي أن تنظيم «داعش» مسؤول عن العنف الذي يتعرض له المدنيون في العراق، ومازال يواصل ارتكاب أعمال العنف وانتهاكات القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني على نطاق واسع. وبحسب التقارير فإن هذه الأفعال، في بعض الحالات، ترقي إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وربما الإبادة الجماعية..«الاتحاد» رصدت الانتهاكات ضد المدنيين ضحايا النزاع في العراق بين مجرمي «داعش» وعصابات «الحشد الشعبي». المتحـدث باســـم الخارجيــة الأميركية نيثان تيك لـ «»: العبادي تعهد بالتحقيق في الانتهاكات أكد نيثان تيك المتحدث باسم الخارجية الأميركية للشرق الأوسط لـ«الاتحاد» أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء التقارير التي تشير إلى تعرض المدنيين في الفلوجة والمناطق المحيطة بها للتعذيب وسوء المعاملة، والقتل في بعض الحالات. وقال إن مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية أوضح أن رئيس الوزراء حيدر العبادي قد تعهد بالتحقيق في جميع التقارير الموثقة لهذه الجرائم وأكد أنه ستتم محاسبة المسؤولين ومرتكبي هذه الجرائم، وإنه أصدر تعليمات واضحة لقوات الأمن العراقية، بما في ذلك الحشد الشعبي، لحماية المدنيين واحترام حقوق الإنسان وأكد على تأييدهم بشدة لهذا النهج. وأوضح تيك أن الولايات المتحدة تعلم جيداً أن الأمر سيتطلب وقتاً لإنهاء حالة التوتر وعدم الاستقرار التي نراها في العراق الآن ولا توجد قرارات حالية صادرة من القيادة السياسية يمكنها إنهاء التوتر، ولكن في نهاية المطاف على القيادة السياسية إصدار قرارات لا تشجع على الطائفية وتعيد وحدة الصف العراقي. وهكذا تستمر الولايات المتحدة في دعم الحكومة العراقية وجهود العبادي في هذا الاتجاه. وأضاف أن الوحدات المختلفة التي تدعمها الولايات المتحدة عليها أن تعمل بدقة تحت القيادة والسيطرة العراقية. وأشار أنه طبقاً لبريت ماكجورك المبعوث الخاص الأميركي للائتلاف العالمي لمكافحة «داعش» فإن الإيرانيين لديهم تأثير هائل على وحدات تعمل في العراق وهي خارج الهيكل القيادي العراقي. وأكد أنها تعد مشكلة كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة وللحكومة العراقية وقال إن الولايات المتحدة قد أعربت عن قلقها للحكومة العراقية. من جهته، رأى بيتر كلاوسون مدير مركز أبحاث معهد واشنطن للشرق الأدنى أن المدنيين دفعوا ثمناً فادحاً في الحرب الدائرة في العراق. فعندما تنتقل المعارك الدامية إلى المناطق السكنية، تكون النتائج عادةً مروعة للمدنيين. كما رأينا في حلب وحمص، وكذلك في الرمادي والفلوجة هي ما يحدث في الحرب. وأوضح أن ما جعل الأمور أكثر سوءا في العراق هي استراتيجية داعش في القتال فهي تجبر المدنيين على البقاء، بل وتعتبرهم قطعا تستخدمهم في حربها. لقد كان هذا ما فعله نظام هتلر في الدفاع عن المدن الألمانية في 1944-1945، ومنع الناس من الفرار، وكانت النتائج مروعة. وأضاف «في هذه الظروف، سيكون تحديا كبيرا لأي جيش من أجل التوصل إلى وسيلة لمساعدة المدنيين النازحين لشيء واحد». وقال إن الجيش العراقي يقوم باستجواب النازحين لمعرفة ما إذا كانوا ينتمون لأي جهة أخرى للأسف، وهذا يقيد دورهم في تقديم المساعدة للمدنيين الذين يرغبون في الفرار. وأكد كلاوسون أن هناك تقارير موثوق بها تفيد بأنه يتم السماح للمليشيات العراقية في إساءة معاملة المدنيين الفارين. وقد تم الإفراج عن التقارير الأخيرة من العديد من المنظمات الإنسانية التي أكدت أن هناك انتهاكاً خطيراً لحقوق الإنسان من المدنيين العراقيين على يد مسلحي الحشد الشعبي وعناصر أخرى خلال اشتباكات مع «داعش». والحل هو التأكد من أن المؤسسات الحكومية الموثوق بها هي الوحيدة المسؤولة عن التعامل مع المدنيين الفارين والنازحين، وهذا يعني أن الاعتماد يكون على الجيش العراقي النظامي وحده، وليس المليشيات. وهذا يعني أيضا التأكد من أن وحدات الشرطة المخصصة المساعدة ليست طائفية التوجه لكسب ثقة النازحين، كما يتعين على الحكومة العراقية توفير مساعدات إنسانية كافية. ولفت كلاوسون إلى أن إعادة بناء الثقة لوحدة الشعب العراقي ستكون عملية طويلة وبطيئة. ولا ينبغي لنا أن نتوقع حلا مثاليا أو واحدا سريعا. ولكن علينا أن نعمل على خلق التقدم البطيء. وقال إن الدول المجاورة للعراق لاسيما دول مجلس التعاون الخليجي يمكن أن تساعد في هذه العملية. وينبغي أن تكون تلك الدول المجاورة أكثر نشاطا في العراق، والعمل مع منظمات المجتمع المدني والحكومة العراقية.. العراقيون بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، ودول مجلس التعاون الخليجي لديها الكثير من الخبرة حول كيفية تقديم هذه المساعدات، ودورها النشط على سبيل المثال، من جمعيات الهلال الأحمر - ستكون مطمئنة للكثيرين في العراق الذين يشكون من السلطات في بغداد. وهذا يتطلب إقناع تلك السلطات للسماح بمثل هذه الأنشطة. وأوضح أن داعش سيهزم في غضون السنوات القليلة المقبلة، ولكن ذلك لن يضع حداً لعنف المتطرفين والإرهابيين ما لم تكسب الحكومة العراقية ثقة مواطنيها مجدداً. النائب العراقي حامد المطلك: الحكومة مسؤولة عن أفعال التنظيمات والمليشيات أكد عضو مجلس النواب العراقي حامد المطلك لـ«الاتحاد» أن الانتهاكات الموثقة على يد العديد من القوات المتناحرة من جانب المنظمات الحقوقية كلها صحيحة، فالعديد من الضحايا المدنيين الذين وقعوا في براثن «داعش» أو مليشيات الحشد الشعبي ذاقوا الأمرين من الذين ليس لديهم رحمة. وأكد حدوث العديد من الانتهاكات، وقال إن آخر هذه الأعمال البشعة ما حدث بالفلوجة، حيث إنهم كانوا يأملون أن تكون معركة الفلوجة معركة مهنية يشرف عليها الجيش العراقي والشرطة المحلية بعيداً عن مليشيات الحشد الشعبي التي قتلت 17 شخصا من عائلة واحدة، وعندما تم التحدث عن الأمر قيل إن هناك عناصر مندسة هي من تقوم بتلك الأفعال. وأضاف: «ثم جاء اختفاء 700 شخص كانوا في قبضة «داعش»، والحشد الشعبي وصل إليهم، وما حدث أنه بدلا ًمن تكريم هؤلاء الأشخاص، اختفوا تماماً ولا نعرف عنهم شيئاً حتى الآن!. وأضاف:«هناك 500 شخص تم تعذيبهم على يد المليشيات بآلات حادة، فبأي صفة يمكن أن نصف هؤلاء؟ ». وقال :« يفترض أن الحكومة والقوات المسلحة العراقية المسؤولة عن كل التنظيمات والمليشيات التي تحمل سلاحاً في العراق وتقاتل بأمرها، لكن هذه التنظيمات تخضع لأجندة خارجية، وتؤتمر بأوامر من الخارج». وأكد أن الحكومة العراقية مسؤولة تماماً عن هذه المجموعات وعن أفعالها الوحشية، وعدم اتخاذها أي إجراء لحماية المدنيين من وحشية هؤلاء، فيجب أن يتم سحب سلاحهم ويحترموا القوانين العراقية، ويجب أن يكفوا عن عشوائيتهم، وأن ما تفعله المليشيات هو نسخة ثانية من داعش، من قتل وخطف وترويع المئات وإشعال الحرائق وغيره من الانتهاكات. ولفت إلى أن إيران لها نفوذ كبير في العراق والانصياع لأوامرها من الداخل، فهي تبحث عن مصالحها، فالعديد من المشاكل التي يعانوا منها الآن بسبب النفوذ الإيراني في العراق. وأكد أنه ليس هناك حلول سوى الوحدة والتوقف عن التناحر الداخلي والفرقة التي تسود المجتمع، فما يحدث أن تؤتمر قوات من الداخل بأوامر خارجية وتصبح إيران مصدر سلاح وأموال وتذهب بالشعب العراقي إلى مستقبل مجهول. وقال المطلك إن مستقبل العراق بيد أبنائه ومصالحه في تصالحهم ووحدته، والحل بيد العراقيين، فليسألوا أين ذهبت ثروتهم، وصناعتهم، وزراعتهم، واستقرارهم وأمنهم، فالصراع لن ينتج عنه سوى مزيد من الاضطرابات والضحايا، ولن تعرف إيران مصلحة العراقيين أكثر من أنفسهم، فهم يعرفون جيداً أن الطريق إلى مستقبلهم في وحدتهم وأمنهم واستقرارهم. وختم حديثه «يجب أن يتركوا المصالح الخاصة والتواطؤ مع جهات خارجية التي ليس وراءها سوى خراب العراق وسيل دماء المزيد من العراقيين». ??
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©