الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خاتمي يتهم النظام بـ«الفاشية» وإهدار فرصة ذهبية للإصلاح

خاتمي يتهم النظام بـ«الفاشية» وإهدار فرصة ذهبية للإصلاح
7 سبتمبر 2009 01:47
شنّ الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي أمس، أعنف هجوم على نظام الحاكم في البلاد، متهماً المتشددين بنشر «الفاشية والشمولية» في البلاد في وقت عقدت فيه حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد الجديدة أول اجتماع لها مما يشي بأن المعارضة الإصلاحية عاقدة العزم على المضي قدماً في احتجاجاتها على الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي تقول إنها «مزورة». وبالتوازي قال المرشد الأعلى على خامنئي، إن الأحداث التي وقعت قبل وبعد الانتخابات الرئاسية، كانت أشبه بمناورة أبرزت نقاط الضعف والقوة وفي مجملها تشكل نعمة كبيرة، مطالباً الشعراء والفنانين والمثقفين بالتصدي لـ»الثورة الناعمة». وفيما أصدرت السلطات القضائية أمراً باعتقال نجل الزعيم المعارض مهدي كروبي، أفاد موقع إلكتروني إصلاحي بأن أكثر من 300 من الناشطين والعاملين في مجال الإعلام في إيران، طالبوا مدعي عام طهران بإطلاق سراح صحفيين محتجزين ورفع الحظر على صحف أغلقها سلفه المتشدد. وجاء هجوم خاتمي عقب 3 أيام من مصادقة البرلمان الإيراني على معظم الوزراء الذين اختارهم الرئيس نجاد لتشكيلته الوزارية الجديدة رغم تحفظات واسعة أبداها النواب قبل توجيه من المرشد الأعلى بالتصويت بمنح الثقة للحكومة الجديدة. كما جاء بعد يوم من إلغاء السلطات مناسبة دينية كان من المفترض أن تقام في ضريح الإمام الخميني ويخاطبها خاتمي. وأبلغ خاتمي أساتذة جامعيين أن حكومة الرئيس نجاد تتبع مقاربة «فاشية وسلطوية شمولية»، مبيناً أن المتشددين يزعمون معارضتهم للفكر الليبرالي، لكنهم بدلاً من ذلك يقومون بتحميل الناس بأفكار متشددة. ورفض خاتمي اتهامات قائد الحرس الثوري اللواء محمد جعفري الذي اتهمه بالسعي لإضعاف سلطة خامنئي قائلاً: «هؤلاء الذين أضاعوا 300 مليار دولار من بيت المال، أتوا اليوم لاتهاماتنا باتهامات باطلة». وأضاف: «نعم إنني من المعارضين للأفكار المتشددة ونشر الخرافات الدينية في شعبنا»، داعياً الأساتذة وجميع المثقفين إلى ضرورة الاتحاد حول جبهة «الأمل الأخضر»، التي تضم المعتدلين في إيران. وجدد خاتمي رفضه لنتائج الانتخابات قائلاً إن «هناك فرصة ذهبية كانت في الانتخابات، إلا أن ضعف المسؤولين أدى إلى إهدار تلك الفرصة الذهبية وأدى إلى حدوث انشقاق لا يمكن معالجته أبداً». كما أشار خاتمي إلى احتمال اندلاع مواجهات جديدة في إيران، خاصة في الوسط الجامعي وعبر قلقه من المصير الذي ستؤول إليه الثورة؛ «لأن المتشددين يتطلعون إلى السيطرة على جميع مقاليد الأمور في إيران». وشدد الرئيس السابق بقوله «نعتقد أن النظام أهدر فرصة مواتية سنحت للمؤسسة الدينية والبلاد»، مضيفاً أن «الانتخابات الأخيرة وفرت فرصة للشباب والمستائين الآخرين، للعودة إلى المسرح والأخذ بالخيار الصائب، أملاً في المؤسسة والمستقبل». من جانبه، انتقد المرجع المعارض لولاية الفقيه حسين علي منتظري المواجهات التي وقعت بين الأجهزة الأمنية والمعتقليين، وقال «هؤلاء يحاربون الناس باسم الإسلام ويقتلون الأبرياء باسم الإسلام». وأضاف في لقاء مع طلبة جامعيين من مكتب تعزيز الوحدة «ليس من الصحيح نشر اعترافات المعتقلين؛ لأنها اعترافات باطلة»، مجدداً عدم اعترافه بشرعية حكومة نجاد وأوصى الجميع بـ»العمل علي حفظ النظام وليس حفظ شخص ما لأن ذلك الشخص لا يمثل النظام». وعلمت «الاتحاد» من مصادر مطلعة أن لقاء سرياً جرى في مرجعية قم بين المرجع مكارم شيرازي والمرجع صافي كلبايكاني، مبينة أن اللقاء ناقش شرعية حكومة نجاد وتعهد رجلا الدين بمواصلة المشاورات حول رفض تلك الشرعية. وفي السياق ذاته، أفادت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء أمس إن أمراً قضائياً صدر بالقبض على نجل المرشح الخاسر كوربي على خلفية مخالفات مالية تصل إلى 5ر2 مليون دولار يشتبه في أن يكون كروبي استولى عليها من خلال عقد وقعه مع أكبر شركات الهاتف المحمول في إيران، يقوم بمقتضاه بتوريد كروت شحن للشركة. وذكر موقع «مشاركت» أكبر حزب إصلاحي في إيران الليلة قبل الماضية، أن رسالة موجهة لمدعي عام طهران عباس جعفري دولت أيادي تطالب بإطلاق سراح صحفيين محتجزين ورفع الحظر على صحف أغلقها سلفه المتشدد سعيد مرتضوي الذي لعب دوراً رئيسياً في المحاكمات الجماعية التي بدأت الشهر الماضي لأكثر من مئة إصلاحي ونشاط وصحفي وغيرهم من المتهمين بالتحريض على احتجاجات المعارضة بعد الانتخابات المتنازع على نتيجتها.
المصدر: طهران
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©