السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ذرات حبوب اللقاح العالقة في الجو تزيد انتشار الحساسية والأمراض الموسمية

ذرات حبوب اللقاح العالقة في الجو تزيد انتشار الحساسية والأمراض الموسمية
23 مارس 2012
مر فصل شتاء هذا العام معتدل البرودة على غير العادة في معظم البلدان، مقارنةً مع موجات البرد الشديدة والصقيع التي هبت على العالم شتاء العام الماضي. ومع انصرام فصل الشتاء وإقبال فصل الربيع، تتواصل أعراض الزكام والسعال والحساسية لما لا يقل عن شهر إضافي كامل من أيام الربيع. فما سبب استمرار معاناة الناس بأمراض الشتاء الموسمية رغم انقضاء فصل الشتاء؟ يقول الدكتور ديريك جونسون، المدير الطبي لعيادة فيرفاكس للحساسية والربو والجيوب الأنفية، “من غير المألوف أن تُصبح صحة المرضى بئيسةً إلى هذا الحد في وقت مبكر كهذا. ويبدو أن اعتدال فصل الشتاء نتج عنه ارتفاع مستويات ذرات حبوب اللقاح بالجو في فبراير وأوائل مارس”. ويوضح الدكتور ديريك أنه أُحصي في يوم 23 فبراير الماضي وجود 365 ذرة حبوب لقاح في كل متر مكعب بالجو، مقارنةً مع 2,88 ذرة فقط في اليوم نفسه من العام الماضي. ويُشير ديريك إلى أنه نظراً لأن الجو كان مشمساً ودافئاً في الأشهر القليلة الماضية، فإن الناس قضوا أوقاتاً أطول خارج بيوتهم، ماأدى إلى تعرضهم أكثر للمواد المسببة للحساسية. «البوفيه» الجوي يميل معظم الأطباء إلى القول إن الجو الخارجي يمكن أن يتسبب في الكثير من المشاكل الصحية، ويغير أحوال الكثيرين خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وهم لا يتوقعون أن تزول آثار ذلك خلال شهر أو أكثر من الآن. من جهتها، تقول جاكي سابت، طبيبة حساسية في مدينة جايثرسبورج، “على الرغم من أن الأشجار دائمة الخضرة مثل شجر الأرز والسرو والعرعر تفتحت وتبرعمت في وقت مبكر هذه السنة، فإن أجناساً شجريةً أخرى ستُزهر وتنور بوتيرتها المعتادة السابقة، ما سيؤدي إلى ما يُشبه الموكب الاستعراضي الكبير لكن المتباطئ لذرات حبوب اللقاح في الجو ما بين نهاية أبريل وبداية مايو، حيث يبلغ عدد ذرات حبوب اللقاح في الجو أوجه. وتُضيف “بدْءُ موسم التبرعم والإزهار باكراً لا يعني بالضرورة أن آثاره ستنتهي مبكراً”. وبالطبع، فإن الأشجار هي مجرد بداية. وكلما تلاشت ذرات حبوب لقاح الأشجار في الجو مبكراً، كان ذلك أدعى لتقاطع فترتها مع فترة انتشار ذرات حبوب اللقاح العشبية والنباتية، وإذا لم يقف الحظ بجانبنا، تقول سابت، وزادت حرارة الجو في وقت مبكر من شهر الصيف، فإن حبوب اللقاح الشجرية ستثبت قدرتها على الصمود والازهار في الجو الحار، تماماً كما تنتشر وتتفشى التعفنات في الجو الحار، خُصوصاً عندما يكون الجو جافاً. ولذلك فإن ما نشهده من انتشار غير مألوف للأمراض الموسمية والالتهابات قد يكون نتيجةً لهذا “البوفيه” الجوي المشكل من حبوب اللقاح وذرات العفونة، والتي قد تستمر حتى بعد انقضاء فصل الربيع وقدوم فصل الصيف. وتأتي حساسية الأنف المبكر في صدارة الأمراض المنتشرة في خريف وشتاء هذا العام اللذين جاءا شديدي الوطأة على المرضى الذين يعانون من الحساسية، إذ لم ينعموا بأي استراحة من هجمات الجو المسببة للحساسية، والتي يقول عنها أطباء الحساسية إنها ناتجة عن أعراض مركبة تُسبب للكثيرين معاناةً شبه دائمة. «شرارة القداحة» تقول سابت “هناك شيء اسمه “شرارة القداحة”، وهو بمثابة أثر إضافي، حيث يُبنى كل شيء على شيء آخر، ويتراكم آخر عليه إلى أن يُصبح رُكام هذه الأشياء أثقل وأقوى، ويُشكل مشكلةً أكبر. ويجدُر التذكير، تقول جاكي، بأن المعانين من الحساسية كانوا معرضين هذا العام لذرات عشبة الرجيد (ragweed) وذرات حبوب لقاح خريفية أخرى لفترات أطول. كما بقيت بعض ذرات العفونة منتشرةً في الجو بمستويات عالية بسبب الرطوبة التي اتسمت بها أيام الشتاء المعتدلة هذا العام. وتُردف “أَدْرَكَنا الآن فصل الربيع وما زلنا نعاني من أنواع شتى من الالتهاب والاحتقان والحساسية وغيرها من العلل الناجمة عن ذرات حبوب اللقاح المنتشرة في الجو، ولسوء الحظ فإن الأمراض الكامنة فينا لم تحظ هذا العام بأي سُبات موسمي، بل ظلت تعبث بأجسادنا المرة تلو الأخرى دون رحمة”. ونظراً لإصابتنا بأمراض الحساسية الربيعية مبكراً على غير العادة، فإن الكثير من الناس أخطأوا بشأن أعراضها، فحسبوا أن سيلان الأنف أو التهاب الحنجرة أو حكة العينين هي أعراض نزلة برد أو إنفلوانزا. وكانت النتيجة أن غالبية الناس لم يأخذوا أية احتياطات وقائية من النوع الذي يوصي به أطباء الحساسية، مثل تناوُل أقراص يومية أو استخدام بخاخات ستيرويد أنفية قبل أن تبدأ النباتات والأشجار بالتفتح والإزهار. ومن المعلوم طبعاً أن أخذ الأدوية الواقية من الحساسية مبكراً يُساعد الجهاز المناعي في الجسم على تقليل التفاعلات الحساسة والمعاناة التي يُكابدها مرضى الحساسية طيلة فصل الربيع، أو حتى اتقاء الإصابة بها جملةً وتفصيلاً. تحصين النفس من جهته، يقول ديريك جونسون “نحن نطلب من المرضى عادةً أن يبدأوا تناوُل هذه الأدوية عند مُستهل شهر مارس حتى يحصنوا أنفسهم من أمراض الربيع الموسمية، وحتى تكون لهم مناعة كافية في الوقت الذي تنتشر فيه ذرات حبوب اللقاح بمستويات عالية في الجو. لكن الذي حصل هذا العام هو أن الجميع أُخذ على حين غرة، بمن فيهم عدد من أطباء الحساسية أنفسهم، ولذلك فإن قلةً قليلةً فقط من المرضى تسنى لهم أخذ أدوية وقائية في وقت مبكر من شهر فبراير، حيث يكون الجسم أحوج ما يكون إليها من أي وقت آخر، خصوصاً هذا العام. ويُضيف ديريك “لم يفت الوقت بعدُ على أخذ هذه الأدوية، فقد تساعدك على الشعور بحال أفضل حتى لو كنت قد فوتت على نفسك فوائد وقائية استباقية طويلة الأمد”. ويُحذر خبراء من أن ميل فصول الشتاء إلى الاعتدال والدفء قد ينبئ بأن يكون هذا اتجاهها المستقبلي وما يعنيه ذلك من تضاعف للأمراض والمعاناة، ويحتم اتخاذ احتياطات وقائية ومقاربات علاجية استباقية أكثر فعاليةً. وتقول إستيل ليفيتين، عالمة أحياء ورئيسة الأكاديمية الأميركية للحساسية ولجنة الأحياء الدقيقة والربو والمناعة، “كانت هناك بعض البيانات التي تبين أن التغير المناخي الذي يشهده كوكب الأرض هو الذي جعل فصل الربيع يأتي مبكراً ويدفع النباتات من جميع الأنواع إلى الإزهار في وقت مبكر. لكنه لا يمكننا أن نؤكد أن الاحتباس الحراري هو المسؤول والمُلام استناداً إلى ما حدث في سنة واحدة فقط، فالأحوال الجوية لكل فصل تختلف من سنة لأخرى وبسبب عوامل عدة”. وبدوره، يقول جونسون “من الأفضل أن يتبع كل من يعاني من حساسية الأنف احتياطات دوائية وقائية الآن حتى يتفادى الإصابة بأية مفاجآت صحية. كما أن عليه أن يكون حريصاً في أنشطته اليومية، فيُواظب على تغيير ملابسه بانتظام والاستحمام بعد أداء أي نشاط بدني خارجي، ويُبقي نوافذ بيته مغلقةً، ويستخدم المكيف الهوائي في السيارة ويُعدله في وضعية تسمح بإعادة تدوير الهواء، وتجنب ممارسة الرياضة في الصباح الباكر نظراً لأن ذرات حبوب اللقاح تكون في أعلى مستوياتها في جو النسيم الصباحي”. هشام أحناش عن “واشنطن بوست”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©